استسلام مسلحين من التنظيم بـ«صفقة مشبوهة» مع «قسد» … ترقب لإسدال الستار اليوم على مسرحية إنهاء داعش بشرق الفرات
| الوطن – وكالات
وسط ترقب لإسدال الستار على مسرحية إنهاء تنظيم داعش الإرهابي في شرق الفرات، خرج أمس مشهد منها باستسلام مسلحين من تنظيم بينهم أجانب بموجب «صفقة مشبوهة» مع «قوات سورية الديمقراطية -قسد» المدعومة من «التحالف الدولي».
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض رامي عبد الرحمن في مداخلة تلفزيونية: هناك «صفقة غير معلنة» من أجل إخراج مسلحي التنظيم من بقايا الجيب الأخير لداعش في بلدة الباغوز شرق الفرات.
وأضاف: من المرتقب إعلان «التحالف الدولي» يوم غد (الأربعاء) بشكل رسمي إنهاء التنظيم كمسيطر على جغرافية في شرق الفرات، على حين يتواجد هذا التنظيم بشكل كثيف جداً. وأشار عبد الرحمن إلى هجمات للتنظيم نفذها شرق دير الزور بالتزامن مع هذا الاتفاق الذي يعمل عليه، من دون توضيح ذلك.
وفي مداخلة تلفزيونية أخرى قال عبد الرحمن: نريد من «التحالف الدولي» أن يقول لنا ما هو مصير مسلحي داعش في جيبه السابق شرق الفرات، وأضاف: من المنتظر أن تنتهي الحلقة الأخيرة من مسلسل تنظيم داعش في المنطقة كمسيطر على بقعة جغرافية بعد الانتهاء العملي منه فجر يوم السبت السابق.
وأوضح، أن الحافلات التي دخلت إلى بساتين الباغوز من المرتقب أن تجلي مساء اليوم (الثلاثاء) عوائل التنظيم ومدنيين إلى جهة ما خارج هذه المنطقة، موضحاً أن دخول الشاحنات جاء باتفاق غير معلن بين «التحالف» والتنظيم. ووصف الصفقة بين «التحالف» والتنظيم بأنها «صفقة مشبوهة حتى يثبت العكس».
وفي مداخلة أخرى اعتبر عبد الرحمن، أن «قضية المدنيين سلعة للتجارة بالنسبة للجميع، حيث داعش يستخدمهم كدروع بشرية و«قسد» تستفيد من قضيتهم بصورة أو بأخرى والأمم المتحدة شريك رئيسي بالتسبب بمأساتهم لأنها ترفض أن تدعمهم بشكل كبير جداً بذريعة أمور لوجستية.
وكان «المرصد» ذكر في وقت سابق، أن عدد الشاحنات التي دخلت إلى بساتين بلدة الباغوز أمس تراوح بين الـ50 إلى 60 شاحنة، وأشار إلى أنه «جرى تغطيتها بشكل محكم وجيد لنقل إما من تبقى من مسلحي التنظيم الموجودين هناك أو عائلات التنظيم ومدنيين موجودين هناك، وفق صفقة غير معلنة حتى اللحظة».
من جهتها، نقلت وكالة «أ ف ب» مساء أمس عن متحدث باسم حملة «قسد» في دير الزور عدنان عفرين قوله للصحفيين في مقر لـ«قسد» بحقل العمر النفطي: للمرة الأولى منذ أربعة أيام، سلّم عشرات المدنيين وبعض مسلحي التنظيم أنفسهم إلى «قسد».
وأضاف عفرين: «دخلت شاحنات إلى بلدة الباغوز لإخراجهم ونقلهم إلى نقطة تجمع الفارين»، مشيراً إلى أن بين هؤلاء «أجانب» لم يتمكن من تحديد عددهم أو جنسياتهم، أو إذا ما كانوا مسلحين أو مدنيين.
وقبل ذلك أشارت الوكالة إلى أن «قسد» تسعى، قبل شن هجومها الأخير على التنظيم، إلى إخراج المدنيين المحاصرين مع مسلحيه في نصف الكيلومتر الأخير الذي يتحصنون فيه في شرق سورية، معتبرة أن ذلك «مؤشر على أن الهجوم قد يكون وشيكاً».
وقدرت «قسد» وجود المئات من مسلحي التنظيم والمدنيين المحاصرين معهم في الجيب الأخير، وفق «أ ف ب» التي نقلت أيضاً عن مدير المركز الإعلامي لـ«قسد» مصطفى بالي زعمه أنه، «نعمل على عزل المدنيين أو إجلائهم لاقتحام الحي»، لافتاً إلى أن «الأمر قد يكون اقترب»، وأضاف: ليس أمام مسلحي التنظيم إلا «الاستسلام أو الموت قتلاً في المعركة حصراً».
في غضون ذلك، أبدت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه في بيان أمس خشيتها على مصير «نحو 200 عائلة بينهم العديد من النساء والأطفال» محاصرين في البقعة الضيقة المتبقية تحت سيطرة التنظيم، وأضافت بحسب «أ ف ب»: يبدو أن العديد منهم يُمنعون من الخروج من جانب التنظيم.
من جهتهم أكد نشطاء على «فيسبوك» أن ريف دير الزور الشرقي شهد بعد ظهر أمس تحليقاً مكثفاً للطيران «التحالف الدولي».
وبالانتقال إلى الرقة، أكد «المرصد» انفجار لغم أرضي ظهر أمس قرب دوار النعيم في المدينة الخاضعة لسيطرة «قسد»، ما أسفر عن أضرار مادية، من دون معلومات عن خسائر بشرية.
ولفت إلى أن مسلحين مجهولين رجح أنهم من خلايا داعش قتلوا صيدلانياً بإطلاق النار عليه قرب حي البانوراما في مدينة الرقة أيضاً.