سورية

في ظل رفض مقترح واشنطن لاستعادتهم … أوروبا تناقش الوضع السوري بعد تهديدات ترامب لها بمواطنيها الدواعش

| وكالات

عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في بروكسل ناقشوا خلاله الوضع في سورية، في ظل رفضهم مقترح واشنطن لاستعادة مواطنيهم المنتمين إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وأشارت مفوضة الأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، وفق وكالة «الأناضول»، إلى أن الاجتماع سيتناول الأوضاع في فنزويلا وأوكرانيا والقارة الإفريقية، والتحضيرات من أجل مؤتمر بروكسل الثالث حول سورية، وبينت أن المؤتمر سيتناول جمع مساعدات إنسانية للسوريين ودعم الحل السياسي تحت مظلة الأمم المتحدة.
وذكرت وكالة «أ ف ب» الفرنسية، أمس، أنه من المقرر أن يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعاً في بروكسل أمس يناقشون خلاله عدداً من القضايا بينها الوضع في سورية، غداة دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إعادة مواطنيهم المعتقلين لالتحاقهم بتنظيم داعش الإرهابي ومحاكمتهم، محذراً من أن الولايات المتحدة قد تضطر «للإفراج عنهم»، ولفتت إلى أن هؤلاء الأجانب، هم بريطانيون وفرنسيون وألمان وإيرلنديون وإيطاليون.
وردت باريس وبروكسل وبرلين على تصريحات ترامب، وقال وزير الدولة الفرنسي للداخلية، لوران نونيز، وفق «أ ف ب»: إن هؤلاء المسلحين «محتجزون لدى الأكراد، ونحن على ثقة تامة في قدرتهم على الإبقاء عليهم رهن الاحتجاز»، وأضاف: «في كل الأحوال إذا عاد هؤلاء إلى التراب الوطني، فجميعهم لديهم إجراءات قضائية جارية وسيتم إعمال القانون وحبسهم».
الى ذلك، أعلنت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه أمس، وفق وكالة «رويترز»، أن بلادها لن تتخذ أي إجراء في الوقت الحالي بناء على دعوة ترامب لحلفاء واشنطن الأوروبيين لاستعادة المئات من مسلحي داعش من سورية، وبينت أن باريس ستعيد هؤلاء على أساس مبدأ «كل حالة على حدة». وفي بلجيكا طالب وزير العدل، كين غينس، وفق «أ ف ب»، بـ«حل أوروبي»، داعياً إلى «التفكير بهدوء والنظر فيما ينطوي على مخاطر أمنية أقل»، وقال: «لدينا حالياً في شمال سورية خصوصاً أمهات وأطفال، لكن أيضاً بعض المقاتلين المعروفين».
أما في ألمانيا، فقد اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، وفق «أ ف ب»، أن تنظيم إعادة إرهابيين أوروبيين محتجزين في سورية كما يطالب ترامب أمر «بالغ الصعوبة» حالياً، وقال: «لا يمكن تنظيم عودتهم ما لم نتأكد أن هؤلاء الأشخاص سيمثلون فوراً هنا أمام محكمة وسيتم احتجازهم»، وأضاف: «نحتاج إلى معلومات قضائية وهذا لم يتوفر بعد»، وأوضح أن برلين تريد «التشاور مع فرنسا وبريطانيا (…) بشأن طريقة القيام بذلك».
في الغضون، قال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية، أمس، بحسب مواقع الكترونية داعمة للمعارضة: «كل المواطنين الألمان ومن بينهم من يشتبه في ارتباطهم بتنظيم داعش لهم حق أصيل» في الوجود بألمانيا.
في سياق متصل، أعلنت الحكومة الايطالية أن وزير الخارجية، إينزو موافيرو ميلانيزي، غادر إلى العاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة في مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي. ووفق بيان للخارجية الايطالية، بحسب وكالة «آكي» الايطالية للأنباء، فإن جدول أعمال رؤوساء الدبلوماسية الأوروبيين يشمل القرن الإفريقي وأوكرانيا وسورية وفنزويلا. وأشارت «آكي» إلى أن إيطاليا أعلنت مؤخراً أنها تعمل على تقييم خيار إعادة فتح سفارتها في دمشق.
كذلك، أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء الدنماركي، مايكل ينسن، رفض بلاده استقبال الدواعش، قائلاً، وفق «أ ف ب»: إن «الحديث يدور عن أخطر أشخاص في العالم، ولذا لا ينبغي لنا أن نستقبلهم».
من جانبها، اعتبرت بريطانيا، وفق «أ ف ب»، أن الدواعش الأجانب يجب أن يخضعوا للمحاكمة في المكان الذي ارتكبوا فيه جريمتهم، وأعلن متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي، أنه «يجب تقديم المقاتلين الأجانب إلى العدالة وفقاً للإجراء القانوني المناسب في النطاق القضائي الأكثر ملاءمة».
وتابع: «حين يصبح ذلك ممكناً، يجب إتمام الأمر في المنطقة التي ارتكبت فيها الجرائم»، مضيفاً: «نستمرّ بالتعاون الوثيق مع شركائنا الدوليين حول هذه المسألة».
في سياق متصل، نقلت صحيفة «ذا استراليان» عن وزارة الداخلية الأسترالية، وفق وكالة «سانا»، قولها: إن من بين نحو 230 إسترالياً توجهوا إلى المنطقة للانضمام إلى هذا التنظيم الإرهابي تأكد مقتل ما يقرب من 100 وعاد 40 منهم إلى أستراليا حيث تم القبض على عدد قليل منهم فيما لا يزال مصير البقية مجهولاً وقد يكونون قتلوا أو اعتقلوا أو ما زالوا في صفوف الإرهابيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن