سورية

أكد أنه حافظ على علاقته بذويهم بعد تحرره.. وشدد على أن الأجمل فيهم هو انتماؤهم لوطنهم الأم وتمسكهم بقيادتهم … من سفوح الكرمل الأسير الفلسطيني المحرر السرساوي لـ«الوطن»: أعتز بأسرى الجولان وأحيي سورية المنتصرة

| فلسطين المحتلة - عطا فرحات

أكد الأسير الفلسطيني المحرر سمير صالح السرساوي، أن أجمل ما وجده في أسرى الجولان السوري المحتل في سجون كيان الاحتلال الإسرائيلي، هو قوميتهم الطاهرة وانتماؤهم لوطنهم الأم سورية وتمسكهم الدائم بقيادتهم، معرباً عن تمنيه بعودة الجولان إلى الوطن الأم وأن يتحرر أسرى الجولان وكل الأسرى الفلسطينيين الشرفاء داخل تلك السجون. وعلى بعد عشرة كيلو مترات شرقي مدينة حيفا عروس الساحل الفلسطيني، تقع قرية أبطن مسقط رأس السرساوي، الشاب الوسيم الذي كانت الثورة الفلسطينية ومقاومة الاحتلال جل اهتمامه منذ بداية حياته فانخرط بالعمل المقاوم ليعتقل في 21/11/1988 بتهمة مقاومة المحتل وليحكم عليه بالسجن 30 عاماً قضاها متنقلاً بين سجون الاحتلال الإسرائيلي من شطة شمالاً حتى النقب جنوباً الذي تحرر منه.
وسرساوي (52 عاماً) من مواليد قرية أبطن تحرر من الأسر في تاريخ 21/11/2018، وهو من مؤسسي خلايا المقاومة في منطقة حيفا في ثمانينات القرن الماضي والتي كانت أبرز عملياتها جرح 28 إسرائيلياً في مدينة حيفا، «فالاعتقال 30 عاماً فتره طويلة من الناحية الزمنية وحقيقية، والتضحيات فيها كبيرة جداً لكنها لا تساوي شيئاً أمام من ضحى أكثر مني كالشهداء والجرحى والمهجرين والمشتتين».
وبابتسامته المعهودة وصموده ووطنيته التي لم تتغير على مدار ثلاثة عقود، تحدث السرساوي بعد مئة يوم على تحرره في مقابلة مع «الوطن»، حول والدته التي رافقته 30 عاماً متنقلة من سجن إلى سجن لزيارته قائلاً: «بداية أشكر اللـه أني تحررت من سجني ووالدتي لا تزال على قيد الحياة لأوفيها ولو القليل من تعبها خلفي متنقلة من سجن إلى سجن في الصيف والشتاء حتى تتطمئن علي».
وأضاف: «نعم تركتها في الخمسين من عمرها لأجدها اليوم في الثمانينات.. أنهكها الزمن وسجني والأمراض، لكن بسمتها حين تحرري كانت أقوى من ذلك كله، أطلب من اللـه أن يمدها بالعمر والصحة».
وفي رده على سؤال حول مشاكل الأسرى قديماً وحديثاً كونه كان ممثلاً لهم في عدة فترات من سجنه، قال السرساوي: «خلال هذه الفتره كنت ممثلاً للأسرى لسنوات طويلة، حيث مثلتهم أمام مصلحة إدارة السجون بما يخص حقوقهم والحفاظ على كرامتهم والدفاع عن إنجازاتهم التي حققوها بالمعاناة والصعاب، وقد كان هناك الكثير من الأحداث الإنسانية والمأساوية التي وقعت على الأسرى، والأحداث التي تعود على الأسير بالشكل الشخصي، لكن الهم الوطني كان الهم الأوحد الذي شغلني وشغل زملائي الأسرى».
وأردف قائلاً: «فأمام مواجهة إدارة السجون وهجماتها المتكررة كنا نستخدم أدوات نضالية مثل الإضرابات المفتوحة عن الطعام، حيث كان خوضها من أصعب القرارات التي يتخذها الأسرى لأنها تعبر عن حياه أو موت، فكان إضراب عام 1992 الذي استمر لمدة 17 يوماً، أحد الإضرابات المهمة في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية، حيث حقق معظم المطالب التي وضعت. وإضراب عام 2004 الذي استمر 23 يوماً وإضراب 2012 الذي استمر 27 يوماً وإضراب 2017 الذي استمر 42 يوماً، فكانت الإضرابات هي وسيلة ناجحة والطريق المهم الذي سار عليه الأسرى للحصول والحفاظ على حقوقهم.
وحول علاقته التي كانت مع أسرى الجولان السوري المحتل أثناء الفترة التي قضاها في سجون الاحتلال، قال السرساوي: «منذ اللحظة الأولى من دخولي السجن وحتى يوم تحرري كان يوجد بالسجون الإسرائيلية أسرى الجولان المحتل، وأؤكد على ما قاله لي الشيخ محمد أبو طير عام 1995 بحق أسرى الجولان (إنني احترم بهؤلاء الأسرى نقاءهم الوطني)».
وشدد السرساوي على أن أجمل ما وجده بهؤلاء الأسرى هو قوميتهم الطاهرة وانتماؤهم لوطنهم الأم سورية وتمسكهم الدائم بقيادتهم، وقال: «هؤلاء الأسرى الشرفاء التي كانت علاقتي بهم رائعة ونبيلة استمرت حتى بعد تحرري من السجن ومنهم الأسير صدقي المقت الذي بدأ على اعتقاله الآن 32 عاماً وكانت علاقات مميزة بالأسرى هايل أبو زيد وسيطان الولي اللذين استشهدا بعد أن قضيا أكثر من 20 عاماً بالأسر وقد حافظت على علاقتي مع أهالي أسرى الجولان بعد تحرري».
وبهذا الخصوص، أكد السرساوي، أنه زار قبل أقل من شهر، منزلي الأسير المحرر يوسف شمس والأسير صدقي المقت الذي التقى بوالده الأسير المحرر سليمان المقت في قرية مجدل شمس بالجولان.
وحول تأقلم الأسرى على أصعب الأمور التي يواجهونها، ومنها الزيارات عبر الزجاج والبوسطة ( باص نقل الأسرى) قال السرساوي: «الزيارت داخل السجون مرت بعدة مراحل، منذ عام 2004 وضع زجاج عازل بين الأسرى وذويهم، حيث لا يمكن أن تلمس يد والدتك أو أختك أو زوجتك حتى أبنائك، فقط يمكن التواصل عبر سماعة هاتف التي تلغي كل المشاعر والأحاسيس الإنسانية التي يكون الأسير بأمس الحاجة إليها داخل سجنه».
وتابع: «كذلك الأمر فالبوسطة تعتبر من أشد العذابات للأسير، حيث يبقى مقيداً بيديه ورجليه عدة ساعات أثناء تنقله إلى المحكمة أو إلى سجن آخر في باص كراسيه الحديدية والشبك الذي وضع على شبابيكه لتحجب رؤية الخارج كانت تكفي ليعلم أنه في مرحلة عذابات جديدة حتى يمنع خلالها من استخدام الحمام لقضاء حاجته ويلزم بالصبر لساعات».
وفي رده على سؤال حول مشاريعه في الحياة بعد التحرر وأين القضية من حياته، قال السرساوي: «من الطبيعي جداً أن يكون لي على المستوى الشخصي الاهتمام بالمستقبل والانخراط بالحياة والتواجد إلى جانب الأهل والعائلة وبالأخص الوالدة المريضة التي تنقلت ورائي من سجن إلى سجن على مدار ٣٠ عاماً، ولكن هذه السنوات الطويلة لم تنف ولن تنفي اهتمامي بالهم الوطني الذي عشته وعايشته داخل الأسر وكان الدافع الأول إلى نتيجة الأسر، وإذا ابتعدت عن هذا الهم الوطني أكون قد خنت هذه التضحية الطويلة من وجودي داخل السجون الإسرائيلية التي عرفت بها كل غرفة وكل زنزانة».
وختم السرساوي المقابلة بالقول: «أتمنى أن يعود الجولان إلى الوطن الأم سورية وأن يتحرر أسرى الجولان وكل الأسرى الفلسطينيين الشرفاء داخل السجون الإسرائيلية، وعلى رأسهم الأسرى المعتقلون قبل اتفاقية أوسلو والأسرى كريم يونس وماهر يونس المعتقلون منذ عام 1983، ومن هنا من قرية أبطن من فلسطين المحتلة عام 48 أحيي سورية البطلة والمنتصرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن