أدى هطل الأمطار الغزيرة إلى تحول شوارع السويداء إلى أنهار من المياه ظهر معها الخلل الكبير في صرافات المياه وتحول الكثير من تلك الشوارع إلى مستنقعات وبحيرات صغيرة بسبب ما تعانيه من تكسير وترقيع، مسببة أزمة حقيقية لكافة الآليات، إضافة إلى وصول المياه المجتمعة إلى حافة الأرصفة وصعود المياه أعلى من منسوب تلك الأرصفة في أماكن كثيرة، ناهيك عن دخول المياه إلى كثير من المنازل في المدينة.
وأكد رئيس مجلس مدينة السويداء بشار الأشقر أن تلك الفيضانات تعود إلى طبيعة المدينة الجغرافية المنحدرة غرباً وعدم استيعاب المصارف المطرية لكميات المياه الناجمة عن الهطل وانسدادها ببعض الأماكن نتيجة جرف المياه للردميات في طريقها، إضافة إلى وجود بعض الأقلية تحت مستوى الطرقات وتحت مستوى خطوط الصرف الصحي فضلاً عن أن بعض المواطنين أقاموا منازلهم بشكل مخالف ضمن حرم الأودية وهذا ما أدى إلى فيضانات ضمن منازلهم علماً أن عمال المجلس عملوا وخلال الأيام الثلاثة الماضية ليلاً ونهاراً على تسليك تلك الطرقات ومساعدة الأهالي لدرء الخطر عن منازلهم، مطالباً مديرية الموارد المائية بتنظيف الأودية والأقنية لدعم عمل المجلس لأن السيول حدثت بسبب تلك الأودية والأقنية.
بدوره أشار مدير الموارد المائية في السويداء نبيل عقل إلى قيام المديرية سابقاً بتعزيل الأودية، موضحاً أن هطل الأمطار غير المسبوق أدى إلى جريان جميع الأودية في المحافظة وحتى الأودية والأقنية التي لم يسبق وأن جرت المياه ضمنها في سنوات سابقة، لافتاً إلى أن جريان الأودية المغذية للسدود أدى إلى ارتفاع مناسيب تخزينها والذي تجاوز ١٣ مليون متر مكعب مشيراً إلى أهمية هذه الأمطار نظراً لما تعانيه سدود المحافظة من نقص واضح في تخزينها الأعظمي والبالغ ٦٩ مليون متر مكعب وذلك نتيجة عدم وصول وارد مائي مناسب خلال الموسم الماضي.
من جهته أشار مدير الزراعة في السويداء أيهم حامد إلى التأثير الإيجابي لتلك الهطولات على المزروعات وخاصة الحقلية منها كالقمح والشعير، كما أدى إلى التشجيع على استكمال زراعة بقية المحاصيل وزراعة الحمص الربيعي، إضافة لما لها من تأثير على الأشجار المثمرة وخاصة في هذه الفترة لأنها تزيد من مخزون التربة من الرطوبة وتعمل على تميز البراعم الثمرية لتلك الأشجار.