الكرملين يؤكد أن «قمة سوتشي» ستبحث تطبيعاً دائماً للوضع في سورية … شويغو وأكار: لإجراءات حاسمة توفر الأمن في «المنزوعة السلاح»
| وكالات
شددت روسيا وتركيا أمس على «ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لضمان الأمن في منطقة إدلب المنزوعة السلاح»، وذلك قبل يومين من قمة «سوتشي» لرؤساء الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانا، والتي أكدت روسيا أنها ستبحث «تطبيعاً دائماً للوضع في سورية».
وأجرى وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أمس مباحثات في أنقرة مع نظيره التركي خلوصي أكار، وجاء في بيان مشترك نشر في ختام المحادثات بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: أنه «رغم الاستفزازات، تم التشديد على أهمية مواصلة التعاون بين الاستخبارات والقوات المسلحة التابعة للبلدين من أجل إحلال السلام والحفاظ على الاستقرار في إدلب».
كما شدد الطرفان بحسب البيان، على «ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لضمان الأمن في منطقة إدلب المنزوعة السلاح».
وسبق أن أعربت موسكو مراراً عن قلقها إزاء عدم تنفيذ أنقرة كل التزاماتها بموجب «اتفاق إدلب» المعلن يوم 17 أيلول الماضي.
وبموجب «اتفاق إدلب» كان يتوجب على تركيا أن تنهي وجود الإرهابيين من «المنزوعة السلاح» بحلول منتصف تشرين الأول من العام الماضي، ومع انقضاء 3 أشهر ونصف الشهر لم يلتزم النظام التركي بذلك.
وأعلنت الخارجية الروسية، الجمعة الماضي، أن موسكو تنتظر من أنقرة تفعيل جهودها بتنفيذ الاتفاقات الروسية التركية بشأن تحرير محافظة إدلب السورية من الإرهابيين، مؤكدة أن روسيا لن تسمح بوجود «محميات» للإرهاب في سورية، على حين زعمت أنقرة حينها أن «الاستفزازات» التي تجري في منطقة خفض التصعيد بإدلب لا يمكن اعتبارها ذريعة لشن عملية عسكرية واسعة في المحافظة.
من جهتها، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية، أن بيان محادثات أكار وشويغو أوضح أنه جرى خلال اللقاء، مراجعة ما تم بحثه بين وفدي البلدين في روسيا بين 31 كانون الثاني الماضي و2 شباط الجاري.
ولفتت الوكالة إلى أنه تم التنسيق خلال المباحثات بخصوص القمة الثلاثية بين زعماء تركيا وروسيا وإيران في سوتشي، المرتقبة في 14 شباط الجاري.
وتوافقت وجهات نظر الجانبين وفق «الأناضول» فيما يتعلق بضرورة تبديد هواجس تركيا الأمنية على خلفية التهديدات الناجمة عن «وحدات حماية الشعب» الكردية وداعش، من منطقتي منبج بريف حلب وشرق الفرات. وجدد الطرفان بحسب الوكالة تأكيدهما على التعاون في مكافحة كافة أشكال الإرهاب في إطار احترام وحدة أراضي سورية وكيانها السياسي.
وبينما، جاءت محادثات شويغو وأكار قبل يومين من انعقاد قمة سوتشي لرؤوساء الدول الضامنة لمسار أستانا (روسيا، إيران، تركيا)، قال الكرملين في بيان أمس بحسب «روسيا اليوم»: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيشارك، يوم 14 شباط الجاري، في سوتشي، في اللقاء الثلاثي الرابع للدول الضامنة لعملية «أستانا» الخاصة بدعم التسوية السورية.
وأشار البيان إلى أن بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان سيبحثون «الخطوات المشتركة اللاحقة الرامية إلى التطبيع الدائم للوضع في الجمهورية العربية السورية».
كما جدد البيان ما سبق أن أعلنته موسكو سابقاً بأن بوتين سيعقد في سوتشي أيضاً لقاءين ثنائيين مع كل من روحاني وأردوغان.
وخاطب الرئيس الروسي دبلوماسييه أول من أمس بمناسبة عيدهم قائلاً: «لا يزال ينبغي بذل المزيد من العمل من أجل مواصلة دفع العملية السياسية في سورية وكذلك من أجل التسوية السياسية الدبلوماسية للأزمات الأخرى».
وفي السادس من الشهر الحالي، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: «سنبحث في قمة سوتشي تشكيل اللجنة الدستورية السورية، والوضع في محافظة إدلب، وانسحاب القوات الأميركية من شرقي الفرات».
بالعودة للموقف الروسي نقل الموقع الإلكتروني لقناة «المنار» اللبنانية أمس تصريحات لنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قال فيها: نحن واثقون من أننا سننجح بالجهود المشتركة للدول الضامنة بتأمين الوصول إلى تشكيل اللجنة الدستورية، معرباً عن «الأسف، نحن نلحظ محاولات لا تتوقف من قبل شركائنا الأميركيين وغيرهم من المشتركين فيما يسمى بـ«المجموعة المصغرة» لإفشال هذا العمل».
وفي السابع من الشهر الجاري استضافت واشنطن اجتماعاً وزارياً لما يسمى «المجموعة المصغرة» حول سورية والتي تضم كلاً من ألمانيا والسعودية ومصر والولايات المتحدة وفرنسا والأردن والمملكة المتحدة، وخرجت ببيان زعمت فيه أن «الذين يسعون إلى زعزعة استقرار المنطقة، أو السعي إلى حل عسكري، لن ينجحوا إلا في زيادة خطر التصعيد».