سورية

بذريعة اللاجئين بريطانيا تستعد لمشاركة قوات التحالف في سورية

على خطا فرنسا اقتربت بريطانيا بشكل أكبر من المشاركة ضمن عمليات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لضرب تنظيم داعش في سورية، ورجحت صحيفة الـ«صنداي تايمز» أن يتم إجراء تصويت في البرلمان البريطاني الشهر المقبل بشأن هذه المشاركة في الوقت الذي قال فيه وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن أمس الأول أنه لا بد من معالجة أزمة المهاجرين في أوروبا في «منبعها».
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن صحيفة «صنداي تايمز»، أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يريد إجراء تصويت في البرلمان في الأول من تشرين الأول المقبل لتمهيد الطريق أمام توجيه ضربات جوية لتنظيم داعش في سورية.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين كبار: إن كاميرون يسعى أيضاً إلى شن هجوم عسكري ومخابراتي على مهربي البشر.
وأشار كاميرون يوم الجمعة الماضي إلى أنه يود أن يطلب من البرلمان البريطاني التصويت على الانضمام إلى قوات التحالف، ولكنه لن يمضي قدماً في إجراء تصويت جديد في البرلمان إلا إذا كان هناك «إجماع حقيقي» في بريطانيا على قصف تنظيم داعش في سورية. وفسرت بعض وسائل الإعلام البريطانية هذا التصريح على أنه علامة على قلق كاميرون من أن حزب العمال المعارض لن يؤيد مثل هذه الخطوة إذا فاز المرشح الأوفر حظاً جيريمي كوربين اليساري في سباق زعامة الحزب وهو أحد المنتقدين بشدة لدور بريطانيا في الحرب في العراق، بعدما رفض مجلس العموم طلباً لكاميرون عام 2013 بمشاركة الولايات المتحدة في توجيه ضربات عسكرية لسورية بعد اتهامات لدمشق بارتكاب مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية.
وتلقى كاميرون أمس دعماً غير متوقع بشأن الغارات الجوية على تنظيم داعش من جورج كاري كبير أساقفة كانتربري السابق للكنيسة الأنغليكانية الذي كتب أمس في صحيفة «صنداي تلغراف»: إن على بريطانيا «سحق» تنظيم داعش وقد يكون من الضروري شن «غارات جوية»، معتبراً أن إرسال المساعدة الإنسانية إلى مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط «غير كافٍ»، وأضاف: «يتعين بذل جهود عسكرية ودبلوماسية جديدة لسحق التهديد المزدوج لداعش والقاعدة بشكل تام». وكانت صحيفة «لوموند» الفرنسية في وقت سابق أمس الأول كشفت أن فرنسا تفكر في شن غارات جوية على تنظيم داعش في سورية لتنضم بذلك إلى التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
من جهة أخرى وفي مقابلة مع وكالة «رويترز» على هامش اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين في تركيا أوضح وزير المالية البريطانية جورج أوزبورن أنه يتعين على بريطانيا وأوروبا إيجاد وسيلة لمعالجة الأزمة في سورية، مردفاً: «لا بد من مواجهة المشكلة في المنبع وهي نظام (الرئيس بشار) الأسد الشرير وإرهابيو داعش» على حد قوله. وأضاف أوزبورن: «لا بد من خطة شاملة لسورية أكثر استقراراً وأكثر سلاماً».
لكن الوزير البريطاني حاول استدراك الموقف وإيجاد دور لبلاده انطلاقاً من تعقيدات الوضع في سورية بقوله: «إنه تحد ضخم بالطبع لكن لا يمكن ترك تلك الأزمة تستفحل. علينا أن ننخرط في مواجهة ذلك».
وفي محاولته لمواجهة الضغوط للقيام بمزيد من الخطوات رداً على أزمة المهاجرين في أوروبا، قال كاميرون يوم الجمعة الماضي: إن بلاده ستستقبل «آلافاً آخرين» من اللاجئين السوريين، ونقلت «صنداي تايمز» عن كاميرون استعداده لقبول 15 ألف لاجئ من مخيمات واقعة قرب سورية.
وذكرت الصحيفة أن كاميرون تعرض لضغوط في الداخل والخارج لدفعه إلى الاهتمام بأزمة اللاجئين.
يذكر أن حكومة كاميرون تتعرض لضغوط كي تزيد دورها في معالجة قضية اللاجئين في أعقاب نشر صور لجثة الطفل السوري آلان شنو الذي وجد يرقد ميتاً على شاطئ تركي وهو ما أدى إلى تحريك مشاعر الناس حتى أن كاميرون قال الخميس الماضي: إنه تأثر كثيراً بالصورة.
وما يمكن اعتباره رداً على المشككين بالجهات الفعلية التي تتلقى المساعدات مضى أوزبورن بقوله: «لكن عليك في الوقت نفسه التأكد من أنك تقدم المساعدات لمخيمات اللاجئين على الحدود… وأننا نفعل ما يلحق الهزيمة بتلك العصابات الإجرامية التي تتاجر بالبؤس الإنساني وتعرض أرواح الناس للخطر وتقتل الناس».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن