سورية

الأطفال يعانون «أزمات نفسية» ويحتاجون لعلاج طويل الأمد للتعافي … تردي الوضع في «مخيم الهول».. والصحة العالمية تؤكد وفاة 73 نازحاً

| الوطن- وكالات

أكدت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن 73 نازحاً سورياً، يشكل الأطفال أغلبيتهم، لقوا مصرعهم مؤخراً في «مخيم الهول» بمحافظة الحسكة، الواقع تحت سيطرة الميليشيات الكردية بسبب البرد، في حين أكدت منظمة حقوقية أن آلاف الأطفال الخارجين من جيب التنظيم يعانون من «أزمات نفسية».
وقالت المنظمة في بيان، نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إنه «وصل أكثر من 37 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال الهاربين من الأعمال العسكرية في محافظة دير الزور المجاورة، إلى مخيم الهول للاجئين في محافظة الحسكة خلال الأشهر الـ3 الأخيرة، وبحلول 23 من الشهر الجاري تم تسجيل وفاة 73 شخصاً، يشكل الأطفال نحو الثلثين منهم».
وأشار البيان إلى أن «الكثير من الأطفال لقوا حتفهم بسبب البرد أثناء رحلتهم إلى المخيم أو بعد وقت قليل من وصولهم إليه».
وذكر البيان، أن نحو 47 ألف شخص يعيشون حالياً في هذا المخيم، وأشار إلى أنه مزدحم للغاية، الأمر الذي يجبر بعض الناس على النوم في الشارع، من دون فرش ولا بطانيات، وأن هناك نقصاً في المعدات بالمخيم، وعبرت عن اعتقادها بأن «الوضع على الأرجح سيزداد صعوبة، لأن آلاف النازحين الآخرين لا يزالون يصلون إليه».
وتزعم ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد» و«التحالف الدولي» أنهما يشنان عملية عسكرية لطرد تنظيم داعش الإرهابي من جيبه الأخير في منطقة الباغوز بشرق الفرات، وتحدثت الأنباء عن عقد صفقة بين الميليشيا و«التحالف» من جهة والتنظيم من جهة أخرى لخروج الأخير من المنطقة عبر طريق آمن، في وقت يتم إخراج المدنيين ومسلحين من هذا الجيب وإرسالهم إلى مخيم الهول المكتظ بعشرات آلاف النازحين. على خط مواز، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض»، بأن دفعات المدنيين القادمة من مزارع شرق الفرات بالقرب من الباغوز، لا تزال تحمل معها مزيداً من الوفيات من الأطفال الذين لم يتمكنوا من تحمل الأحوال الجوية والأوضاع الصحية في مناطق وجود التنظيم وخلال رحلة النزوح نحو «مخيم الهول»، وأكد أن أعداد الوفيات في المخيم وصلت إلى 51 حالة معظمها من الأطفال، ممن فارقوا الحياة نتيجة أوضاع إنسانية ومعيشية سيئة.
من جانبها، حذّرت منظمة «سيف ذي تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال) الحقوقية في بيان نقلته وكالة «أ ف ب» من أن آلاف الأطفال المقيمين في مخيّمات للنازحين في شمال شرق سورية بعد إجلائهم من آخر جيب لا يزال تحت سيطرة داعش، يعانون من «أزمات نفسية» وكثير منهم يحتاجون لعلاج طويل الأمد للتعافي.
وأوضحت، أن عوارض هذه الأزمات النفسية تتنوّع بين العصبية والعزلة والعدوانية والكوابيس والتبوّل اللاإرادي.
وبحسب المنظمة، فإن الاضطرابات النفسية لدى الأطفال مرتبطة خصوصاً بالفظائع التي عايشوها في المناطق التي كان يحكمها تنظيم داعش وكذلك أيضاً بالقصف الذي «استهدف مسلحي التنظيم» (قصف التحالف العشوائي)، إضافة إلى ما عانوه من حرمان أثناء وجودهم في الجيب الأخير لداعش. في المقابل، كشفت عضو مجلس حقوق الإنسان التابع لإدارة الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، هيدا ساراتوفا، بحسب «روسيا اليوم»، عن اختطاف طفل روسي يبلغ من العمر 11 عاماً من «مخيم الهول»، وأن مكان وجوده لا يزال مجهولاً حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن