خرج آلاف الجزائريين في العاصمة وعدد من مدن الجزائر في مسيرات تطالب بـ«التغيير» وإجراء إصلاحات عميقة في تسيير شؤون البلاد، في وقت لم يؤكد المتحدث باسم مستشفى جنيف الجامعي صحة الأنباء عن تدهور الحالة الصحية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وقال: إن المستشفى لا علاقة له بتاتاً بأي معلومات تنشر في الإعلام، وهو لا يتبنى مضمون أي خبر مهما كان.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن مسيرات العاصمة جابت أهم الشوارع الرئيسية انطلاقاً من ساحة «أول أيار» مروراً بعدد من الشوارع وسط حضور أمني مكثف.
ورفع المشاركون في المسيرات الأعلام الوطنية الجزائرية ورددوا شعارات تدعو إلى التغيير والإصلاح.
واتسمت المسيرات بالطابع السلمي باستثناء مناوشات في بعض شوارع العاصمة الجزائرية دفعت بقوات الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وشارك في المسيرات ممثلو تشكيلات سياسية ونواب من أحزاب المعارضة إلى جانب شخصيات وطنية أشادت بالطابع السلمي لهذه المسيرات داعية السلطات إلى الاستجابة لمطالب المتظاهرين و«فهم رسالتهم».
كما شهدت العديد من ولايات الجزائر مسيرات سلمية مماثلة شملت كبريات المدن ردد خلالها المتظاهرون شعارات تؤكد ضرورة الحفاظ على الطابع الجمهوري للدولة الجزائرية وعلى ثوابت الهوية الوطنية مشددين على سلمية هذه المظاهرات الشعبية.
هذا وقال شهود إن الاحتجاجات كانت سلمية في معظمهما لكن مشادات وقعت بين الشرطة ومحتجين قرب القصر الرئاسي بالعاصمة الجزائر بعد تراجع أعداد المتظاهرين.
وقال مسؤول محلي إن شخصاً لقي حتفه. وقالت وسائل إعلام محلية إن الرجل البالغ من العمر 60 عاماً أصيب بنوبة قلبية.
وذكر التلفزيون الرسمي أن عدداً من المحتجين ورجال الشرطة أصيبوا في الاشتباكات التي وقعت في العاصمة. وقال موقع (تي. إس. أيه) الإلكتروني الإخباري إن الأرقام الرسمية تشير إلى إصابة 63 شخصاً. وأضاف: إن 45 شخصاً احتجزوا.
هذا وكانت وزارة الصحة والسكان الجزائرية أعلنت تسجيل حالة وفاة واحدة وإصابة 183 شخصاً خلال المسيرات الشعبية المطالبة بإجراء إصلاحات والتي جرت بمختلف ولايات الجزائر.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الوزارة قولها في بيان إن المستشفى الجامعي مصطفى باشا في العاصمة استقبل جثة مواطن يبلغ من العمر 56 سنة، مشيراً إلى أنه «تقرر وفقاً للإجراءات القانونية المعمول بها إجراء عملية تشريح لمعرفة سبب وفاته».
وأشار البيان إلى استقبال مشافي الجزائر 183 جريحاً غادروها بعد تلقيهم العلاجات المناسبة باستثناء 5 حالات تحت المراقبة الطبية من بينهم حالة واحدة حرجة.
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني الجزائري أعلنت في وقت سابق أن 56 شرطياً أصيبوا بجروح بالعاصمة الجزائرية خلال عملية لاستعادة النظام العام على إثر أعمال عنف وتخريب على نطاق محدود. في هذه الأثناء أفادت قناة «روسيا اليوم» أن المتحدث باسم مستشفى جنيف الجامعي لم يؤكد صحة الأنباء عن تدهور الحالة الصحية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
ونقلت مراسلة القناة عن المتحدث قوله، إن المستشفى لا علاقة له بتاتاً بأي معلومات تنشر في الإعلام، وهو لا يتبنى مضمون أي خبر مهما كان. ووصل إلى حد القول إنه لا يمكنه أن يؤكد «حتى وجود الرئيس بوتفليقة في المستشفى أصلاً».
وفي وقت سابق، أفادت تقارير إعلامية نقلاً عن مصدر طبي بأن حالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حرجة جداً، مضيفة: إن كان من المقرر أن يخضع بوتفليقة لعملية جراحية لكن وضعه الصحي لم يسمح بذلك.
وذكرت التقارير أن الرئيس الجزائري موجود في الطابق التاسع في مستشفى جنيف الجامعي، وهو قسم معزول عن باقي أقسام المستشفى ولا يمكن الوصول إليه إلا عبر ممرات خاصة داخل المستشفى.
وقام ناصر بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري ومستشاره بزيارة أخيه في مشفاه بجنيف مساء الجمعة.
ونقلت قناة «يورونيوز» عن مصدر أمني جزائري أن طائرة بوتفليقة عادت من جنيف إلى الجزائر دون أن يكون الرئيس على متنها.
وأصدرت الرئاسة الجزائرية بياناً في وقت سابق أعلنت فيه أن بوتفليقة سيتواجد بجنيف لمدة 48 ساعة لإجراء فحوصات روتينية.
ووفقاً لـ«يورونيوز»، فإن مصدراً جزائرياً ذكر أن قائد الجيش الجزائري طلب من بوتفليقة البقاء في جنيف حتى الثالث من آذار، وهو آخر يوم لتقديم أوراق الترشح الرسمية.
ويصادف أمس عيد ميلاد بوتفليقة الـ82.