سورية

السويداء تضمد جراحها وتشيع عدداً من شهدائها وسط أجواء «مطمئنة»…القبض على إرهابي اعترف بالمسؤولية عن التفجيرين.. وأنباء عن إقراره بدعم جنبلاط

 الوطن – وكالات : 

شيعت السويداء أمس عدداً من شهدائها الذين سقطوا جراء التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدافا المدينة، بالترافق مع إلقاء القبض على إرهابي واعترافه بالمسؤولية عن التفجيرين وسط أنباء عن أن الاعترافات تضمنت إقراراً بدعم زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان النائب وليد جنبلاط.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الشيخ حمود يحيى الحناوي: «تم اليوم (أمس) تشييع 17 شهيداً في المدينة من آل النعيم وشريطي و3 في قرية الرحا بينهم أطفال ونساء دون حدوث أي شيء» يمكن أن يعكر مراسم التشييع، واصفاً الوضع في المدينة بأنه «مطمئن».
وألقت الجهات المختصة بالتعاون مع الأهالي أمس القبض على الإرهابي الوافد أبو طرابه في بلدة المزرعة غرب مدينة السويداء بنحو 12 كم الذي اعترف بالمسؤولية عن التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا يوم الجمعة الماضي بحسب وكالة «سانا» للانباء، في حين قال التلفزيون العربي السوري إن أبو طرابه ينتمي إلى جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية.
وفي تصريحه قال الشيخ الحناوي: «الفاعل يجب أن يمثل أمام القضاء ويحاسب على فعلته وإثارته للفتنة».
وشهدت مدينة السويداء التي يعيش فيها مليون مواطن نصفهم من المهجرين من محافظات أخرى، الجمعة توتراً أمنياً أثر تفجيرين إرهابيين وقعا الأول على طريق ظهر الجبل، والثاني قرب المشفى الوطني أسفرا عن استشهاد 36 مواطناً من بينهم الشيخ وحيد البلعوس وجرح 61 آخرين. وقال الحناوي: «ما جرى بفعل متقن ومخطط له من قبل متمرسين. المشايخ لم يقوموا بعمليات تخريب. عمليات التخريب جاءت من فئات مدسوسة قد تكون من خارج المحافظة».
من جهته وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، قال شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الشيخ يوسف جربوع: إن الوضع في المدينة يتحسن يوماً بعد يوم لافتاً إلى أن «الاحتقان خف».
وأوضح أن ما تم ابلاغه حول اعترافات أبو طرابه هو أن الأخير ينتمي إلى ميليشيا «الجيش الحر»، وأن المتفجرات التي جرى تفخيخ السيارتين بها جلبت من درعا».
وفي وقت سابق من يوم أمس نقلت «سانا» عن رئيس اللجنة الأمنية في محافظة السويداء: أن أبو طرابه اعترف بالمشاركة في الاعتداء على فرع الشرطة العسكرية والأمن الجنائي ومحاولة الاعتداء على مبنى المحافظة إضافة إلى أعمال التخريب والسرقة للممتلكات الخاصة بمدينة السويداء.
وذكر رئيس اللجنة أن أبو طرابه «اعترف بالمسؤولية عن التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا يوم الجمعة الماضي» وأسفرا عن استشهاد 38 شخصاً وإصابة العشرات على طريق ضهر الجبل وقرب المشفى الوطني في المدينة.
وأوضح أن اعترافات الإرهابي أبو طرابه تمت أمام عدد من مشايخ عقل طائفة المسلمين الموحدين وبحضور عبد اللـه الأطرش والدكتور يحيى عامر عضو مجلس الشعب وهيثم نعيم مدير التربية بالسويداء. كما نقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة السويداء: أن أبو طرابه تولد عام 1969 اعترف بإقدامه يوم الخميس الماضي على استئجار سيارة بيك اب موديل 2007 تحمل اللوحة رقم 742710 السويداء بيضاء اللون ويقودها السائق عمر حرب قرقماز تولد عام 1979 وقام بقتله وتفخيخ السيارة بكميات كبيرة من المتفجرات ثم ركنها يوم الجمعة بتاريخ 4/9/2015 في موقع عين المرج على طريق ضهر الجبل.
ولفت المصدر إلى أن دوريات الشرطة عثرت بعد ظهر الخميس على جثة السائق قرقماز على الطريق الواصل بين بلدة القريا وقرية المنيذرة.
وأقر أبو طرابه بأنه لدى مرور موكب الشيخ وحيد البلعوس المؤلف من عدة سيارات قام ومجموعته بتفجير السيارة المفخخة عن بعد ما أدى إلى استشهاد عدد من الأشخاص الذين كانوا ضمن سيارات الموكب وإصابة آخرين، على ما ذكرت الوكالة التي نقلت عن أبو طرابه: أن «مجموعته قامت بتفجير سيارة مفخخة ثانية أمام المشفى الوطني بعد نحو ساعتين من التفجير الأول وذلك أثناء تجمع أهالي الشهداء والمصابين» ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء وإصابة آخرين.
من جانبها قالت صفحة «نبض السويداء» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن أبو طرابه اعترف أمام مشيخة العقل والجهات المختصة في السويداء «بمسؤوليته عن التفجيرين وزرع الفتن والحث على التخريب مدعوماً من جنبلاط وأتباعه»، مهيبة بـ«أهلنا في محافظة السويداء تحكيم العقل ونشر الوعي بأكبر قدر مستطاع درءاً للفتنة».
وأشار شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الشيخ حكمت الهجري في تصريح نقلته «سانا» إلى أن اعترافات أبو طرابه تكشف الفكر الإرهابي والظلامي الذي يرمي إلى «الإيقاع بين أبناء المحافظة الصامدين في وجه المخططات المشبوهة لتشويه العلاقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة». ودعا الشيخ الهجري أبناء السويداء إلى التنبه لما يحاك من محاولات ومخططات مشبوهة لخلق الفتن وإثارة الفوضى مؤكداً ضرورة «تحكيم لغة العقل قبل توجيه أي اتهام» دون التأكد من الحقائق والحفاظ على القيم الأصيلة التي تربى عليها أبناء الجبل الأشم والحفاظ على صمودهم ووحدتهم ضد أعداء الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن