سورية

داعش شمال حلب غير داعش شرقها

حلب- الوطن – وكالات : 

تغير طائرات «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن بشكل يومي على مواقع تنظيم داعش الإرهابي في ريف حلب الشمالي حيث مجموعات مسلحة موالية لدول التحالف، على حين يتكفل الجيش العربي السوري وحده بمواجهة التنظيم الإرهابي في ريف حلب الشرقي من دون مساعدة أو تدخل من أحد.
ويتساءل متابعون لسير عمليات التحالف عبر «الوطن» عن سبب استثنائه المناطق التي يسيطر عليها داعش شرق حلب من ضرباته مقارنة بمناطق شمال حلب، مع أن التنظيم هو هو، وقيادته ذاتها ومخططاته بالهيمنة والتوسع نفسها، فلماذا هذه الازدواجية في التعامل مع الإرهاب الذي لا يستثني أحداً من سكاكينه ومفخخاته وهمجيته؟
بالأمس شن التحالف سلسلة غارات جوية على داعش في بلدتي صوران وتلالين شمال حلب، وقبلها في محيط مارع وصندف وتل مالد، وهي مناطق كانت تتبع لسيطرة المجموعات المسلحة ويعينها «التحالف الدولي» الذي انخرطت فيه تركيا أخيراً لاسترجاعها من قبضته، في الوقت الذي يتفرج كل العالم على الجيش العربي السوري وهو يسطر الملاحم في مواجهاته مع التنظيم الذي يحاول التقدم للسيطرة على مطار كويرس العسكري، وما يعنيه ذلك من امتلاكه قاعدة جوية تقوي موقفه، إضافة إلى سعيه الدؤوب لقضم مناطق شرقي مدينة السفيرة والتمدد شرق مدينة الشيخ نجار الصناعية وعلى مسافة قريبة منها لمد نفوذه عليها ليدعم هيمنته ونفوذه على المنطقة بأكملها.
ويهلل مسلحو حلب لأي ظفر للتنظيم في أي منطقة تقع تحت سيطرة الجيش في الوقت الذي يستغيثون ويستنجدون بالعالم لوقف خطره على مناطق سيطرتهم وكأن داعش شمال حلب غير داعش شرقها، على الرغم من أن قراري الأمم المتحدة 2170 و2178 يقران بمحاربة التنظيم الإرهابي في أي منطقة كانت بغض النظر عمن يسيطر عليها، إلا أن كيل الولايات المتحدة وحلفائها بمكيالين يفقد القرارات ماهيتها وروحها في التصدي لخطر الإرهاب وأدواته من داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام وغيرها.
إلى ذلك أصدرت ما يسمى «المحكمة الشرعية المركزية» لمدينة إعزاز بريف حلب الشمالي بياناً رسمياً تطلب فيه أهالي العناصر التي تقاتل في صفوف الجيش العربي السوري أو تنظيم داعش مراجعتها.
وحذَّر البيان بحسب موقع «الدرر الشامية» المعارض من أن كل من يتخلف عن مراجعة المحكمة بهذا الخصوص سيعرض نفسه للإجراءات القضائية اللازمة، وسيُعتبر متواطئاً أو متستراً.
من جهة أخرى، أكد عضو ما يسمى «مجلس شورى جبهة النصرة» أبو عبد اللـه الشامي أن «الفصائل الثورية التي دخلت في تحالف مع تركيا من أجل قتال تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي لا تزال مسلمة، وجبهة النصرة لا تكفرها». وشدد على أنه «على الرغم من عدم تكفير جبهة النصرة لتلك المجموعات إلا أنها تعتبرها على خطر عظيم بسبب دخولها في التحالف التركي، باعتبار أن تركيا تنسق مع الولايات المتحدة الداخلة في تحالف صليبي» بحسب الشامي.
كما أكد الشامي أن ما يحصل في ريف حلب الشمالي من توجُّه المجموعات المسلحة لقتال تنظيم داعش بالتنسيق مع تركيا والوعود بإقامة مناطق آمنة إنما هو حَرْف للبوصلة العسكرية التي اتفقت عليها المجموعات المسلحة في «جيش الفتح» من تقدُّم باتجاه الساحل السوري.
وقال: «إن تركيا أقنعت الفصائلَ بالدخول في الحلف، والأمر ليس استعانةً من الفصائل، وأن تعبئة الفصائل الثورية باتجاه ريف حلب الشمالي والاهتمام بالمعركة هناك لضرب تنظيم داعش لم تأتِ إلا بعد إقناع تركيا للفصائل بذلك» بحسب قول الشامي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن