سورية

«قسد» و«التحالف» يعرضان المشهد الختامي لمسرحية الباغوز

| الوطن - وكالات

بدأت «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المؤتمرة من «التحالف الدولي» تصوير المشهد الأخير من مسرحيتهما في بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي والتي يحاولان من خلالها تقديم نفسيهما كمحاربين لتنظيم داعش الإرهابي بعد فترة طويلة من مهادنته.
وبعدما تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض عن هدوء حذر ساد مزارع الباغوز صباح أمس، أكد عودة الاشتباكات بعد ذلك، ونقل عن «قسد» ترجيحها انتهاء العملية خلال مدة 48 إلى 96 ساعة!.
ولفت المرصد إلى أن داعش عمد إلى إحاطة نفسه بحقول مزروعة بالألغام بشكل كبير حيث ارتفع تعداد قتلى «قسد» ممن قضوا في انفجار ألغام في مزارع الباغوز إلى 7، مقابل مقتل 18 من التنظيم خلال القصف والاشتباكات الدائرة هناك، مشيراً إلى أن جثث قتلى التنظيم لا تزال معظمها في أرض المعركة، ومن ضمنهم 3 انتحاريين فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة وعربات مفخخة. وفيما يتعتبر تناقضاً مع كلامه السابق، ذكر «المرصد» أن مزارع الباغوز لم تشهد مقاومة تذكر من داعش، وأن المقاومة انتهت في الخطوط الأولى، ومن ثم جرت عمليات التمشيط والتقدم من «قسد»، وأضاف: لا نعلم إذا ما كان سيعلن خلال الساعات المقبلة، عن عملية السيطرة على منطقة المزارع، في حال انتهى وجود التنظيم إذا ما كان قد تبقى مسلحين ومتزعمين من التنظيم في المنطقة.
وفي وقت لاحق زعم «المرصد» أن تقدم «قسد» كان بطيئاً بسبب الألغام المزروعة بكثافة، وأن مسلحي التنظيم في مزارع الباغوز اختاروا القتال حتى النهاية، وهناك أنفاق تصلهم بمنطقة الأنبار العراقية.
وأبدى مراقبون استغرابهم من تأخر «التحالف» و«قسد» في اجتثاث داعش رغم وجود 60 دولة غربية في «التحالف» بما يملكون من إمكانيات عسكرية جوية وتكنولوجية تتعلق بالأقمار الصناعية. وكانت «قسد» نفسها أعلنت في وقت سابق الشهر الماضي عن استسلام جماعي في صفوف داعش، لكن التنظيم كشف في 26 الشهر الماضي عن «اتفاق» مع « قسد» يقضي بخروج من يرغب من جيبه الأخير شرق الفرات، لكنه ذكر أن مسلحين منه يرغبون في مواصلة القتال.
وأمس الأول أعلنت ما تسمى «الإدارة الذاتية» التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي عن إطلاق سراح نحو 283 سورياً في الجزيرة ومنبج والطبقة والرقة ودير الزور والحسكة، كانت تحتجزهم بزعم «الاشتباه في انتمائهم إلى التنظيم» وأنهم ممن «لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريّين»، حسبما جاء في بيان لها نقلته وكالة «أ ف ب». وأكد البيان، أن إطلاق سراح هؤلاء جاء «بناء على طلب عدد من شيوخ ووجهات المنطقة».
وبعدما أكد البيان أن المطلق سراحهم ممن كانت «قسد» تشتبه في انتمائهم للتنظيم عاد وقال: إن الموقوفين «أضلّوا الطريق ذات يوم وخالفوا العادات والتقاليد السائدة في مجتمعنا السوري، وخالفوا القانون وبعضهم خُدع وغُرر بأجندات الظلامييّن التكفيريين» في إشارة تؤكد انتمائهم لداعش.
من جهة ثانية، أكد «المرصد» أن هجوماً انتحارياً استهدف الوجهاء في قرية جديدة الخابور التابعة لمنطقة الكرامة في ريف الرقة ليتسبب بقتل 4 على الأقل هم 3 من الوجهاء ومسلح من «قسد»، إضافة إلى وقوع عدد آخر من الجرحى.
وأشار «المرصد» إلى ارتفاع القتلى منذ إعلان داعش ثأره في الـ19 من آب من العام 2018، وحتى يوم أمس إلى 237 شخصاً من المسلحين والمدنيين والعاملين في المجال النفطي وجهات خدمية.
ويوم أمس، أعلن قائد ميليشيا «جيش الثوار» المنضوي في «قسد» أحمد السلطان العثور على أكثر من 1500 جثة في المقبرة الجماعية التي اكتشفتها «قسد» في 27 الشهر الماضي، بآخر معاقل التنظيم، وفق مواقع إلكترونية معارضة.
وأوضح السلطان، أنهم انتشلوا الجثث من قرية الباغوز ودفنوها في مقابر في مدينة الرقة من دون أن يتمكنوا من معرفة إذا ما كانت تعود لمختطفين إيزيديين، لكنه لفت إلى أن إحدى المنظمات (لم يذكرها) أخذت عينات من كل جثة لفحصها وإجراء تحليل الحمض النووي لها، من دون أن يذكر تفاصيل إضافية.
في المقابل أكد «المرصد» أن مسلحين رجح أنهم من خلايا تابعة للتنظيم فتحوا نيران رشاشاتهم على حاجز لمسلحي «الدفاع الذاتي» التابع لـ«قسد» عند جسر بلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي، فقتل مسلحان من «قسد» وأصيب آخرون بجراح، ولاذ المهاجمون بالفرار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن