سورية

تسوية أوضاع 130 مطلوباً في حمص وريفها … الاحتلال وميليشيات «الركبان» يمنعون المدنيين من الخروج

| حمص - نبال إبراهيم - وكالات

منعت قوات الاحتلال الأميركي والميليشيات الموالية لها أمس نازحي «مخيم الركبان» من الخروج باتجاه الممرين الإنسانيين اللذين تم افتتاحهما من قبل دمشق وموسكو، في حين تمت تسوية أوضاع عشرات الأشخاص المطلوبين من مدينة حمص وريفها بعد أن سلموا أنفسهم للجهات المختصة.
بينت مصادر موثوقة لـــ«الوطن»، أن الميليشيات المسلحة وعلى رأسها ما تسمى «مغاوير الثورة» التي تسيطر على «مخيم الركبان» جنوب شرق سورية على الحدود الأردنية العراقية، تقيد حركة المدنيين المحتجزين داخل المخيم وتمنعهم من الخروج باتجاه الممرين الإنسانيين اللذين تم فتحهما في نقطتي جليغيم وجبل الغراب أول أمس من قبل الهيئتين التنسيقيتين المشتركتين السورية والروسية لخروج المحتجزين منه، حيث تم تجهيز مراكز لاستقبالهم وتسهيل عودتهم إلى أي منطقة يختارونها على مدار الـ24 ساعة، في حين ستتولى وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع الشرطة العسكرية الروسية مهمة ضمان سلامة وصولهم إلى أماكن إقامتهم الجديدة.
ولفتت المصادر إلى أن الميليشيات المسلحة في المخيم ترفض خروج المدنيين تحت ذرائع متعددة منها أن المدنيين يرفضون الخروج نحو مناطق سيطرة الدولة وهو ما ينافي الواقع تماماً لأن معظم قاطني المخيم يطالبون بالخروج إلى مناطقهم وبلداتهم، على حين أعلنت الميليشيات المسلحة أنها ستقوم بإخراج المدنيين نحو الشمال السوري وليس نحو مناطق سيطرة الدولة، وهددت أنه في حال لم يتم ذلك ستستمر بالضغط على المدنيين ومنعهم من الخروج.
وأضافت المصادر: إنه حتى الآن لم يتم رصد خروج مدنيين من المخيم باتجاه المعبرين ماعدا وصول شاحنة الثلاثاء تضم عدداً من النساء والأطفال، مؤكدةً أنه من المتوقع أن تكون هناك حركة لخروج المدنيين من المخيم لكن بطيئة على الأقل في الأيام الأولى وستزداد خلال الأيام القادمة، كاشفةً أن المعلومات من داخل المخيم تفيد بأن هناك عدداً من العائلات تستعد للخروج من المخيم.
وأول من أمس، دخلت أول عائلة مؤلفة من 23 شخصاً، 7 نساء و10 أطفال ورجلان و4 شيوخ إلى مناطق جنوب شرقي البلاد عبر ممر جليغيم قادمة من منطقة الـ55 كم، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» والذي قال إنه حصل على مجموعة من الصور وثقت لحظة عبور العائلة للممر.
وأوضحت المصادر، أن الأمر يتعلق بجدية الجانب الأميركي بالسماح للمدنيين بالخروج من المخيم، فالميليشيات المسلحة لا تمتلك القرار الفعلي داخل المخيم والقوات الأميركية المحتلة والمنتشرة في محيط المخيم بمنطقة التنف هي من تضع تلك الميليشيات في الواجهة وتظهرها على أنها صاحبة القرار في هذا الشأن، وعليه من المتوقع أن يبدأ المدنيون بالضغط على الميليشيات المسلحة للسماح لهم بالخروج خلال الساعات والأيام القادمة.
في غضون ذلك، زعمت ما تسمى «الإدارة المدنية» في المخيم والتابعة للميليشيات المسلحة، عبر معرفاتها الرسمية بحسب مواقع إلكترونية معارضة، أن الممرين الإنسانيين اللذين فتحهما الجانبان السوري والروسي لم يشهدا مرور أي مدني.
بموازاة ذلك، قالت المتحدثة باسم مكتب برنامج الأغذية العالمي في سورية مروة عوض في تصريح لأخبار الأمم المتحدة من سورية، نقلته مواقع معارضة «إن 40 ألف نازح سوري ممن يعيشون في مخيم الركبان، يمرون بظروف مزرية للغاية بعد أن ظلوا عالقين في المخيم لأكثر من أربع سنوات».
وعن الخطط بشأن نقل هؤلاء النازحين إلى مكان آخر غير الركبان، نقلت عوض مناشدة المنظمات الإنسانية إلى الأطراف المعنية في إدارة أزمة المخيم الوصول إلى توافق أو حل نهائي لأزمة النازحين فيه.
من جهة ثانية، ذكر مصدر في لجنة التسوية بمحافظة حمص لـــ«الوطن»، أن اللجنة وبالتعاون مع السلطات الأمنية المختصة بالمحافظة، سوت أوضاع 130 مطلوباً وشخصاً من عدة أحياء من مدينة حمص ومناطق بريفها، وذلك بعد أن سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة التي قامت على الفور بإخلاء سبيلهم بعد تدقيق أوضاعهم وتسويتها عبر إجراءات ميسرة وفق القوانين والأنظمة النافذة وتعهد بعدم العودة لحمل السلاح أو المساس بأمن الوطن والمواطن مستقبلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن