أنت ما تُـحدث به نفسك؟ معقول؟ طبعاً هذا شيء لا يستحيل عليك…
هل تقصدين الحوار الذي أتحدث به مع ذاتي؟
أجل؟ هو تماماً ما قصدت…
هل تتحدث مع نفسك؟ خذ دقيقة للتفكير فيما قلته لنفسك اليوم.. هل كان حديثا ناقداً؟ أم إنه كان حديثا لطيفا ومفيدا؟ كيف شعرت بعد مشاركتك في هذه المناقشة الداخلية؟ ما الكلام الذاتي؟
أفكارك هي مصدر عواطفك ومزاجك، ويمكن أن تكون المحادثات التي تجريها مع نفسك مدمرة أو مفيدة.. حيث إنها تؤثر في شعورك عن نفسك، وكيف تستجيب لأحداث حياتك.
حديثك الذاتي لنفسك… اسمح لي صديقي بدقائقك اللطيفة لنتعرف لتلك الخدمة الرائعة لدينا ونعرفها بشكل علمي…
إذاً ما الحديث الذاتي: هو المحادثة مع نفسك، سواء في ذهنك أو بصوتٍ عالٍ، يمكن أن تساعد الأشياء الإيجابية لنفسك في تعزيز مزاجك، وتحفيزك على مواجهة التحديات، وحتى مساعدتك على إدارة بشكل أفضل.
التحدث الإيجابي الذاتي لن يتطلّب منك عمل الأمور المعقدة بل يتجسد في ترديد كلماتٍ سحرية، وقد لا يتطلّب حتى أن تكون مبتهجاً أو متحمساً طوال النهار.
التحدث الإيجابي الذاتي في معناه المضبوط والبسيط هو فعل تركيز على الأفكار والعواطف الإيجابية بحيث يصل الشخص إلى السلام الداخلي، أي خطوة قويّة وفعّالة من الاسترخاء والتأمّل، هذه التقنية البسيطة والمهملة في أغلب الأحيان يمكن أن تتم بالجلوس البسيط على كرسي أو أرضية وبعد ذلك الاستماع إلى موسيقا مريحة، أو أداء أي تمرين استرخاء أو الابتعاد عن محيط الضوضاء المجتمعي والخلو مع ذاتك لدقائق معدودة.
إن المهمّة الرئيسية للتحدث الإيجابي الذاتي هي بالتخلص من كلّ الأفكار السلبية ووضعك في حالة العقل المرتاحة بعيداً عن كلّ الأفكار السلبية وفي مثل هذه الحالة تضع نفسك في مزاجٍ إيجابي وبعد القليل من الوقت تلك المشاعر الإيجابية ستجد طريقها للظهور في الواقع.
التقنية الأخرى للتحدث الإيجابي الذاتي هو ما ندعوه التأكيدات، هذه التقنية المقبولة جداً تعمل بتأكيد البيانات الإيجابية إلى نفسك، هذه التأكيدات قادرة على إنجاز نتائج رائعة وخصوصاً إذا كانت مكررة ومدعومة بالأفكار الإيجابية.
بعض أمثلة التأكيدات لذاتك.
كلّ يوم يتحسّن الحال….
أنا فائز… أنا شخص جيد… يلوح إلى الفرح.
أنا أتقدم إلى النجاح بخطوات ثابتة…..
حوارك الذاتي مهم جداً لأن ما ترسله من رسائل هو ما يحدد الاستمرارية في المحاولة أو لا.
هناك طريقة رائعة لعرض الحديث الذاتي الإيجابي بنفسك وهي بتدوينها….
هل لديك التعويذات الإيجابية والكتابات والتأكيدات المكتوبة لعرضها طوال اليوم؟
انشرها على ثلاجتك، أمام مرآة حمامك، بجوار شاشة كمبيوترك، أو في أي مكان يمكنك رؤيتها في معظم الأحيان على أساسٍ يومي.
وجود رسائل إيجابية من حولك يساعد على تشكيل الكلام الذاتي الإيجابي في عقلك…
لا تكن شديداً على نفسك، كلّ شخص لديه ماضيه، لا تركِّز على هذه الأخطاء أو الأشياء السلبية التي حدَثَت في حياتك.
حافظ على تركيز عقلك على المستقبل وما هو مُمكن، وخاصة الأشياء الإيجابية التي يمكنُك تحقيقها.
على سبيل المثال، تخيّل أنك في علاقة جديدة بعد التعرض للطلاق أو الانفصال السيئ، أنت تشعر بمشاعر سيئة تجاه علاقتك السابقة لأنها خيبت أملك مثلاً، صحيح؟ لديك الحق في أن تغضب، ولكن هناك وقت للمضي قدمًا، ضع الماضي في الماضي، لا تحضر صورتك السابقة وأخطاءك لحاضرك فهو لا ذنب له، فرفقاً به.
اترك أمتعتك عند الباب، وادخل بسلام وحب لمرحلتك المشرقة، لا تتحدث عن ماضيك عندما لا يكون ضرورياً، القيام بذلك يبقيك تمضي قُدماً ويمنحُك حياةً جديدة. صدقني.
ركِّز على حقيقة أنك كنت قوياً بما يكفي للمضي قدمًا واحتضان مستقبلك، هناك طريقة رائعة لبدء الحديث الإيجابي عن الذات هو أن تحلُم بالمستقبل…. احلم به بكل لحظة حياة، فأنت مارد مصباحك السحري…
ما رغبتك في الحياة؟ ماذا تريد من الحياة؟ أين ترى نفسك في 5 أو 10 أو 15 أو 20 سنة؟ أظن أنها أسئلة تستحق منك حواراً ذاتياً جيداً لمعرفة الجواب، أليس كذاك؟!
اسمح لنفسك بحلم كبير، ثم ضع أهدافًا أصغر للوُصُول إلى تلك الأهداف النهائية.
شجّع نفسك على نجاحات حياتك من خلال تقديم رسائل داعمة حول كيفية تحقيق هذه الأهداف….
عندما تصل إلى هذه الأهداف الصغيرة، ستصبح أكثر إيجابية بشأن قدراتك ومهاراتك التي تساعدك على تحقيق هذه الإنجازات، هذا يساعد مع حديثك الإيجابي عن نفسك….
في النهاية ثق تماماً أنك الصديق الوحيد الجيد لنفسك، عاملها بحب لكي تحبك بالمقدار ذاته، أحسن إليها كي تحسن إليك، ادعمها بكل الإيجابية والرسائل المفرحة، لا تلومها على أخطاء لم تستطع تداركها، وأصغ دائماً إليها فهي تحبك.
أخيراً…. اسمعوا أصوات ذواتكم وتحدثوا إليها فهي تشبه جداً مقطوعة موسيقية رائعة لم تكتشف بعد.