انطلاق أعمال الدورة الـ29 للاتحاد البرلماني العربي بمشاركة سورية … صباغ: القدس جوهر العروبة ودفاعنا عنها هو دفاع عن فلسطين
| موفق محمد - وكالات
في مكانها الطبيعي والحقيقي، حضرت سورية، أمس، في محفل الدورة التاسعة والعشرين للاتحاد البرلماني العربي وسط ترحيب وتأكيد أن مكانتها محفوظة دائماً، وحضر معها ملف أزمتها وكانت الأغلبية متوافقة مع موقف الدولة السورية في الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها.
وبمشاركة وفد رفيع المستوى من مجلس الشعب برئاسة رئيس المجلس حموده صباغ، انطلقت في العاصمة الأردنية عمان أمس أعمال الدورة التاسعة والعشرين للاتحاد البرلماني العربي تحت شعار «القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين»، ويشارك فيها على مدى يومين إضافة إلى وفد مجلس الشعب، رؤساء 16 برلماناً عربياً وممثلون عن بقية البرلمانات.
تأتي مشاركة سورية في الدورة التاسعة والعشرين للاتحاد البرلماني العربي، بعد تغييبها بدفع من بعض الدول العربية عن المحافل العربية، حيث لا تزال تلك الدول تسعى إلى عدم الطلب منها العودة إلى جامعة الدول العربية، بعد أن عملت على تعليق عضويتها في الجامعة مع بداية الأحداث فيها عام 2011، وعدا ذلك تتصدى تلك الدول للدعوات والجهود المكثفة التي تدعو إلى الطلب من سورية العودة إلى الجامعة.
وفي كلمة له خلال أعمال المؤتمر نشرها موقع المجلس الإلكتروني، أكد صباغ أن القدس جوهر العروبة وقدسها ودفاعنا عنها هو دفاع عن فلسطين وعن وجودنا كأمة. وشدد على أن سورية بنصرها على الإرهاب تنتصر لكل العرب والمنطقة وتسهم في خلاص العالم كله من هذه الآفة التي أوجدتها أعتى قوى العدوان في العالم.
وأوضح أن دمشق قلب العروبة النابض ما فتئت تواجه الغزوات ذوداً عن العروبة التي لطالما طمع في أرضها وأهلها الطامعون، لافتاً إلى أن الشعب العربي السوري يرسم ملامح ملحمة جديدة استكمالاً لملاحمه التي سطرت بأحرف من فخر في سفر التاريخ».
وبعد أن أوضح صباغ أن صناعة التاريخ وهي حرفة لطالما أتقنتها أمتنا العربية العظيمة، قال: «اليوم تؤكد سورية ضرورة استمرار هذه الصناعة مهما كانت التضحيات.. لكننا سننتصر.. لأن النصر قدرنا».
وأكد أن الشعب السوري يكتب اليوم سفر خلاصه بدمه وبتضحيات شبابه وببراعة وبسالة جيشه في الدفاع عن استقلال الوطن وكرامته وبدعم ومساندة أشقائه وأصدقائه وحلفائه.
وأكد أن السوريين أسقطوا نظرية الأحجام، وأثبتوا أن القوة في الإرادة التي لا تقهر موضحاً أن الحرب وإن دخلت في مراحلها الأخيرة إلا أن أعداء العروبة وأعداء فلسطين لم يستسلموا ومازالوا يشنون حروب الإرهاب المسلح والحصار والإعلام لكن ثقة السوريين بالنصر أكيدة.
وأضاف: إنه تأكد للجميع أن العدو الصهيوني لا يريد السلام وأن المعركة معه هي فعلاً معركة وجود، مشدداً على أنه «لا يمكن مواجهة هذا الخطر إلا بمشروع قومي عصري واحد وأصبحت الأولوية هي لقضية الوجود والدفاع العربي المشترك عن هذا الوجود». وقال: «لقد أثبتت التجربة أنه لا بديل من المقاومة بجميع أشكالها في مواجهة هذا السرطان الخطير».
وفي اتصال أجرته «الوطن» من دمشق مع عضو وفد المجلس رئيس لجنة العلاقات الخارجية والعربية والمغتربين بطرس مرجانة، قال «أتت مشاركة وفد مجلس الشعب السوري في اجتماع الاتحاد البرلماني العربي بناء على دعوة تلقاها من رئيس الاتحاد (رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال) ومن أمينه العام (….) ومن رئيس مجلس النواب الأردني (عاطف الطراونة)».
وأشار مرجانة إلى أن الاجتماع بدأ بجلسة افتتاحية تلتها اجتماعات اللجان حيث توزع أعضاء الوفد كل حسب اختصاصه للمشاركة بها.
وفيما يمكن اعتباره ارتياحاً للأجواء السائدة في الاجتماع، لفت مرجانة إلى أنه «كان هناك ترحيب بعودة الجمهورية العربية السورية إلى مكانها الطبيعي».
وبعدما أشار مرجانة إلى أن هذه الدورة تعقد تحت شعار «القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين»، وأن الملف السوري لم يدرج في جدول الأعمال، أكد أن الملف «كان حاضراً في اللقاءات الجانبية وفي أغلبيتها كانت متوافقة إلى حد ما مع توجه الدولة السورية إلى الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها».
وإن كانت دعوة سورية إلى هذا المؤتمر يمكن أن تكون فاتحة إلى دعوتها إلى مؤتمرات عربية أخرى قادمة، قال مرجانة: «الجميع يسعى لهذه الدعوة، حتى وإن كان ذلك ضمنياً، لكن القرار هو قرار سوري بامتياز. سورية تنظر إلى الأمام واستخلصت دروساً مما مر بها، ومن يُرِدْ سورية فعليه أن يأتي إليها ليصطحبها معه».
وفي كلمته التي افتتح بها الاجتماع، أكد رئيس مجلس النواب الأردني بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء أن «لا استقرار في المنطقة والإقليم دون حل عادل يضمن إنهاء الاحتلال ويضمن للفلسطينيين قيام دولتهم على ترابهم الوطني وعاصمتهم القدس الشرقية».
وبالنسبة لسورية، أكد الطراونة أنه «لابد من تحرك فاعل باتجاه التوصل إلى حل سياسي يضمن وحدة سورية أرضا وشعبا ويعيد لسورية عافيتها ولتستعيد دورها ركناً أساسياً من أسس الاستقرار في المنطقة».
ودعا إلى «تضافر الجهود للحفاظ على الاستقرار في سورية وعلى الانجازات التي تم تحقيقها ضد تنظيم داعش الإرهابي ودعم الجهود التي تمهد الطريق أمام العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم».
بدوره قال رئيس الاتحاد في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية حسبما نقلت وسائل إعلام أردنية: أن محور المؤتمر الأساسي في دورته الحالية يتعلق بقضية القدس، مؤكداً رفض الاتحاد البرلماني العربي لإعلان الإدارة الأميركية اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
ووصل صباغ إلى عمان أول من أمس على رأس وفد رفيع المستوى يضم 12 نائباً، للمشاركة في اجتماعات الدورة 29 للاتحاد البرلماني العربي، بعد تلقيه دعوة من الأمانة العامة للاتحاد ومن رئيس مجلس النواب الأردني للمشاركة في الاجتماع، وذلك بعدما تم تجميد عضوية سورية في البرلمان منذ بداية الأزمة.
وأكد صباغ لدى وصوله إلى عمان، أن سورية تعول على العمل البرلماني العربي المشترك وأن مشاركتها في الدورة 29 للاتحاد البرلماني العربي بالأردن أمر طبيعي، على حين أكد رئيس مجلس النواب الأردني خلال استقباله صباغ أهمية دور سورية على الصعيد العربي وقضايا المنطقة.
كما التقى صباغ أول من أمس في عمان رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي وبحث معه سبل تفعيل العمل البرلماني المشترك والتعاون البرلماني لتعزيز العلاقات بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
وبعد الجلسة الافتتاحية اختار المؤتمرون بالتوافق رئيسة المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات أمل القبيسي نائباً لرئيس الاتحاد ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أميناً للسر كما تشكلت لجنة صياغة البيان الختامي من الأردن وفلسطين والكويت، بحسب وكالة «سانا» للأنباء.
وتم خلال الاجتماع انتخاب دولة الإمارات العربية رئيساً للجنة والجمهورية العربية السورية مقرراً.
وأكد مندوب سورية خلال الاجتماع ضرورة تفعيل الاتفاقية العربية المتعلقة بمكافحة الإرهاب.