سورية

مزاعم عن استسلام داعش.. و«المرصد»: صفقة لا نعلم تفاصيلها … «قسد» و«التحالف» يعيدان مسرحية «الرقة» في شرق الفرات.. والتنفيذ فاضح

| الوطن - وكالات

في مشهد يعيد للأذهان المسرحية الهزلية لـ«قوات سورية الديمقراطية- قسد» و«التحالف الدولي» في السيطرة على مدينة الرقة التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، أعلنت «قسد» أمس عن «استسلام» التنظيم في شرق الفرات، لكن التنفيذ هنا كان فاضحاً مع ظهور مسلحي داعش بين المدنيين على متن الشاحنات التي خرجت من آخر معاقل التنظيم. ومن على حساباتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي أعلنت «قسد»، أن مسلحي التنظيم الموجودين في بلدة الباغوز (120 كم جنوب شرق مدينة دير الزور) آخر معاقل التنظيم في شرق الفرات «أعلنوا الاستسلام»، من دون أي إضافات أخرى.
وكان ما يسمى «المجلس العسكري» التابع لـ«قسد» زعم الأحد الماضي أن معركة «قسد» ضد التنظيم ستنتهي بعد تحرير المدنيين ومسلحيها الأسرى من سجون داعش.
وفي تشرين الأول عام 2017 أعلنت «قسد» السيطرة على الرقة بعدما زعمت أن التنظيم «استسلم» لكن الفيديوهات التي سربت حينها، أكدت خروج الدواعش بأمان وبحماية من مسلحي «قسد» إلى خارج الرقة بما يدحض المزاعم التي روجت لها «قسد» حينها.
وذكرت مواقع إلكترونية معارضة أمس، أن 60 شاحنة (قاطرة ومقطورة) خرجت من الباغوز وفيها قرابة 2000 شخص من مسلحي التنظيم وعائلاتهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة «قسد» وبحماية منها، إلا أن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض رامي عبد الرحمن، أكد أن شاحنات التحالف الدولي بدأت بالخروج من منطقة مزارع الباغوز، «وهي مغطاة بشكل كامل، ولا يعلم فيما إذا كان بداخلها فقط عائلات مسلحي التنظيم ومدنيين آخرين، أو هناك مسلحين من التنظيم».
وأضاف عبد الرحمن: إن المعلومات تؤكد أنها تحوي مسلحين من التنظيم، والعملية كان من المفترض أن تتم أمس (الثلاثاء).
وتابع: لا نعلم في حقيقة الأمر حتى الآن إذا كان الجيب الآن بات خالياً بشكل كامل من المدنيين ومسلحي التنظيم وعوائلهم، مشيراً إلى أن «القضاء على التنظيم هو ضرب من الخيال فالتنظيم مازال موجوداً ولن يقضى عليه أقله في الوقت الراهن، فيوم أمس كان هناك عملية إنزال من قبل التحالف الدولي للقبض على مسلحين من التنظيم في منطقة خاضعة لسيطرة «قسد» بريف دير الزور.
ولفت «المرصد» أمس أيضاً إلى وجود جيب كبير للتنظيم في البادية السورية يضم الآلاف من مسلحي التنظيم.
وحتى ظهر أمس أحصت وكالة «أ ف ب» من أحد مواقع «قسد» قرب الباغوز، مرور «أكثر من عشر شاحنات تقل عشرات الرجال الذين كان بعضهم يخفي وجهه، بالإضافة إلى نساء يرتدين النقاب وأطفال بينهم فتيات صغيرات محجبات»، على حين قال مراسل قناة «روسيا اليوم» بعد ظهر أمس: إن 25 شاحنة محملة بالدواعش وذويهم وصلت حتى الآن إلى نقاط «قسد»، وأنه من المتوقع خروج المتبقين منهم خلال ساعات أو أيام.
أما مدير المركز الإعلامي لـ«قسد» مصطفى بالي، فنقلت عنه «أ ف ب» قوله: «لدينا وحدات خاصة لإجلاء المدنيين، وبعد أيام عدة من المحاولة، استطعنا إخراج أول دفعة اليوم بنجاح»، مشيراً إلى أن عدد الذين تم إجلاؤهم غير واضح، لكنهم سيتمكنون من معرفته لدى وصول الشاحنات إلى نقطة الفرز.
وزعم بالي أنه «لا نعرف إذا ما كان بينهم دواعش، سنعرف ذلك في نقطة التفتيش»، موضحاً «لا يزال هناك مدنيون في الداخل ونستطيع رؤيتهم بالعين المجردة».
وشكك مراقبون بإمكانية أن يكون داعش استسلم بالفعل، مرجحين أن «قسد» اتفقت معه وستهرّب مسلحيه إلى مناطق سيطرة الجيش العربي السوري.
وبالترافق مع المسرحية السابقة التي حاولت «قسد» ترويجها، جرح مدنيان أمس بإطلاق نار من قبل مسلحي «قسد» على تجمع لمدنيين قرب حاجز قرية البقعان التابعة لمدينة هجين (جنوب شرق مدينة دير الزور) حيث كانوا يطالبون بالعودة لقراهم التي نزحوا منها.
وأوضحت مواقع إلكترونية معارضة، أن أحد المدنيين أصيب برصاصة في البطن والثاني بالفخذ كما تعرض لدهس بالساقين من قبل سيارة تابعة لـ«قسد»، خلال محاولة الأخيرة تفريقهم، لافتة إلى أن حالة أحدهما حرجة.
وفي الرقة، داهمت ميليشيا «أسايش» التابعة لـ«قسد» مزرعة في حاوي الهوى غرب مدينة الرقة واعتقلت 3 أشخاص أحدهما لم تعرف هويته واثنان كانا معتقلين لديها لأن أحدهما يعمل في «ديوان المظالم» لدى داعش والثاني متهم بالانتماء للتنظيم، وسبق أن أفرجت عنهما في شهر أيلول 2018، بحسب المصادر.
وأشارت المصادر إلى أن سبب الاعتقال الاشتباه في انتمائهم لتنظيم داعش والضلوع بهجمات وتفجيرات بالمحافظة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن