النظام التركي يلاحق عائلات الصحفيين المنتقدين لسياسات أردوغان … أنقرة تؤكد تمسكها بصفقة «إس400» وتعتبرها محسومة
| وكالات
أكد وزير خارجية النظام التركي، مولود تشاووش أوغلو، أمس، تمسك بلاده بصفقة شراء منظومات الدفاع الجوية «إس400» الروسية، على الرغم من الضغوط الأميركية بهذا الشأن، في وقت كشف موقع «نورديك مونيتور» السويدي أن النظام التركي لاحق عائلات وأطفال الصحفيين الذين تجرؤوا على انتقاد السياسات القمعية لرئيس هذا النظام رجب طيب أردوغان. وفي مؤتمر صحفي، في أنقرة، قال الوزير: إن «تركيا لن تتراجع عن تعهداتها، وموضوع منظومة إس400 محسوم، ولا يهمنا ما يقوله الآخرون»، مضيفاً: إن موسكو وأنقرة تناقشان حالياً موعد تسليمها.
والسبت الماضي، أعرب القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، باتريك شاناهان، أثناء لقائه مع نظيره التركي، خلوصي أكار، مجدداً عن قلق واشنطن إزاء احتمال شراء تركيا لأنظمة الدفاع الجوي الروسية.
وفي كانون الأول 2017، وقعت روسيا وتركيا اتفاقية حول شراء أنقرة 4 منظومات «إس400» بمبلغ 2.5 مليار دولار. وبموجب الاتفاقية، تدفع تركيا جزءاً من تكلفة هذه الصفقة بنفسها، أما جزؤها الآخر فسيتم سداده بواسطة قرض خاص تقدمه روسيا لتركيا للأغراض الدفاعية.
وفي وقت سابق، أفاد وزير الدفاع التركي بأن نشر منظومات «إس400» في تركيا سيبدأ في تشرين الأول عام 2019. من جهة أخرى كشف موقع «نورديك مونيتور» السويدي أن النظام التركي لاحق عائلات وأطفال الصحفيين الذين تجرؤوا على انتقاد السياسات القمعية لرئيس هذا النظام رجب طيب أردوغان وذلك في إطار الحملات المستمرة التي أطلقها الأخير لتصفية خصومه ومعارضيه بذريعة محاولة الانقلاب المزعومة ضده عام 2016.
وأوضح الموقع أن وثيقة حصل عليها تبين قيام سلطات أردوغان بإجراء تحقيقات سرية حول أفراد عائلات صحفيين انتقدوا أردوغان بمن فيهم الأطفال، مشيراً إلى أن استهداف عائلات الصحفيين المعارضين لسياسات النظام التركي يعتبر جزءاً من حملة معتمدة منهجية يشنها لإرهابهم.
وبحسب الوثيقة أمر المدعي العام التركي الشرطة في الـ24 من كانون الثاني عام 2017 بإجراء تحقيقات بشأن آباء وأزواج وأطفال 19 صحفياً معارضاً من بينهم مراسلون بارزون سجنهم نظام أردوغان وأرسل المدعي هذا الأمر إلى الشرطة مطالباً بجمع معلومات عن أقرب المقربين من الصحفيين.
ومن بين الصحفيين المستهدفين أكرم دومانلي رئيس التحرير السابق لصحيفة «زمان» التركية والصحفية ناظلي إليجاق البالغة من العمر 75 عاماً والمسجونة منذ الـ29 من آب عام 2016 بتهم ملفقة والمحكوم عليها بالسجن مدى الحياة.
وأشار الموقع إلى أن التقرير السنوي حول حرية الصحافة الصادر عن مجلس أوروبا مطلع الشهر الجاري أوضح أن ما حدث مع مجموعة /زمان/ الإعلامية وصحيفة /جمهوريت/ وإليجاق وغيرها من الصحفيين والكتاب الأتراك يوضح «الانهيار الكامل تقريباً لسيادة القانون في تركيا» ويسلط الضوء على المخاوف الكبيرة المتعلقة بدور السلطة القضائية واستقلالها.