سورية

أفخم دعت الجبير إلى الإقلاع عن تصريحاته «المؤزمة» للأوضاع الإقليمية…إيران: حل الأزمة السورية بمصالحة وطنية وحكومة تشارك فيها جميع الأطراف

دعت إيران أمس إلى إنهاء العنف في سورية، مشددةً على ضرورة أن يكون الحل سورياً سورياً تتمخض عنه مصالحة وطنية وحكومة بمشاركة جميع «الأطراف» تعمل على بناء البلاد من جديد. وردت على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، داعيةً إياه إلى الإقلاع عن التصريحات التي تسهم في تأزيم الأوضاع الإقليمية، واتخاذ مواقف واقعية، محذرةً إياه من «تضييع الفرص» و«المماطلة» في حل أزمات المنطقة عبر الإصرار على قضايا «غامضة»، وجددت الاستعداد للحوار.
وجدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، التأكيد أن بلاده تحترم السيادة الوطنية للدول، وتريد تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن إيران مستعدة للتعاون مع جيرانها والمجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف، لكنها تريد من جيرانها أيضاً أن يتخذوا سياسات مماثلة في المقابل.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التشيكي لوبومير زاؤراليك في العاصمة الإيرانية، شدد ظريف على ضرورة إنهاء العنف في سورية، وأن «يكون الحل والحوار بين السوريين أنفسهم، وأن يكون هناك مصالحة وطنية وحكومة يشارك فيها جميع الأطراف السورية، حتى يتمكن الجميع من بناء سورية».
ودعا ظريف الدول التي تدعم الإرهاب وتسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة إلى تغيير سياساتها التي لا تصب في لمصلحة أي من الدول، وقال: إن «ما حصل في المنطقة وسع من رقعة الإرهاب وهناك من يدعم هؤلاء الإرهابيين بشكل مباشر، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري يعلم ذلك جيداً»، معتبراً أن الوقت قد حان للجميع لعدم اللغط وألا يساهموا بعدم استقرار المنطقة.
وأوضح رئيس الدبلوماسية الإيرانية، أنه بحث مع الدول المهمة في المنطقة، أثناء جولاته خلال الأسابيع الماضية سبل مكافحة الإرهاب، وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه المحادثات في إحلال الاستقرار في المنطقة.
من جهة أخرى عبّر ظريف عن أسفه الشديد للتعامل اللاإنساني مع أزمة اللاجئين، مذكراً بأن بلاده استضافت خلال الـ30 عاماً الماضية ملايين اللاجئين.
بدوره بيّن زاؤراليك أن حل الأزمة في سورية يكون عبر السبل السياسية وليس العسكرية، وشدد على ضرورة توفير الأرضية اللازمة بين الدول للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي وقطع الطريق عليه. وأكد، أن إيران دولة مهمة في المنطقة ولديها إمكانيات مهمة والتعاون بينها وبين المجتمع الدولي ضروري، وأشار إلى أنه بإمكان إيران وتشيكيا المساعدة في إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة.
على خط مواز ردت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم على تصريحات لوزير الخارجية السعودي، قائلةً: «من المستحسن لبعض دول الجوار أن تضع حداً للسياسات التي تشعل المنطقة، بدلاً من إطلاقها بعض التصريحات التي تسهم في تأزيم الأوضاع». ومن واشنطن أعلن الجبير يوم الجمعة الماضي أن بلاده ترغب في إقامة علاقات أفضل مع إيران، إلا أنه اتهم الحكومة الإيرانية بالعمل على «زعزعة الاستقرار» في المنطقة. وأضافت أفخم: «يستحسن أن تكف دول الجوار عن سياسات دعم الجماعات المتطرفة والإرهابيين، التي تؤدي إلى تدفق المزيد من المهجرين من سورية والعراق وقتل المزيد من المدنيين الأبرياء». ودعت الناطقة، دول الجوار إلى «اتخاذ مواقف أكثر واقعية تساعد في الحفاظ على الأمن والهدوء في المنطقة»، منبهةً إلى أن «الإصرار» على بعض القضايا التي يشوبها «الغموض»، ليس إلا مضيعة للفرص ومماطلة في حل الأزمات التي تعصف بالمنطقة.
وجددت استعداد إيران للحوار والتعاون مع الجوار، لأنها تعتبر مبدأ حسن الجوار وتوسيع العلاقات مع كل الدول المجاورة، وعدم وجود أي قيود وشروط لتمتين العلاقات معها «أولوية أساسية»، وذكرت أن إيران ترى أن الحوار هو السبيل الأمثل لتسوية الأزمات الإقليمية وتعارض سياسة إلغاء الآخر، وتوصي دول الجوار باعتماد الحوار بدلاً من الأساليب العسكرية الخطرة.
سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن