رياضة

اعتقوا ملاعبنا قليلاً

| غانم محمد

باستثناء ملعبي الجلاء والسابع من نيسان (الصناعيين) فإن حال كلّ ملاعبنا الكروية يثير الشفقة كيف أضحت ويدعو للتساؤل:
هل هذه الملاعب قادرة على إنتاج كرة قدم حقيقية قابلة للتطور؟
نعلم كل ما قيل وسيقال بدءاً من سنوات الحرب مروراً بضعف الإمكانات وصولاً إلى معادلة الأولويات وكل ما قد تتفتّق عنه عبقرية التبرير من مسوغات إضافية، لكننا نتحدث هنا عن مقدمات ونتائج، فحتى تكون لدينا كرة قدم جيدة يجب أن تحضر مقوّماتها ولو بالحدود الدنيا لهذا الحضور، وما عدا ذلك فإنها مضيعة للوقت واستنزاف آخر لما بقي من إمكانات.
للأسف، غالباً ما نبدأ بالمقلوب، نتحدث عن بطولات (نزعل) إن عجزنا عن تحقيقها، ونغرق في خطط مستقبلية، وننسى الأساس وهو الملعب بخطوطه وعشبه ومنشآته، وهذا يعني أننا لا نسير في الاتجاه الصحيح، وأن القائمين على هذا الركن الأساسي في رياضتنا بعيدون كل البعد عما يجب أن يفعلوه، وإلا ما أغمضوا العين وما سدّوا الأذن!
قد تكون ملاعب المحافظات الداخلية أفضل حالاً لأن الهطل المطري عليها أقلّ مما هو عليه بالنسبة لملاعب ساحلنا الجميل، حيث تحولت الملاعب إلى مساحات شاسعة من الطين تغطيها أثناء الهطل برك مياه تصلح لأن تتحول إلى مزارع سمك!
قد تسمح فترة التوقّف الحالية (لمدة أسبوعين) بإجراء صيانة إسعافية لهذه الملاعب لكن الحلول الجذرية يجب أن تحضر وقد تأخّرت كثيراً.
وعلى الاتحاد الرياضي العام أن يدرج ضمن خطته للصيف القادم إعادة النضرة والخضرة إلى ملاعبنا وصيانة مرفقاتها، وأن يبذل في سبيل ذلك كل ما لديه من نفوذ وما بحوزته من إمكانات.
قد يكون التوجه إلى مزيد من الملاعب الصناعية جزءاً من الحلّ، ولو أن ذلك سيكون أرضية خصبة لإصابات اللاعبين ونحن بغنى عن ذلك، وكلنا نتذكّر ملاعبنا قبل 2011 كيف كانت ونترحّم على تلك الأيام الجميلة!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن