(النابلسية ضربت بالعالي!)
ركبتُ في السرفيس باتجاه ضاحية الأسد، وجدت صديقاً لي في الميكرو، فجلست إلى جانبه، وراحت عجلات السرفيس تنط بنا من (طابوسة) ماء إلى (طابوسة)، ومن حفرة إلى حفرة، ومن مطب إلى مطب، فاستغل صاحبي الفرصة ليحكي:
ــ أنتم الصحافة يجب أن تحكوا وترفعوا الصوت!
فسألته:
– نحكي بماذا، ونرفع الصوت لماذا؟!
وكان رده مفاجئاً:
– ما إن ننتهي من أزمة حتى تأتي أزمة غيرها. نريد أن نرتاح. نرجوكم يا أخي!
كان صوته مسموعاً، فلفتَ انتباه كل الركاب، وجاءت التعليقات:
– ارتفاع سعر الفروج. الغاز. المازوت. التموين. الدولار. الرواتب. احكوا. ما عم تحكوا. التلفزيون. الإذاعة.
مرت كل التعليقات بسهولة، لأني أنا نفسي أعانيها، إلا أن أحد التعليقات لفت نظري:
– نحن فقراء. لا نأكل بقلاوة إلا بالبازلاء. الحلويات حرمت علينا. لا نأكل إلا الحد الأدنى. كنا نأكل نابلسية بسعر يناسب أسرتنا، فراح سعرها يرتفع.
وقال المواطن:
– معقولة ارتفع سعر النابلسية 300 دفعة واحدة ولا أحد يعرف السبب!
ضحكت. قلت له: إذاً المشكلة بالنابلسية، فهذه بسيطة. رد بقوة:
ــ لا، أنتم في التلفزيون لا تحكون إلا ما يناسبكم.. اشتهيت أن تحكوا مرة واحدة عن رفع سعر النابلسية، وقبلها ارتفع سعر العوامة بلح الشام 300 ليرة وما حدا حكى! قلت له: أنا لست في التلفزيون! رد غاضباً:
– الآن تتنصل. أنا شاهدتك أكثر من مرة..
تذكرت برامج الإذاعة والتلفزيون، وتذكرت صفحة المرحوم شكري أبو البرغل في صحيفة الثورة، وقلت كل هذه البرامج لا تقنع الناس. هذا يعني أن هناك سراً. اتصلت بالمكتب الصحفي لوزارة حماية المستهلك، فضحك قال لي:
ــ خلِّ النابلسية على حسابنا!
فقلت له: خلِّ الأمر لله أفضل!
بادرة طيبة!
ظهور الشاعر خالد أبو خالد في برنامج تلفزيوني اسمه (قوافي) عن الشعر يسر الخاطر، فكم يبدو جميلاً عندما يزور الإعلام قامة أدبية على هذا النحو!
سري!
• أخبار الإذاعة زعلانين. لا أحد يتذكرهم في الإذاعة. علما أن أخبار الإذاعة قدمت للوسط الثقافي والسياسي والإعلامي قامات مهمة!
• مسلسل على قناة دراما، يبدو أنه ليس من إنتاج سوري، في الشارة ظهرت عبارة: أميرة الشاشة صفاء سلطان، فقالت إحدى الفنانات: طيب ومنى واصف؟!
• هناك مجموعة من الأزواج تنوي رفع دعوى على برنامج صباح الخير على الفضائية بسبب استضافة مدرب (الآيكيدو) الذي يعلم النساء الدفاع عن أنفسهن. وفي الواقع سينعكس ذلك على أزواجهن، وألله يستر!!
• المعد عماد جندلي، وهو من خارج التلفزيون، حردَ وترك صباح الخير، ففرح كثيرون، وكثيرات همسن: لماذا لم يأخذ الفور كاتس معه؟!
فهلوية إعلامية!
(لو كنت مكاني) برنامج على الفضائية أطرينا مقدمتيه أكثر من مرة. مؤخراً زارت مقدمته أحد أفران التنور، وحلّت محله، وأحدثت مجموعة من المفارقات الطريفة، جعلت الفكرة طرية وإن استخدمت فيها الفهلوية الإعلامية. والطريف أن المقدمة قالت عن تجربتها في الحلقة: من الإعلام للتنور. فرد صاحب التنور: حلو نتطور!
باليد:
إلى الفنان التشكيلي رائد خليل:
– برنامجك الجديد (على قلم وساق) جميل ومناسب وفكرته جميلة، ولكن نرجو منك ألا تلعب دور المذيع. كن كما أنت!
إلى العاملين في إذاعة دمشق:
– في عيدكم الجميل، ونقصد: عيد الإذاعة. فرحنا ونحن نسمع الذكريات. واقعيا نريد شيئاً جديدا!
إلى أسرة إعداد برنامج مجلس الدراما:
– نقترح الاكتفاء بما قدمتومه حول هذه الفكرة، ومبدئيا أوقفوا المطرقة!