الأولى

حملات مكافحتها لـ«حفظ ماء وجه» المحتل التركي … المخدرات تنتعش في مناطق «درع الفرات» و«غصن الزيتون»

| حلب - خالد زنكلو

انتعشت تجارة المخدرات وتعاطيها وزراعة الحشيش في مناطق ما يسمى «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، التي تسيطر عليها تركيا بمؤازرة ميليشياتها المسلحة في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، وبدت حملات مكافحتها خجولة، والهدف منها «حفظ ماء وجه» المحتل التركي أمام الرأي العام المحلي والخارجي.
وقالت مصادر محلية في مدينة جرابلس شمال شرق حلب لـ«الوطن»: إن تجار المخدرات الأتراك غزوا المنطقة بحبوب الكبتاغون ومادة الهيروين، بمساعدة نظرائهم المحليين الذين حققوا أرباحاً غير مشروعة طائلة، تحت نظر السلطات التركية، التي يتواطأ ضباطها المشرفون على مناطق هيمنتها مع عناصر المخافر الحدودية وحتى البوابات الحدودية الرسمية، كما في بلدة الراعي، في الاتجار بالمواد المخدرة على اختلاف أنواعها بين طرفي الحدود، وصولاً إلى عفرين فمحافظة إدلب والأرياف المجاورة لها، والتي تسيطر عليها «جبهة النصرة» وحاضنتها «هيئة تحرير الشام».
وبينت المصادر أن حملات مكافحة المخدرات والتي يطلقها ما يسمى ميليشيا «الجيش الوطني»، المشكل والمؤتمر من قبل النظام التركي، بين الحين والآخر تقتصر على ملاحقة «الحلقة الأضعف» في سلسلة المتنفذين والمتحكمين بتجارة تدر ملايين الدولارات، وتعزف على الوتر الإعلامي، عبر الإعلان عن القبض على مطلوبين جلّهم من متعاطي المخدرات وليس من مروجيها أو المتاجرين بها أو توقيف بعض القائمين على الحملات من المهمشين كما فعلت أمس الشرطة العسكرية التابعة للميليشيا، عندما أعلنت عن توقيف ضابطين برتبة نقيب ومحققين اثنين عاملين ضمن صفوفها في جرابلس، للتمويه على «الرؤوس» الكبار المتحكمين بالتجارة على طرفي الحدود.
وأكدت مصادر محلية أخرى في مدينة إعزاز شمال حلب لـ«الوطن»، أن مزارع الحشيش راجت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وباتت المصدر الأول للمادة المخدرة داخل الأراضي التركية وطرق الترانزيت إلى دول الخليج العربي ومصدر الدخل الأول للضباط الأتراك وقادة الميليشيات المسلحة في المنطقة من دون بذل جهود جدية للقضاء على الظاهرة المؤرقة للمجتمع.
يذكر أن حملات مكافحة المخدرات، التي تطلب أنقرة من ميليشياتها المسلحة إطلاقها مرة أو مرتين في العام ولمدة أسبوع فقط، كشفت عن توقيف ٢٥ شخصاً من مدمني ومروجي المخدرات في جرابلس خلال العام الجاري مقابل ٤٤ شخصاً آخر في مناطق الاحتلال التركي خلال العام ما قبل الماضي، ومصادرة ٣٦٦٠٠ حبة مخدرة فقط على حين تستثني الإحصاءات منطقة عفرين التي استولت عليها تركيا نهاية آذار الفائت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن