أنقرة لا ترفض نشر شرطة عسكرية روسية في «الآمنة» … الجيش يدمر مواقع الإرهابيين بريفي حماة وإدلب ويقضي على العشرات
| حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق– الوطن- وكالات
بينما واصل الجيش العربي السوري أمس استهدافه العنيف لمواقع الإرهابيين وقضى على العشرات منهم، رداً على خرقهم لـ«اتفاق إدلب»، أعلن النظام التركي، بشكل غير مباشر، عدم رفضه ما تقترحه موسكو بنشر شرطة عسكرية روسية في ما يسمى «المنطقة الآمنة» على الحدود بين سورية وتركيا. وصعدت التنظيمات الإرهابية من اعتداءاتها على مدن وقرى بحماة في خرق فاضح لـ«اتفاق إدلب»، حيثُ استهدفت مدن محردة والسقيلبية وسلحب وقريتي الصفصافية وأصيلة في ريف حماة الغربي بعدة قذائف صاروخية، ما أسفر عن تضرر العديد من المنازل والممتلكات العامة والخاصة تضرراً كبيراً، ولم تصب مواطنيها بأذى.
ورداً على هذا التصعيد والاعتداءات أصلت وحدات من الجيش العاملة بريف حماة تجمعات الإرهابيين ناراً حامية برمايات كثيفة ومركزة من المدفعية الثقيلة ما أدى إلى تدمير منصات وأوكاراً وتحصينات للإرهابيين في اللطامنة على من كان فيها من إرهابيين. وبيَّنَ مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن مجموعات إرهابية من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، وحلفائه تسللت من نقاط تمركزها بالمنطقة «منزوعة السلاح»، بقطاعي حماة وإدلب نحو نقاط الجيش المثبتة بمحيطها، وذلك بهدف الاعتداء عليها أيضاً، فكان عناصر الجيش المتمركزون في تلك النقاط بالمرصاد للمسلحين المتسللين وتعاملوا معهم بالأسلحة المناسبة وكبدوهم خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
وأوضح المصدر، أن الجيش تصدى لمجموعات إرهابية من محوري الحويز والشريعة بريف حماة الغربي، كما تصدى لهم من محاور الجابرية وتل عثمان وكفر نبوة واللطامنة بريف حماة الشمالي وقتل العديد منهم وجرح آخرين وأرغم الناجين على الفرار. كما تصدى الجيش لهجمات إرهابية على نقاطه من محاور التمانعة والخوين والهبيط وعابدين وسراقب وأطراف خان شيخون بقطاع ريف إدلب من «المنزوعة السلاح»، وهو ما أدى لمقتل العديد من الإرهابيين وإصابة آخرين إصابات بالغة وتدمير عتادهم الحربي.
ورداً على هذه الخروقات، أيضاً، استهدف سلاح الجو في الجيش مواقع «النصرة» وحلفائها في أطراف قلعة المضيق وزيزون والحويز بريف حماة الغربي، وفي تل هواش وكفرنبودة وكفر زيتا والزكاة واللطامنة والجنابرة والجابرية بريفها الشمالي، وهو ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين.
كما استهدف الجيش بطيرانه الحربي أيضاً مواقع الإرهابيين في الأراضي الزراعية ما بين الخوين والزرزور والهبيط وأم الخلاخيل وأطراف خان شيخون والتمانعة بريف إدلب، وهو ما أدى لمقتل العشرات منهم وجرح آخرين أيضاً. بموازاة ذلك، ذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن الإرهابيين واصلوا اعتداءاتهم على المدنيين في المناطق الآمنة بريف حماة الشمالي، حيث استهدفوا مساء أمس مدينة محردة بعدد من القذائف الصاروخية أدت إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح ووقوع أضرار مادية في ممتلكات الأهالي ومنازلهم.
وفي وقت سابق من يوم أمس، ذكرت «سانا»، أن الإرهابيين اعتدوا بالقذائف على منازل المدنيين في مدينة السقيلبية ما أدى إلى استشهاد مدني وإصابة 5 آخرين بجروح مختلفة ووقوع أضرار في المنازل والبنى التحتية للمدينة.
من جهة ثانية، قال وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو فيما يخص إمكانية نشر قوات شرطة عسكرية روسية فيما يسمى «المنطقة الآمنة» التي يجري الترويج لإقامتها في شمال البلاد: «إنها خلف حدودنا مباشرة، لذا يجب أن تقود تركيا هذه العملية، لكننا نعمل دائماً مع روسيا وسنواصل العمل، بما في ذلك مع الأمن والجيش الروسيين»، وذلك بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية. وأول من أمس، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف احتمال مشاركة الشرطة العسكرية الروسية في إنشاء «منطقة عازلة» على الحدود السورية التركية، على أساس «بروتوكول أضنه» الأمني الموقع بين البلدين عام 1998، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الإدارة الأميركية قراراً بالإبقاء على المئات من قواها المحتلة في سورية.
وفي تصريحه، ذكر وزير خارجية النظام التركي، أن بلاده مستمرة في التنسيق مع واشنطن وموسكو وطهران حول ما تسمى «المناطق الآمنة» على الحدود مع سورية.
وقال: «نحن نعمل لإنشاء منطقة آمنة، ولم تحدد مساحتها بعد، نحن نعمل مع روسيا والولايات المتحدة الأميركية والشركاء بصيغة أستانا، ولقد التقى فريقنا الفني عدة مرات، ونحن نقدر أن روسيا تتفهم مخاوف تركيا الأمنية لكننا مستمرون في العمل».