شؤون محلية

قبل أن تقع الكارثة!

| محمود الصالح

يوما بعد آخر تتكشف حقيقة الخطر الذي يحدق بمنطقة المزة 86 نتيجة وجود تكهفات غير معروفة الحجم والمسار، حيث كان قبل عامين أمام حادثة انهيار في الأرض بعد أن غارت عدد من البيوت والسيارات في منطقة المزة 86، بسبب التكهفات الموجودة في المنطقة، ونتيجة وجود نسبة كبيرة من الجبس في التربة التي تتكون منها تلك الطبقات من الأرض، ومعروف أن العدو الأول للجبس هو الماء، حيث ينحل الجبس بوصول الماء إليه ما يؤدي إلى تشكل التكهفات والفراغات التي تؤدي إلى الانهدامات، في أكثر من مرة قالت محافظة دمشق إنها كلفت الجيولوجيا لإعداد دراسة للتربة في تلك المنطقة، لكن حتى الآن لم تنجز هذه الدراسة، وما زالت معظم مياه الصرف الصحي تتسرب تحت الأبنية وتتغلغل في التربة مسببة المزيد من التكهفات، التي تنذر بخطر الانهدام في أبنية، لا يمكن أن تحقق أدنى شروط السلامة لأبناء هذه الطبقة الفقيرة التي تسكن المنطقة، وأغلبهم من العاملين في الدولة، منذ أيام وجد سكان إحدى البنايات في تلك المنطقة تشققات في مساكنهم، وأعلموا الجهات المختصة التي تعمل على إعادة تدعيم هذا البناء، ونعتقد أن هذا الإجراء لا يشكل الحل الناجع، لأننا أمام مشكلة كبيرة وتحتاج إلى معالجة شاملة وليس عمليات «ترقيع».
محافظة دمشق اليوم مطالبة بإجراء دراسة فنية سريعة بالتعاون مع الجيولوجيا وجامعة دمشق، لوضع توصيف واضح لهذه المنطقة، ووضع الحلول السليمة لها، لأنه ونتيجة المعالجة الخاطئة للمحافظة لوضع من تم نقلهم من المنطقة أصبح الناس يفضلون عدم إبلاغ المحافظة بأي مشكلة فنية في بيوتهم، ويفضلون الموت في بيوتهم على «التشرد» هذه القناعة ستضع المنطقة أمام كارثة لا تحمد عقباها في حال حصلت -لا سمح اللـه- وهي حاصلة إذا استمرت محافظة دمشق بالتعاطي مع الموضوع على أن المنطقة عبارة عن مخالفات وهي غير مستعدة لصرف أي مبلغ كبير عليها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن