سورية

اعتبرت أن الأمة العربية ما زالت مؤمنة بضرورة المزيد من التنسيق والتضامن .. العطار: اللغة العربية تلقت دعماً كبيراً من الرئيس الأسد

| وكالات

أكدت نائب رئيس الجمهورية نجاح العطار، أمس، أن اللغة العربية تلقت دعماً كبيراً من الرئيس بشار الأسد، واعتبرت أن الأمة العربية ما زالت مؤمنة بضرورة المزيد من التنسيق والتضامن ما يعطيها دفعاً قوياً في ردع الاعتداءات وتحرير الأرض واسترداد الحقوق ويؤهلها للظفر المرتجى في معركة الوجود معركة المصير والصراع العربي الإسرائيلي والأحلاف الموجهة ضد أمتنا لا سورية وحدها.
وخلال افتتاح المؤتمر السنوي العاشر لمجمع اللغة العربية بدمشق في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، أكدت العطار ضرورة مواجهة أطروحات الغزو الفكري الأجنبي باسم الحداثة والعصرنة والتي تدعو للتنكر للتراث واللغة وقطع جذورنا الحضارية وإضاعة كنزنا الثقافي وإحداث قطيعة معرفية بين تراثنا وراهننا وتغريب الشخصية الوطنية العربية، وفق وكالة «سانا» للأنباء.
وأشادت العطار بـ«الدعم الكبير الذي تتلقاه لغتنا من الرئيس بشار الأسد»، مؤكدة أنه كان للغة العربية حيز كبير في تفكيره تجلى في قرار مؤتمر قمة دمشق الذي يخص اللغة العربية والذي كان تالياً لقرارات أخرى اتخذها في مقدمتها المشروع القومي للتمكين للغة العربية والاهتمام بتجديد مجمع اللغة العربية ورفع التغريب عن مدننا التي أراد لها أن تكون قلاع صمود وموئل قلم.
وفي آذار عام 2008 استضافت دمشق أعمال القمة العربية العادية العشرين التي أقرت في ختام أعمالها ورقة العمل التي تقدمت بها سورية حول «النهوض باللغة العربية» للتوجه نحو مجتمع المعرفة.
وطلبت القمة من الأمانة العامة للجامعة العربية إحالة المشروع إلى كل الجهات المعنية والمؤسسات ذات الصلة في الدول الأعضاء لدراسته من كل جوانبه واقتراح آليات تنفيذه.
وأضافت العطار: «يجب ألا ننسى أننا في زمن يتهدد وجودنا ومصيرنا من جراء طمع الامبريالية وهجماتها المتواصلة لفرض هيمنتها علينا حيث نجحت في تمزيق صفوفنا وإخراج بعض بلداننا من خندق كفاحنا ما جعل أقطارنا تواجه أوضاعاً حرجة مربكة»، مؤكدة في الوقت نفسه أن أمتنا العربية رغم كل هذه الترديات ما زالت تعيش كفاحاً باسلاً طويلاً عزيزاً مقتدراً مؤمنة بضرورة المزيد من التنسيق والتضامن ما يعطيها دفعاً قوياً في جبه التحديات وردع الاعتداءات وتحرير الأرض واسترداد الحقوق ويؤهلها للظفر المرتجى في معركة الوجود معركة المصير والصراع العربي الإسرائيلي والأحلاف الموجهة ضد أمتنا لا سورية وحدها.
وحذرت العطار من الإصغاء لتوصيات دوائر أجنبية ومؤسسات تملي علينا ضرورة التخلي عن لغتنا في التعليم تحت عناوين ألا سبيل للدخول في العصر إلا باستخدام لغات الدول العظمى ومنذ مراحل التعليم الأولى، داعية إلى مواجهة تلك الأطروحات بأشد حالات الوعي والحذر.
واعتبرت العطار، أن هذه الأطروحات تؤدي لاغتراب الفئة المتعلمة في مجتمعاتنا عن مواطنيهم وإلى التعثر في الإبداع والسقوط في حال من الضياع إذا هم أغفلوا لغتهم وتعلموا بلغة الغير وحدها ما يمنع عليهم الاندماج الاجتماعي والسياسي والثقافي أو إمكان الإسهام في خلق نموذج عربي للتحديث الفكري والعلمي في مجتمعاتهم، داعية إلى عدم السماح بعزل اللغة العربية أو وضع الحواجز أمام انطلاقها تحت أي ذريعة من ذرائع تزييف الوعي التي تتهمها جهلاً وزوراً بالقصور وعدم القدرة على أن تكون لغة علم وفكر.
وأكدت أن الأمة العربية بحاجة إلى الحفاظ على مصداقية توجهها وتعزيز الإيمان بلغتها التي صار القابض عليها كالقابض على الجمر.
ولفتت العطار إلى أن اللغة هي الوحدة الكيانية في صميم تكوين كل أمة وهي الضمير الجماعي لها الناظم لتماسكها ولنسيج حياتها الإنسانية وجوداً وتنامياً ولإرادتها الكلية واللغة العربية هي الرابطة القومية الأصيلة وهي الوحدة والأصرة والعروة الوثقى التي صمدت واستعلت وحققت انتصارها في وجه كل المحاولات التي استهدفت تغييب الثقافة العربية بعامة واستلابها.
وأكدت أن لغتنا العربية لم تسقط يوماً في الجمود والانغلاق واستطاعت أن تواكب فعلا العصور كلها التي مرت عليها وأن تكون لغة كل عصر بكل معطياته وبما في ذلك مراحل الوهن من تاريخها لتحقق انتصارها الرائع وقدرتها الفائقة على نقل كل ألوان الحداثة وعلومها وفلسفاتها في أشكالها الأكثر ثورية ومصطلحاتها المرتبطة بجديد مفاهيمها.
ورأت أننا في زمن ترتكب فيه باسم العلم والحداثة بحق اللغة خطايا لا حد لها وتتباعد خلاله المسافات بين الأهل وتتمادى المراوغات الدولية بأشكال عدوانها وتنهب الأرض وحقوق الشعوب.
وخاطبت العطار أعضاء مؤتمر مجمع اللغة العربية الذين حملوا الرسالة مع كل المعنيين، داعية للعمل جاهدين على متابعة النهج الصحيح وإكمال تجربة سورية المتقدمة متمنية للمؤتمر النجاح والقدرة على الإسهام في الانتصار للعربية واسترداد دورها التاريخي الكبير في البلدان العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن