ثقافة وفن

أفخر بأنني خريج مسرح المنظمات … لؤي شانا لـ «الوطن»: تخرجت في قسم التمثيل وبذلت جهداً للإخراج لعلي أترك أثراً

| هناء أبو أسعد

لؤي شانا، ولد في مدينة اللاذقية سنة 1972، من الفنانين الشباب الذين عشقوا المسرح منذ الطفولة، وشقوا طريقهم بثبات في المجال المسرحي، بعد تخرجه في المعهد العلي للفنون المسرحية كان مخرجاً لامعاً وكانت له مشاركات متميزة في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية… وأسس تجمع القباني للفنون المسرحية وهو المعهد الأول الخاص للتمثيل في سورية وحصد العديد من الجوائز.
لؤي شانا حلّ ضيفاً على صحيفة «الوطن» ليحدثنا عن حبه وعشقه للمسرح والإخراج المسرحي:

ماذا عن مرحلة البدايات؟
«البداية كانت منذ الطفولة، وبشكل فطري كنت أميل للفن وللمسرح خاصة، وكنت أقوم بالمقالب الدرامية والمشاهد التمثيلية أمام أهلي بشكل عفوي في سن 5 أعوام، أهلي الذين ساعدوني فيها من خلال الإيحاء إلي بتصديقها… على سبيل المثال كنت أنتظر والدي فور عودته من العمل وأقوم بالتظاهر بكسر في يدي أو قدمي وأمثل ذلك وبالطبع كان أهلي يعرفون أني أمثل لكن والدي كان يقوم بردة فعل وكأنه يصدق بأنني مكسور ما جعلني فرحا بالتمثيل- وهنا أدعو جميع الأهل ألا يمارسوا أي دور للقمع لمواهب أطفالهم بل يساعدونهم على ممارسة ما يرغبون منذ الطفولة وهذا الشيء يزيد من ثقتهم بأنفسهم – فيما بعد بالمرحلة الابتدائية كنا نقوم بأعمال فنية أنا وزملائي، وكنت حينها أمارس عمل الإخراج بشكل عفوي وأقوم بترتيب كل ما يخص الاحتفالات بشكل عفوي وبذلك زاد عشقي للمسرح، في الشبيبة كان هناك دور ريادي لمسرح المنظمات، سواء كان طلائعياً أم شبيبياً.. واستفدت كثيراً من المسرح الشبيبي، لكن للأسف اليوم تراجع دور هذه المظلمات، وأنا أفتخر أني خريج مسرح هذه المنظمات، فقد عملت في المسرح الشبيبي واتبعت عدة دورات وكان أولها دورة إعداد ممثل في عام 1988، فيما بعد انتهاء الدورة بدأت العمل في المسرح الشبيبي، وشاركت في المهرجات الشبيبية المسرحية التي كانت تقام حينذاك على مستوى سورية، وبعدها اتبعت دورة إخراج مسرحي مركزي للشبيبة في دمشق وكانت تجمع كل المواهب المسرحية من جميع المحافظات بإشراف اتحاد منظمة شبيبة الثورة، والأساتذة الذين درسونا فيها هم نفسهم أساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية.. لكن الدورة ساعدتني للتأهل والتقدم للمعهد العالي للفنون المسرحية ومرحلة المعهد، هي الأهم في حياتي على الرغم من الصعوبة في البداية فقد تقدمت 3 سنوات متتالية حتى قٌبلت في المرة الثالثة.. وتعلمت على يد أفضل الأساتذة في المعهد وأذكر منهم «مانويل جيجي وغسان مسعود ود. تامر العربيد ود. جمال قبش ود. عوني كرومي» الذي أشرف على مشروع تخرجي في المعهد وكان بعنوان: «العرس» الذي عٌرض بعد التخرج مباشرة في ألمانيا ضمن فعاليات مهرجان «طريق الحرير»، أما أول عرض احترافي فكان «موت موظف» عن قصة قصيرة لأنطوان تشيخوف بعنوان «وفاة موظف» وقمت بعرضه في اللاذقية لمدة 45 يوماً، ولاقى نجاحاً باهراً، وشارك في مهرجانات عديدة وحصل في مهرجان دولي على خمس جوائز ذهبية في مهرجان الكوميديا في مدينة أصفهان الإيرانية.

وأخرجت أكثر من «30» عرضاً مسرحياً… درست التمثيل لكنك اتجهت إلى الإخراج المسرحي.. لماذا؟
أنا خريج قسم التمثيل وقد مثلت العديد من الأدوار خلال الدراسة ومشاريع التخرج وقبل ذلك عملت في مسرح الشبيبة ممثلاً ومخرجاً كما ذكرت، ضمن منهاج المعهد هناك مادة خاصة عن الإخراج المسرحي… تعلمت منها ولكن بعد التخرج وعلى الرغم من الصعوبات والظروف التي واجهتها في بداياتي، التي زادتني إرادة وتصميم لبذل جهد أكثر في دراسة الإخراج وبذل جهد فردي في تقوية ذاتي، كنت مصراً على عمل شيء جيد من خلال تحدي هذه الصعوبات، وعملت مخرجاً.. وقدمت الكثير من الأعمال منها: «موت موظف وأبو خليل القباني ورجال بلا رؤوس وسعيد السعداء والممثل والباطوس والديك الحكيم والذئب اللئيم وكارت الأوغاريتي وحفلة سمر من أجل أبي خليل وأنت لست غارا وشمس الأطفال وحكاية بلا حدود وطيري ياطيارة وبعل صافون وأكشن وكاركاتير وحكاية بلا نهاية وشكسبير ملكاً وبلا عنوان وعم يلعبوا الولاد وسيناريو وحوار ونبع المحبة وعليكم سلام وياشام وأصدقاء النظافة» والمخرج إن كان ممثلاً هذا شيء مهم جداً فهو يستطيع التعامل مع الممثل بشكل جيد ويحرضه لإيصال الهدف الصحيح من العرض بطريقة شائقة وممتعة.

لديك بصمتك الخاصة في المسرح وهي إقامة معهد خاص للتمثيل «تجمع القباني للفنون المسرحية الخاص» ماذا عن هذه التجربة؟
بعد تخرجي رجعت إلى مدينتي «اللاذقية» لأنني مقتنع بأنه يجب علينا كفانين تأسيس مسارح في مدننا كافة، وهذه قناعاتي.. وقمت بتأسيس تجمع فني اسمه تجمع أبو خليل القباني ويعتبر أول معهد خاص في سورية للتمثيل، بصراحة كان الدافع الرئيسي لتأسيسه هو عندما كان السيد الرئيس وزوجته في زيارة روسيا وكنت أتابع الزيارة بكل تفاصيلها، وخاصة عندما قامت السيدة الأولى بزيارة معاهد الفن في روسيا وخصوصاً التمثيل والباليه. فقلت لماذا لا يكون في سورية معاهد خاصة للتمثيل مرادفة للمعهد العالي، وخاصة أن المعهد العالي لا يلبّي جميع رغبات الموهوبين، وخاصة أنه في ذاك الزمن كان عدد المقبولين لا يتجاوز 15 أو 17 طالباً.. فقررت أن يكون هناك دار أو معهد خاص بحيث يتيح للأشخاص الذين يملكون موهبة أن يطوروا قدراتهم ومواهبهم، فالمسرح فن صعب بحاجة إلى جهد مضاعف.
والحقيقة أن البداية كانت صعبة، فهي الأولى من نوعها في سورية، لم أجد أي جهة تتبنى هذه الفكرة، لأنه لم يكن يوجد في أي جهة نظام داخلي يتبناها، من وزارة الثقافة ولا من مجلس مدينة اللاذقية، حتى إن البعض استقبل الفكرة بسخرية قائلاً: «شو يعني مسرح قباني للفنون المسرحية يعني أنتم تعلمون الرقص مثلاً» هذه العبارة لا أنساها أبداً، لأنها استفزتني كثيراً فزاد إصراري أكثر وأكثر على إنشاء المعهد.. ولمعت لدي الفكرة أنه بإمكاني الترخيص لتجمع فني باعتباري عضواً في نقابة الفنانين وعلى هذا الأساس رخصت لـتجمع فني مثل شركة إنتاج أو شركة فنية وبدأت الدورات متتالية ومستمرة حتى الآن منذ 2004.. فيما بعد أحدثت معاهد أخرى، وقد اعتمدت في منهاج الدراسة فيه المنهاج الأكاديمي الذي درسته في المعهد العالي للفنون المسرحية.
هناك نقطة مهمة جداً بهذا السياق أسست المعهد من دون أي دعم، لدينا «والدي» صالة جهزتها وعملت فيها ومن جهة أخرى أشجع كل أكاديمي أن يقوم بعمل معاهد لكن للأسف هناك بعض المختصين يعملون كتجارة فقط من دون أكاديمية ويستغلون الشباب الذين يحلمون بتنمية مواهبهم، لذلك أدعو المؤسسات الثقافية لكف يد هؤلاء المخربين ودعم التجارب الحقيقية والمشاريع الحقيقية. من خلال الدورات التي أقدمها.. شكلت فرقة خاصة بالمعهد للمواهب وبدؤوا يمثلون معي في عروضي التي أقدمها ومنهم أكملوا دراساتهم في أوكرانيا، بالنسبة لفترة الدراسة هي عبارة عن دورات متتابعة في المعهد «صف أول وثان وثالث»، الدورة 3 أشهر وعندما أرى أشخاصاً لا يملكون أي موهبة نعتذر منهم.. لأننا لسنا تجاريين.
نبقى في المسرح.. في عام 2007 أسست مهرجان الكوميديا.. ما الهدف من إقامة هذا المهرجان؟ وهل شاركتم في مهرجانات كوميدية عالمية؟
من خلال تجمع القباني قدمنا عروضا كثيرة ومهمة «للكبار والصغار»، لكن من أهم ما يميز هذا التجمع هو إقامة « مهرجان الكوميديا المسرحي الدولي» وأول دورة كانت برعاية وزارة الثقافة وكان أحد أهم أهداف المهرجان هو تصحيح النظرة الخاطئة عن الكوميديا على أنه الكوميديا تعني التهريج، بل هي فن راق وذو قيمة وله مدارسة ومذاهبه.
وقدمنا 6 دورات وشاركت عروض من دول «تونس والجزائر وتركيا والمغرب والأردن ومصر وفرنسا وإيطاليا» وفي كل مهرجان كنا نكرم أحد رواد الكوميديا من سورية وغيرها مثل «دريد لحام ورفيق سبيعي وعمر حجو وياسر العظمة وناجي جبر وحسام تحسين بيك وياسين بقوش»، ومن لبنان «شوشو وابنه وفيلمون وهبي»… وعلى هامش المهرجان كان هناك معارض.. ومجلة تصدر مع المهرجان باسم «كوميضة» تطبع في دمشق صفحاتها الداخلية والغلاف في حمص وتصدر يوميا وتصل إلى اللاذقية قبل العرض بساعة.

نبقى في مهرجان الكوميديا… من أين تلقيتم الدعم لإقامته؟ وهل سبب عدم استمراره هو الدعم المادي؟
في 19 آذار من عام 2011 افتتح المهرجان بمسرحية «شكسبير ملكا» وكان من المكرمين جورج خباز وأسعد فضة وعدد من الفنانين وكان الأستاذ أسعد عراب المهرجان وعندما رأى جورج خباز العرض دعانا لعرضه في بيروت لكن للأسف دخلنا في حالة حرب، ووصل الأذى إلى مكان المهرجان على الرغم من إصرارنا على إكماله لكن بسبب الأحداث توقف ولكن نأمل بأن نعود بدورته السابعة.. وعدم إعادته هو عدم وجود دعم من الدولة أو خاص.

في العرض المسرحي «الوجع» الذي قدمته على خشبة القباني في دمشق عام 2015 كان من تمثيل الفنانة القديرة ثراء دبسي تحدثت عن معاناة وأوجاع السوريين في مرحلة الأزمة.. ماذا عن تجربتك مع الفنانة ثراء؟ وما رسالتك من خلال هذا العرض؟
أثناء الحرب قمت بإخراج الكثير من العروض المسرحية التي تحكي عن الواقع وعملت تطوعاً مع الكثير من الجمعيات الأهلية وعرضنا عدة ملاحم فنية بمشاركة أكثر من 200 شخص.. وعدة أعمال للمسرح القومي مثل «مازالوا يغنون» الذي كان من أهم الأعمال ومسرحية «وجع» التي عرضت على مسرح القباني، وكانت من بطولة الفنانة ثراء دبسي، التي عادت إلى المسرح من خلاله. في «وجع» تكلمت عن الحرب السورية بشكل غير مباشر.. تناولت في المسرحية مسرحية عطيل لشكسبير وعملت مسرحية أخرى سميتها وجع وأخذت لحظة قتل عطيل لـدايدامونا.. بهذه اللحظة تنتفض دايدامونا بوجه قاتلها وهو زوجها وهذا الشيء أكملته بعكس الواقع لأنه في النص الحقيقي تموت دايدامونا أما في عرض وجع فتنتفض في وجهه وتصرخ قائلة: «إلى متى هذا القتل، إلى متى ستبقى قصتنا تلوكها المنابر، إلى متى هذا الدم، أوقفوا الدم…» وهنا عكس على الواقع في سورية بأن أوقف سيل الدم… صرخة في وجه القاتل «يكفي قتل ودم» ودعوة لإنهاء المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري.

مسرحية «مازالوا يغنون» كانت صرخة في وجه الفساد وحالات من الوجع والحرمان والغضب… برأيك، هل يقدم المسرح رسالة كالسابق؟
«مازالوا يغنون» نص تراجيدي، خطير وجريء جداً.. جثامين الشهداء ترفض أن تبقى في القبور الجماعية محتجة على رموز الفساد التي كثرت في أثناء الحرب، وتخرج تلك الجثامين من القبور مستنكرة ورافضة أن تصير دماؤها هباءً، وتأتي محاولات الإقناع بالعودة إلى القبور عن طريق وساطة رجال الدين والمصلين ورجال السياسة في مشهد درامي تعاطف معه الحضور بشكل كامل خاصة مع وجود التشوهات على جثامين الجنود، ومشهد الأم التي تحاول أن تضم فلذة كبدها وترى وجهه الملطخ بالدماء.. فانتقلت عدوى البكاء حينها إلى الصالة بشكل كامل.
باختصار «مازالوا يغنون» كان صرخة قوية في وجه الفساد وداعميه.

قدمت الكثير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والإذاعية ومازلت، هل اقتربت من تحقيق حلمك الفني؟
تخرجت في المعهد وعملت بغزارة منذ البداية في الإذاعة التي اعتبرها مدرسة، وشاركت في العديد من الأعمال الدرامية الإذاعية والدوبلاج والبرامج مع عدد من المخرجين أمثال (ثراء دبسي، فاروق حيدر، مصطفى فهمي البكار، مروان قنوع، عدنان دياب، حسن حناوي، جمال عقاد، مازن لطفي، مظهر الحكيم، إياد اسمندر، لؤي إسماعيل).
ومن أهم أعمالي في الإذاعة قدمت «عرضاً مسرحياً إذاعياً بدعوة من وزير الإعلام لتكريم الدراما الإذاعية وهذا شيء جديد» والآن هناك فكرة أخرى لإعادة هذه التجربة.

شاركت في الكثير من المهرجانات الدولية والعربية نذكر منها: «المهرجان الدولي للمسرح في ألمانيا– مهرجان المحبة الدولي الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر– المهرجان الدولي الثاني لفن الكوميديا في أصفهان في جمهورية إيران– مهرجان اللاذقية المسرحي الثالث– مهرجان نقابة الفنانين في طرطوس– مهرجان حماة الثالث عشر لنقابة الفنانين– مهرجان حمص الرابع عشر لنقابة الفنانين– مهرجان الثورة الأول للفنون المسرحية– مهرجان الرقة الأول للفنون المسرحية.. وغيرها وحصدت العديد من الجوائز والتكريم وكان آخرها جائزة أفضل إخراج وجائزة أفضل ممثل للممثل ناصر مرقبي في مهرجان كربلاء المسرحي الدولي الذي أقيم بين الثالث والسابع من أيار لعام 2018 لمسرحية «شكسبير ملكاً»، ماذا يعني لك ذلك؟
شاركت في الكثير من المهرجانات العربية والدولية، وحصلت على العديد من الجوائز منها مثلاً المهرجان الدولي الثاني لفن الكوميديا (في أصفهان بجمهورية إيران) 2003 بمسرحية مــوت موظف التي حصلت على خمس جوائز: «جائزة أفضل مخرج. ـ جائزة أفضل عرض متكامل. جائزة أفضل ديكور، جائزة أفضل ممثل، جائزة للفرقة».
لكن تأتي خصوصية هذا التكريم بأننا رغم الظروف التي تمر على البلاد فقد قمنا برفع علم سورية على منبر ثقافي مهم بين عدة دول عربية ومن بينها كانت بعض الدول التي شاركت بالعدوان على سورية وساهمت بإبعادها عن جامعة الدول العربية وعندما رفعنا العلم السوري بعد حصولنا على الجائزة شعرنا بنشوة الانتصار، لكن للأسف عندما عدنا إلى سورية لم نلق أحداً يقول لنا مبارك وهذا شيء يحز في نفوسنا.

ماذا يعني التكريم للفنانين الشباب؟
كرمت من وزير الثقافة في مهرجان دمشق للفنون المسرحية وكان تكريماً خاصاً بالمسرحيين الشباب الذين حصلوا على جوائز في مهرجانات دولية– وكذلك كرمت أكثر من مرة في محافظة اللاذقية.
موضوع التكريم يحملك مسؤولية أكثر ويشعرك بأن تعبك وجهدك لا يضيعان سدى ويدفعانك للقيام بالعمل أكثر.

هل من واجب المسرح لفت الانتباه إلى القضايا والمظالم الاجتماعية؟
واجب المسرح أنه يواكب كل قضايا المجتمع «اجتماعية وسياسية واقتصادية» وكل جوانب المجتمع ويشير إلى نقاط الخلل ولكن ليس بطريقة مباشرة، لأن المسرح يعتمد الأسلوب الفني فهو ليس رقابة لكنه فن راق، فمن المفترض الإشارة إلى أماكن الخلل بطريقة فنية وجميلة لأنه علم الجمال، فقد كان أستاذنا في المعهد العالي رحمه اللـه الأستاذ «الدكتور غازي الخالدي» سألنا سؤالاً متى تكون الجريمة جميلة وكان جوابه الجريمة تكون جملة على المسرح، لذلك يجب أن نعبّر عن كل ما يحدث في الحياة وعلى الواقع بشكل فني وجميل وراق ومدهش ليصل إلى الجمهور بشكل سلس وجميل، لذلك يسمون المسرح فن محاكاة الواقع.

قدمت عرضين في ٣ و٤ شباط لمسرحية «شكسبير ملكاً» على خشبة مسرح الحمراء، برأيك ما أهمية العروض الزائرة بين المحافظات؟
أشكر مديرية المسارح على الاهتمام بتصدير العروض المسرحية من العاصمة إلى المحافظات وبالعكس، هذا التلاقح الثقافي مهم جداً لأنه يجعلنا نعرف كيف يعمل مسرحيو المحافظات ونطلع على طريقة عملهم وأعمالهم وتجاربهم، وهذا سنجني ثماره فيما بعد، لكن مع التحفظ على أنه يكون هناك روية في اختيار العروض وانتقاء العروض المميزة لتزور المدن والمحافظات.

كلمة أخيرة وأمنية للمسرح السوري؟
نتمنى من الجهات المعنية الاهتمام بالمسرح أكثر، لأن المسرح، باعتقادي، دورة بعد الحرب كبير جداً وأكبر من أي دور لمنبر ثقافي أو فني، لأن التلفزيون حالة فردية والمسرح يتطلب حضور عدد كبير من الجمهور، إذاً المسرح هو طقس اجتماعي جماعي يستدعي حضور مجموعة كبيرة من البشر، وهنا أريد أن أصل إلى فكرة معينة وهو أن الحرب التي عشناها خلفت شقاقاً اجتماعياً وتركت هوة اجتماعية والمسرح يساهم في ردم هذه الهوة الاجتماعية لأنه يسمح بأن يلتقي الناس ببعضهم وبذلك تلتقي الأفكار وتتقاطع بشكل ما، ويخلق حالة من الحوار بين الصالة والخشبة وبين الممثل والممثل وبين المخرج والممثل وبين الجمهور والجمهور بعد نهاية العرض ويحصل نقاش، وهذا ما يسهم بالتقاء الأفكار، لذلك المسرح مهم الآن أكثر مما مضى، وأتمنى أن تهتم الجهات المعنية أكثر بالمسرح وتدعمه بكل ما تستطيع لتوفير البنى التحتية اللازمة، لأنه وللأسف 99 بالمئة من خشبات المسارح في سورية غير جاهزة لاستقبال عروض مسرحية، ولا تحمل مؤهلات أماكن العرض النظامي، بدءاً من الاهتمام بأماكن العرض لوجستياً وانتهاء بأجور العاملين في المسرح من فنيين وإداريين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن