رياضة

الخالدون

| محمود قرقورا

الخلود في أي مجال من المجالات مفخرة لصاحبه، والرياضة مجال خصب للخلود فيها، فهل تنسى إسبانيا بأسرها أندريس إنييستا صاحب هدف التتويج في مونديال 2010؟
وهل يطول النسيان الأخضر بلومي صاحب هدف الفوز للجزائر على ألمانيا في مونديال 1982؟
ومن منا لا يرفع القبعة للبرازيلي رونالدو داليما نظير تألقه في مونديال 2002 عندما توج هدافاً وقاد السيلساو للقب؟
في ملاعبنا وتحديداً في رحاب اللعبة الشعبية الأولى كرة القدم الخالدون قلة قليلة، فماهر السيد عميد اللاعبين السوريين دولياً بـ117 مباراة منها 108 مباريات وسجل في الفيفا، ولكن هذه الإحصائية مصابة بفيروس عدم اعتماده بين اللاعبين الذين دخلوا نادي المئة دولياً، والسبب أن اتحادنا الكروي لم يكن يزود الفيفا بتشكيل المباريات الدولية خلال السنوات الأولى للألفية الثالثة.
تهديفياً كتب رجا رافع يوم الثلاثاء الفائت سطراً جديداً خالداً جعله أسطورة كروية محلية بامتياز، إذ سجل هدفين بمرمى الطليعة في الدوري الممتاز رافعاً رصيده إلى 163 هدفاً ليصبح الهداف التاريخي متجاوزاً عارف الآغا بفارق هدفين، ويحسب لرجا رافع المؤمن بإمكانية زيادة الرصيد أنه توج هدافاً للدوري خمس مرات، كما أنه من بين قلة نادرة سجلت في خمسة عشر موسماً للدوري السوري، وهذا لم يكن ليتحقق لولا حاسة شم الأهداف المرهفة التي يمتلكها، فما أجمل تقبيل الشباك! فكرة القدم دون أهداف كالحياة من دون ماء أو هواء، والذين يبثون الحياة في أوصال اللعبة هم الهدافون الذين تذكرهم كتب التاريخ وتحفظهم السجلات وتتغنى بهم الشعوب وترقص على أنغامهم أجيال وتلاحقهم عدسات الكاميرات.
رجا بات عميد الهدافين للكرة السورية من جوانب عدة، فمن جهة أولى هو الهداف التاريخي لنادي المجد، ومن جهة ثانية هو الهداف التاريخي للدوري السوري، ومن جهة ثالثة هو الهداف التاريخي للمنتخب الأول باثنين وثلاثين هدفاً، وبناء عليه سيسبق مباراة المجد القادمة مع حطين في الدوري الممتاز فقرة تكريمية له نظير إنجازه غير العادي، وكم نتمنى أن يكون بين المدعوين غداً في عيد الرياضة لتكريمه في مناسبة كبيرة، وكم نتمنى أن يشفع ذلك بتكريم عميد لاعبي سورية ماهر السيد الذي لم نحتفل به يوماً ما على إنجازه هذا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن