قبل يومين من «قمة سوتشي» لرؤساء الدول الضامنة لمسار «أستانا»، شن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في ريف إدلب هجوماً ضد الجيش العربي السوري استخدم فيه قذائف كيميائية.
في الأثناء، أعربت موسكو عن أملها في أن يساعد عمل خبراء منظمة «حظر الأسلحة الكيميائية» الذين يحققون في حادثة الهجوم الكيميائي في حلب في 24 تشرين الثاني الماضي بصياغة «استنتاجات موضوعية».
وأطلقت مجموعات إرهابية تتبع لـ«النصرة» أمس 5 قذائف محملة بالكلور على نقاط عسكرية من محور الخوين أم زرزور في محيط ريف إدلب، ما أدى إلى إصابة 6 عناصر من حاميتها من جنود الجيش العربي السوري وتم إسعافهم إلى النقاط الطبية لتلقي العلاج اللازم وبعضهم إصابته حرجة.
من جهتها، أوضحت وكالة «سبوتنيك» الروسية أن الهجوم استهدف منطقة شم الهوى بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أعلنت في 7 الشهر الجاري، أن الإرهابيين في إدلب يواصلون تخزين المواد السامة على طول خط التماس مع القوات المسلحة السورية (المنطقة المنزوعة السلاح التي حددها «اتفاق إدلب») وهدفهم السيطرة على منطقة «خفض التصعيد».
ومطلع الشهر الجاري، قام مسلحو «النصرة» بنقل شحنة من أسطوانات غاز الكلور من جسر الشغور إلى ريف إدلب الجنوبي بالتعاون مع منظمة ما يسمى «الخوذ البيضاء» التابعة لـ«النصرة» وخبراء أوروبيين.
في غضون، ذلك نقلت الوكالة الروسية عن مدير قسم منع انتشار الأسلحة بوزارة الخارجية الروسية، فلاديمير يرماكوف، قوله: «على مدى عدة أيام، زار اختصاصيو المنظمة (حظر الكيميائي) المستشفيات والمراكز الطبية (في حلب)، حيث تلقى الضحايا المساعدة اللازمة، وأجروا مقابلات مع الشهود على هذا الهجوم الكيميائي. ولأسباب أمنية، لم يتمكنوا، للأسف، من الذهاب مباشرة إلى مكان الحادث، الواقع على بعد 500 متر من المواقع المحصنة للمقاتلين (الإرهابيين)».
وأعلنت منظمة «حظر الأسلحة الكيميائية»، في الخامس من الشهر الجاري أنها أرسلت لجنة تقصي حقائق مطلع كانون الثاني إلى سورية، لجمع المعلومات حول هجوم حلب «الكيميائي» في 24 تشرين الثاني الماضي، وأن اللجنة «سوف ترسل تقريرها للدول الأعضاء».
ولفتت المنظمة إلى أن «كافة التدابير سوف تتواصل لضمان أمن وسلامة خبراء المنظمة وموظفيها المعنيين»، مشيرة إلى أن سكرتيرها العام فرناندو آريا أبلغ الدول الأعضاء بالمعلومات التي وردته حول «هجوم حلب».
وأضاف يرماكوف: «إنها إحدى الحالات النادرة التي جمع فيها خبراء المنظمة الشهادات والأدلة بشكل مستقل، بدلاً من الاعتماد فقط على مواد من المعارضة المسلحة (الميليشيات والتنظيمات الإرهابية) ومنظماتها غير الحكومية الفرعية (الخوذ البيضاء)».
وأعرب المسؤول الروسي عن «أمله بأن يساهم ذلك في صياغة استنتاجات موضوعية وغير متحيزة».