في سياق الخطوة التي يتخذها البعض من الرجال باتجاه الزواج، نقرأ للعقلاء منهم: اللهم ارزقني امرأة تسرّني إذا نظرت، وتطيعني إذا أمرت، وتحفظني إذا غبت.
إنها، كما نرى، أقانيم ثلاثة تجسد الجمال والطاعة والوفاء. وأما الجمال فهو غير الجمال المتعارف عليه في سياق المسابقات التقليدية التي تجري للفوز بلقب ملكة جمال أو ما شابه ذلك كما هو الحال في الوقت الحاضر. وأما الطاعة فلا تعني العبودية بالمعنى الضّيق لهذه العبارة. وأما الوفاء فهو إخلاص المرء لذاته قبل أن يكون شرطاً من شروط الإخلاص للغير حتى إذا كان هذا الغير شريك حياته.
إنها جملة من الأقانيم التي قد يرى البعض أنها تصلح لبناء حياة زوجية سعيدة، وقد يرى آخرون أن هذه المتطلبات تقارب وجهة نظر من ينظر إلى الزواج على أنه بداية استثمار لا بداية شراكة يتساوى فيها طرفان لكل منهما الحق في المطالبة بمثل ما يطالب به الآخر.
من حيث المبدأ موضوع الزواج، موضوع شائك إذا ما نظرنا إليه من باب الأنانية، بمعنى أن يحقق الراغب في الزواج ما يشبع غريزته لا أكثر، لأن الغريزة في بدايتها غالبا ما تقف عائقاً أمام النظرة الموضوعية لمسألة الارتباط المستدام بين طرفين، سواء من قبل الرجل أو المرأة، وهذا ما يشكل، من جانب آخر، عائقاً أمام إمكانية إطالة زمن العلاقة بين الزوج والزوجة بعد الزواج، ومن ثم ينهي قدسية الارتباط بين الطرفين سواء كان بشهادة القاضي أو الكاهن.
من هنا أهمية أن ينظر إلى الأقانيم المشار إليها نظرة واقعية وموضوعية لأن كلاً منها يؤدي دوراً مطلوب توافره حتى يتجنب الطرفان الوقوع في شراك الوهم أو الخديعة بشكل مقصود أو بشكل عفوي. الأقانيم المشار إليها هنا كما الأسس التي تعد لإشادة بناء، بقدر ما تكون أجزاؤها متماسكة تشكل القوة القادرة على تخطي عوامل الطبيعة مهما اشتدت وكان مصدرها.
ولهذا الاعتبار، تعتبر الأقانيم الثلاثة ضرورة لا بد من توافرها، في سياق السعي لشراكة مع الآخر، سواء من جهة الرجل أو من المرأة.