عربي ودولي

موسكو تؤكد تحضير واشنطن لغزو كراكاس … مادورو: فنزويلا دولة مسالمة وأميركا تفتعل أزمة للتدخل العسكري والاستحواذ على نفطنا

| وكالات

أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس أن الإدارة الأميركية تحاول افتعال أزمة مفبركة في فنزويلا من أجل تبرير تدخل عسكري فيها والاستيلاء على نفطها.
وقال مادورو في مقابلة أجراها في كاراكاس مع شبكة «ايه بي سي» التلفزيونية باللغة الإسبانية: «كل ما تفعله حكومة الولايات المتحدة مصيره الفشل.. إنهم يحاولون اصطناع أزمة من أجل تبرير التصعيد السياسي والتدخل العسكري في فنزويلا تمهيداً لإشعال الحرب في أميركا الجنوبية». وأشار مادورو إلى أن الإدارة الأميركية تحاول الاستيلاء على النفط الفنزويلي وهي مستعدة لخوض الحرب بسببه، مشدداً في الوقت ذاته على أن فنزويلا دولة مسالمة.
وتتعرض فنزويلا لمحاولات التدخل الأميركي في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها عبر تشديد العقوبات الاقتصادية والمالية ودعم القوى اليمينية في محاولة مستميتة من واشنطن لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة والانقلاب على الرئيس الشرعي باستخدام جميع الوسائل بما فيها العنف والفوضى. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن أنه لا يستبعد التدخل العسكري في فنزويلا ضد الرئيس الشرعي مادورو وحكومته، فيما حذرت وزارة الخارجية الفنزويلية من استخدام واشنطن لأراضي بعض دول الكاريبي كقاعدة لتخطيط وتنظيم عمليات غير قانونية وإرهابية ضمن إستراتيجيتها الواضحة لإسقاط الحكومة الشرعية في فنزويلا وفرض حكومة تابعة لها.
إلى ذلك أعربت الحكومة الفنزويلية في بيان تعليقاً على التصريحات الهجومية لنائب الرئيس الأميركي، مايك بنس في اجتماع ليما، عن اعتقادها بأن الولايات المتحدة تحاول إشراك دول أخرى في عملياتها للسيطرة على ثروات فنزويلا.
وأعلن بنس، في وقت سابق، أمام اجتماع مجموعة ليما في بوغوتا، أن الولايات المتحدة ستعلن فرض عقوبات جديدة ضد حكومة نيكولاس مادورو في الأيام القادمة، داعياً أعضاء المجموعة إلى تجميد كل أصول شركة النفط الفنزويلية PDVSA فوراً، ونقل جميع الأصول الفنزويلية إلى حكومة غوايدو الذي نصب نفسه رئيساً للبلاد دون انتخابات ودون أي مسوغ شرعي.
من جهته حذر سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف من أن الولايات المتحدة تستعد لغزو فنزويلا من خلال نقلها جنوداً إلى بورتوريكو وكولومبيا المجاورتين لكاراكاس. وأعلن باتروشيف، أن هناك أدلة دامغة تشير إلى تحضير الولايات المتحدة لتدخل عسكري في فنزويلا بذريعة إنهاء الأزمة الإنسانية التي يعاني منها شعبها.
وفي مقابلة مع صحيفة «أرغومينتي أي فاكتي» الأسبوعية الروسية، أمس، أشار باتروشيف إلى أن أسباب الوضع الإنساني المتأزم الذي تتحدث عنه واشنطن، تعود إلى سياسة العقوبات والحصار التي تمارسها واشنطن ضد فنزويلا، «وتلك هي الظروف التي يتم فيها فرض المساعدات الإنسانية، ويفترض أنها سترفض».
وتابع المسؤول الأمني الروسي: «الولايات المتحدة التي تعامل الشعب الفنزويلي معاملة استهتار وغطرسة، تحضر لاجتياح هذه الدولة المستقلة. ويعتبر نقل قوات خاصة أميركية إلى أراضي بورتوريكو، وإنزال وحدات من القوات المسلحة الأميركية في كولومبيا، ووقائع أخرى، دليلاً واضحاً على أن البنتاغون يعزز وجود قواته في المنطقة من أجل استخدامها في عملية الإطاحة بالرئيس مادورو المنتخب بطريقة شرعية».
وأضاف: «الشعب الفنزويلي يدرك ذلك تمام الإدراك، ومن هنا رد فعله المتمثل في رفض الشحنات القادمة من الدولة المعتدية، ودعمه لرئيسه». وذكر باتروشيف أن الولايات المتحدة عرضت على الجانب الروسي إجراء مشاورات منفردة حول الملف الفنزويلي، ولكنها، بعد أن قبلت موسكو عرضها هذا، تتهرب باستمرار من إجراء المشاورات المذكورة، وذلك عبر إرجاء موعدها كل مرة بذرائع مصطنعة.
في سياق متصل أدان وزير الخارجية وشؤون الاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية جوسيب بوريل محاولات التدخل بشؤون فنزويلا الداخلية محذراً من أن بلاده لن تدعم أي خيار عسكري بل هي تدينه بشدة. وقال بوريل في تصريح له: فيما يتعلق بالأحداث التي تجري في فنزويلا فإن الحل لا يمكن أن يأتي إلا من حل ديمقراطي متفق عليه بين الفنزويليين وعقد انتخابات رئاسية قائلاً: «ليست كل المواقف مطروحة على الطاولة».
وحذر بوريل من أن إسبانيا لن تدعم الخيار العسكري بل على العكس فهي تدين بشدة أي تدخل عسكري أجنبي وتأمل في عدم حدوث ذلك في فنزويلا، مشيراً إلى أن إسبانيا تسعى إلى موقف مشترك مع شركائها الأوروبيين في المسألة الفنزويلية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن