رياضة

وعاد التواطؤ إلى ملاعبنا

| محمود قرقورا

النتائج المرسومة مسبقاً أمرّ وباء في عالم المستديرة المدورة، وما أبشع كرة القدم عندما تنقاد إلى هذا المرض وتلك السيناريوهات المقززة!
تحمل ذكريات المسابقات الكروية المحلية أحداثاً منفرة إلى يومنا هذا، والإحاطة بتفاصيلها تحتاج إلى كتاب وربما كتب، لأن المتابعين لكرتنا المحلية يحفظون روايات وقصصاً مشوقة عن تطبيقات أندية وحكام ومراقبين ولاعبين بفضل عرابين متمرسين.
في الموسمين السابقين كتبنا في صحيفة «الوطن» أن أجمل ما فيهما ميثاق الشرف الكروي الذي تجلى فكانت الصبغة الجمالية حاضرة رغم دموع الحزن والفرح في نهاية المطاف.
مباراة الجزيرة والجهاد يوم الأحد حملت أحداثاً ساخنة على طاولة اتحاد كرة القدم ووضعته بموقف لا يحسد عليه، لأن القاصي والداني يقرّ برداءة سيناريو المسرحية وطريقة إخراجها التي لا تنتمي إلى كرة القدم، لكن أليس اتحاد الكرة هو من وضع نفسه في هذا الموقف الحرج؟
بالتأكيد نعم، فكيف تجدول مباراة الجارين الجزيرة والجهاد في يوم توزيع الجلاءات وهذا ما اعترض عليه أخضر حلب الحرية؟
لا نتهم اتحاد كرة القدم الحالي ونبرئ الاتحادات السابقة التي كانت تكيل بمكيالين، فمرة حكمت بالإعدام على ناديي النصر وعمال القنيطرة موسم 1988/1989 عندما شطبا من المنظمة وكانا في عداد أندية الدرجة الثانية، ومرة شطبت نتائج تشرين والجهاد فهبطا معاً إلى الدرجة الثانية موسم 2001/2002، وبالمقابل تم تجاهل الكثير من الحالات المشابهة ولعل أشهرها فوز الفتوة ببطولة الدوري موسم 1989/1990 يوم سداسية الجهاد الشهيرة.
وما أكثر حالات البيع والشراء التي عشت تفاصيلها في دوري الدرجة الأولى والثانية والثالثة وحتى في الأحياء الشعبية، والغريب أن بعضها كان بمباركة من أعضاء المكتب التنفيذي.
اتحاد الكرة مطالب بتشكيل لجنة تحقيق واتخاذ قرارات عاجلة مبنية على العدل والإنصاف، ويفضل أن يكون أحد الأعضاء من محافظة الحسكة، والأمر من وجهة نظر شخصية لا يحتاج إلى اعتصار عضلات المخ لاستخلاص حل مرض مقنع للخاصة والعامة، فإقامة مباراة فاصلة بين الجزيرة والحرية في العاصمة على نفقة اتحاد اللعبة قد تكون الحل الأكثر منطقية إذا جنحنا نحو براءة الجزيرة والجهاد من دم التلاعب بالنتائج وعدم ثبات أدلة التواطؤ الواضحة وضوح النهار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن