رياضة

الإصابات وقلة الاستثمارات أهم منغصات سلة الثورة

| مهند الحسني

لم تتمكن سلة رجال نادي الثورة من ترك بصمة مشرقة في مسابقة كأس الجمهورية، وبدا واضحاً أن الفريق يعاني من أمور كثيرة أثرت في سير نتائجه أسوة بالمواسم الماضية، حيث كان مركزه يتراوح بين الخامس والسابع على أقل تقدير في الدوري العام، فكان أداؤه متفاوتاً من مباراة لأخرى، ومني بخسارات غير متوقعة.
ويعرف الجميع أن نادي الثورة كان في يوم مضى مدرسة ومفرخة للمواهب، وأهم معقل من معاقل كرة السلة السورية، وأكبر رافد للمنتخبات الوطنية بجميع الفئات يحسب له ألف حساب حتى أمام الفرق الكبيرة، لكنه بفضل وجود الكثير من المنغصات الخارجة عن إرادة القائمين على النادي، بدت علائم الهرم بادية على فريق الرجال نتيجة النزيف الكبير الذي تعرض له بكوادره ولاعبيه من دون أن تكون هناك بدائل جديدة تغطي حجم النقص، إضافة إلى أن الأزمة التي مرت على البلاد ساهمت بشكل كبير في ابتعاد المواهب والخامات الجيدة عن النادي بعدما تعرض لكثير من قذائف الغدر والإرهاب وخسر بعض أبنائه.

القواعد بخير
على الرغم من كل ما لحق بالنادي من منغصات وهموم، غير أن القائمين عليه تجاوزوا عثراتهم، وصبروا وبدؤوا العمل من نقطة الصفر، لكون النادي ينفرد بميزة العمل على قواعده بشكل صحيح، فجميع فرقه تضم لاعبين متميزين، والإدارة لا تكل ولا تمل في سعيها لتأمين أدنى مقومات التحضير الجيد، ومن الطبيعي أن يكون حصادها مثمراً في المواسم القادمة، وسيثبت النادي للجميع صحة خطواته العملية، بأن أسهل طريق لبناء كرة سلة سليمة هو العودة للعمل بفرق القواعد.

هجرة وإصابات
شارك الفريق هذا الموسم في مسابقة كأس الجمهورية بتشكيلة أغلبيتها من اللاعبين الشباب، بعد هجرة عدد كبير من لاعبيه في السنوات الأخيرة، ولعب بمجموعة من الشباب الذين تنقصهم الخبرة في التعامل مع مباريات قوية وحساسة، فخسر جهود لاعبين مميزين كان يعول عليهم الجهاز الفني، إضافة إلى خسارته أكثر من لاعب نظراً لانتقالهم لأندية أخرى بالعاصمة في المواسم السابقة، ولم يكد الفريق ينتهي من مشكلة حتى يجد نفسه أمام مشكلة أكثر تعقيداً، وهذه المرة الموضوع لا يتعلق بعدم وجود صالة للفريق، وإنما بلعنة الإصابات التي أطلت برأسها على لاعبي الفريق منذ فترة، فهناك أكثر من لاعب باتت مشاركتهم مع الفريق هذا الدوري أشبه بالحلم، فاللاعب ياسر كنيفاتي الذي يعد العقل المفكر للفريق سيغيب فترة طويلة بسبب إصابة في غضروف الركبة، وهو بحاجة ماسة لعمل جراحي في الأيام القليلة القادمة، إضافة إلى إصابة اللاعب يزن معجل، وهو من اللاعبين المتميزين الذين يعول عليهم مدرب الفريق نظراً لمستواه الجيد، كما لحقت الإصابة باللاعب عمر إدلبي حيث منعت حضوره معسكر المنتخب الأول، وقد وضع قدمه في الجبس منذ عشرة أيام، وهذا الوضع الصعب سيضع الفريق أمام مشكلة تأمين البديل المناسب لكون تنتظره مباريات مهمة وقوية في الدوري.

غياب
يعد نادي الثورة من أكثر الأندية فقراً من حيث وجود الاستثمارات التي من شأنها أن تدخل لخزينة النادي الأموال، إضافة إلى عدم وجود منشأة أو صالة خاصة به، لذلك يعاني النادي من غياب الصالة التدريبية، ناهيك عن أن منشأته التي كان يحلم بها عاث فيها الإرهاب الكثير، ولحق به الدمار نتيجة تعرضها للكثير من قذائف الإرهاب نظراً لمكانها القريب من أطراف العاصمة دمشق، ورغم الهدوء وعودة الأمن والأمان للبلاد، لم يحرك أحد من القائمين على رياضتنا ساكناً تجاه هذه المنشأة، وكأن أمرها بات لا يعني منظمة الاتحاد الرياضي العام، فإعادة تشييدها سيكون له فوائد كثيرة للنادي، وسيكون بمنأى عن مشكلة تأمين حجوزات لفرقه في الصالة الفرعية بمدينة الفيحاء بدمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن