سورية

النظام التركي دعا لبنان والعراق للانضمام إلى مسار «أستانا» … لندن تعبر عن خيبتها من المتغيرات السورية وتقر: الرئيس الأسد باق على المدى البعيد

| وكالات

أبدت بريطانيا انزعاجها من المتغيرات الحاصلة في سورية، وفشل المشاريع التي دعمتها مع أميركا وغيرها من الدول في إسقاط الدولة السورية، وأقرت ببقاء الرئيس بشار الأسد على «المدى البعيد»، على حين دعا رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، العراق ولبنان للالتحاق بمسار «أستانا». وقال أردوغان في حديث للصحفيين بحسب وكالة «نوفوستي» الروسية: «تستمر مفاوضات أستانا كعملية إضافية لمفاوضات جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة. نحن لا نعتبر أستانا بديلاً من جنيف رغم إخفاق عملية جنيف. كما قلت سابقاً، يمكننا أيضاً دعوة العراق ولبنان إلى مفاوضاتنا لأن لهاتين الدولتين حدوداً مشتركة مع سورية».
وأضاف أردوغان، في أثناء عودته من «قمة سوتشي» بحسب صحيفة «حرييت»: إن وزراء الخارجية يعملون بشكل متبادل، مشيراً إلى جعل عملية أستانا أكثر فعالية إذا ما انضموا إليها.
وزعم أردوغان في حديثه إلى أن «هدف تركيا هو تحقيق وحدة الأراضي السورية، وتطهير منبج من الإرهابيين وعدم إفساح المجال أمام العناصر الإرهابية في إدلب».
وكان من المقرر عقد الجولة 12 من اجتماعات «أستانا»، منتصف الشهر الحالي، لكن تم تأجيلها بسبب «قمة سوتشي» التي جمعت الخميس رؤساء الدول الضامنة (روسيا، إيران وتركيا)، وبحسب البيان المشترك للقمة فقد جرى تحديد موعد جولة «أستانا» القادمة في نيسان المقبل.
وحول التصريح المرتقب للرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول سورية، قال أردوغان: «من المؤكد أنه سيقول: انتصرنا على داعش، أي إنه قد يكون إعلاناً للنصر»، معتبراً أن «إدارة ترامب، غير قادرة على إيجاد وجهة نظر موحدة داخلها حول الانسحاب من سورية».
وفي دلالة على تدخله السافر في الشأن الداخلي السوري، ادعى رئيس النظام التركي، أنه «بدأ يتكون انطباع في تركيا حول صورة» ما سماه «النظام الذي سيتم تشكيله في سورية بالمستقبل»، مشدداً على أن تركيا ستقوم بكل ما يلزم من أجل حماية أمنها القومي، على حد تعبيره.
جاءت «قمة سوتشي» الثلاثية التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه الإيراني حسن روحاني ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، وبحثت عدة ملفات أبرزها لجنة مناقشة الدستور، وعودة اللاجئين، والوضع القائم في إدلب، في أعقاب إخفاق أنقرة بالالتزام بتعهداتها بموجب «اتفاق إدلب»، وإعلان الرئيس الأميركي عن قرار بسحب سريع لقواته من سورية.
وفي كلمته خلال القمة قال الرئيس بوتين: إن «بؤرة الإرهاب في إدلب لا يمكن التسامح معها ويجب اتخاذ إجراءات للقضاء عليها»، مؤكداً أن «التحركات العدوانية التي يقوم بها الإرهابيون في محافظة إدلب لن تمر من دون عقاب».
وجاء في البيان المشترك في ختام القمة: «رفض كل المحاولات لخلق واقع جديد على الأرض» تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وعبر الرؤساء الثلاثة عن «تصميمهم على مقاومة الخطط الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة سورية وسلامة أراضيها، وكذلك الأمن القومي للدول المجاورة».
وأشار البيان إلى أن الرؤساء «بحثوا الوضع في شمال شرق سورية واتفقوا على تنسيق أعمالهم لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، بما في ذلك من خلال اللجوء إلى الاتفاقات القائمة، مع احترام سيادة ووحدة أراضي البلاد».
على صعيد آخر، عبرت بريطانيا عن خيبتها من المتغيرات الحاصلة في المنطقة، وقالت على لسان وزير خارجيتها جيريمي هانت: «إن روسيا تظهر اهتماماً بالشرق الأوسط بطريقة غير مسبوقة، وإن (الرئيس) الأسد سيبقى في الحكم في المدى القصير والأبعد منه»، على حد تعبيره.
هانت وخلال مقابلة أجراها مع صحيفة «الشرق الأوسط» الممولة من النظام السعودي: أشار إلى أن بلاده لا خطط لديها لإعادة «العلاقات الدبلوماسية» مع سورية، موضحاً أن مباحثات «أستانا»، نجحت في تجنب ما وصفه «حمام» دم في إدلب، مشيراً إلى «هذا أمر إيجابي ونريد ذلك أن يستمر، وعلينا أن نجد حالياً اتفاقاً بين جميع الدول المعنية لضمان أمن سورية وحدودها».
وكشف هانت أن الاتصالات بين واشنطن ولندن مستمرة بشأن الانسحاب من شرق سورية، مؤكداً ضرورة ألا يحصل الانسحاب «بطريقة تؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة إلى داعش» ومن سماهم حلفاء لندن من « قوات سورية الديمقراطية- قسد»، الذين قاتلوا مع التحالف لسنوات عدة ضد داعش»، وأضاف: «ليس هناك أفق كي تذهب قوات بريطانية لتحل محل الأميركيين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن