رغم الانحسار الذي شهده اللون الأحمر في شوارع دمشق هذا العام، مقارنة مع العام الماضي، إلا أن السوريين لم يفوتوا مناسبة «الفالنتاين» دون الاحتفال بسهرات وحفلات تتفاوت طبقات حضورها تبعاً للحالة المادية.
حيث برعت المطاعم والفنادق بالإعلان عن حفلاتها الصاخبة قبل شهر من المناسبة لتكون أول الاحتفالات قبل يومين من المناسبة «12 الشهر»، واختلفت أسعار البطاقات حسب المطرب والفندق المستضيف وعدد نجومه التي يحملها ابتداءً من 80 ألف ليرة سورية لبطاقة الشخص الواحد نزولاً إلى 6 آلاف للبطاقة.
إلا أن الاستثناء الذي طرأ على احتفالات دمشق هذا العام كان بإحياء حفلات الظاهرة الجديدة من نوعها رغم أنها أيضاً على علاقة بالحب ولكن من الجهة المعاكسة وإن صح التعبير يمكننا أن نطلق عليها حفلات «الحب المفقود».
حفلات انتشرت منذ العام الماضي ولكن بشكل خجول سواء بـ«لمة البيوت»، أو حفلة صغيرة بكافيه بالاتفاق بين الصبايا، لتنتشر الظاهرة أكثر هذا العام بحفلات يكاد يوازي عددها عدد حفلات «حب» العشاق، في المطاعم والكافييات، وأيضاً نالت نصيبها الوافر من الإعلانات كغيرها من حفلات المقلب الآخر وبعبارات رنانة ابتدعها أصحاب المحلات الذين أوجدوا بها لأنفسهم مكاناً جديداً للربح من باب «جبر الخواطر» لمن لا تملك الحبيب.
وطبعاً لم تتخل هذه المحلات عن ربحها الذي تجنيه من حفلات العشاق، فقد أوجد بعضهم طريقة تقسيم الوقت ليكسب الطرفين، حيث تم تحديد وقت من بعد ظهر يوم الخميس من الساعة الـ5 للـ9 مساءً حفلة «السناغل» لتبدأ من التاسعة أو العاشرة حفلة العشاق.
وربما أكثر ما ميز سهرات «السناغل» انخفاض تكلفتها، حيث حددت بعض المحلات الفاتورة على حسب الطلب من «المشروب» فهي لم تقدم وجبات أو عشاء، ودون رسم دخول، فكان باستطاعة الحاضر أن يحدد ميزانية سهرته بما يناسبه، فيما حددت مطاعم أخرى رسم دخول لم يتجاوز الـ 5 أو 6 آلاف يتضمن عدداً محدداً للمشروب.
لتسجل هذه الظاهرة الربحية الغريبة تحدياً جدياً من الصبايا للشباب على مبدأ «عايشة وحدا بلاك»، وأن الحب لا يحتاج فقط لوجود حبيب من الجنس الآخر لنحتفل به، وإنما يمكننا الاحتفال به مع الصديقات.