رياضة

الحصاد المر!

| مالك حمود

ما إن أطلقت الصافرة النهائية للمباراة الأخيرة لمنتخبنا السلوي في تصفيات كأس العالم لكرة السلة حتى بدأ سيل الانتقادات المختلفة الشدة حول النتائج التي خرج بها المنتخب من هذه التصفيات.
نتفق جميعاً على الرغبة في تحقيق نتائج إيجابية في هذه التصفيات، ولكن الواضح أن العاطفة كانت غالبة ليس على آراء الكثيرين فقط بل على طرائق تفكيرهم وتحليلهم للأمور.
لست من المدافعين عن المدرب الأجنبي، ولست متبنياً لوجهات نظر الآخرين دون القناعة الذاتية النابعة من التحليل المنطقي والفني والباحث عن المصلحة العامة، فالواقع يفرض نفسه، والملاحظات تأخذ مكانها في الوقت المناسب.
قد أختلف مع (ماتيتش) في أحد محاور عمله مع المنتخب الوطني، وهو الذي سبق أن استبعد مجد عربشة من بين اللاعبين الذين سيمثلون المنتخب في مرات سابقة، وفجأة يقوم باستدعاء مجد وإشراكه في المباريات ولفترات زمنية جيدة!
فهل مجد اليوم غير مجد الأمس؟! علماً أن مجد كان من اللاعبين المميزين الذين يعرفون طريقهم إلى السلة خلال المباريات المحلية المرئية لمدرب المنتخب، أم إن مشاركته في دبي كشفت له أشياء جديدة لدى اللاعب الذي بات عمره (28) عاماً أو أكثر.
أعرف أن المسألة وجهات نظر، ولكنني أبحث في الاختلاف بتلك الوجهات خلال المرحلة نفسها، ولأنها وجهات نظر فالمدرب الصربي (غراديتش) أيضاً لم يضع مجد ضمن خياراته من لاعبي المنتخب ضمن بطولة آسيا التي جرت في بيروت عام 2017، وقبلها كان مجد من الأساسيين في المنتخب لدى المدرب الوطني هادي درويش، الذي أسند إليه دور اللاعب الموزع أيضاً.
موضوع المنتخب يحمل جدلية كبيرة ودائمة، ولكن على المنتقدين الوضع في الحسبان أن المنتخب يخوض مبارياته الأخيرة بتصفيات كأس العالم من دون لاعب مجنس، ومن دون اللاعب ميشيل معدنلي بعد اعتزاله اللعب مؤخراً، وبغياب الجناح الشاب والمتميز آنطوني بكر الذي حرمته الإصابة من المشاركة، فالمنتخب بحاجة للكثير، فالمباريات القوية كشفت مدى ابتعادنا عن المستوى الدولي، وافتقادنا لسرعة الأداء على الأقل، فما بالك في تدني نسب التسديد من خارج القوس مثلاً؟!
الهدف الأساسي لسلتنا في بقائها ضمن المنتخبات الـ(12) الأفضل آسيوياً تحقق، بما يضمن لنا المشاركة ضمن المستوى نفسه في التصفيات القادمة، ولكن علينا التفكير والعمل منذ الآن، فالحرب ضربت سلتنا في مقتلها، وما نراه اليوم هو حصاد للأمس، والقادم أصعب، مع ندرة المواهب الحقيقية والمشبعة لكرة السلة والقادرة على أن تأخذ مكانها في المنتخب الأول، وعندها فهل ستوجه الملامة للمدرب أيضاً؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن