ثقافة وفن

خيار المقاومة

| د. اسكندر لوقا

إنه الشعار الدائم لدى من يؤمن بأن استعادة الحقوق المسلوبة لا يمكن أن تتحقق من دون دفع الثمن، مادياً كان أم معنوياً، بالسلاح كان أم بالكلمة، إنه خيار البقاء أو الزوال. وفي سياق هذه المعادلة أو تلك، تندرج عدة قضايا وطنية لا تزال وستبقى عالقة في الذاكرة، في ذاكرة الوطن كما في ذاكرة الأمة.
ومن القضايا الراهنة التي لا يمكن أن يمحو الزمن تداعياتها في الذاكرة العربية مهما طال الزمن، القضية العربية المركزية، قضية فلسطين، وذلك على غرار قضية لواء إسكندرونة على سبيل المثال وما قرأنا عنه في الكتب المدرسية. ولأن القضية الفلسطينية هي الأبرز في الوقت الحاضر على الساحة السياسية، محلياً وعالمياً، تبقى الهاجس الذي يؤرق الوطنيين من أبناء الأمة، وتطرح نفسها بقوة على الساحة المحلية والإقليمية لإبقائها حيّة في ذاكرة الأمة، وذلك عبر الأنشطة الوطنية المتعددة الجوانب، وخصوصاً في البلدان المجاورة لفلسطين، ومنها سورية ولبنان اللذان خَبِرا أبعاد المؤامرة منذ سنة 1897على الأمة العربية في مؤتمر بال في سويسرا.
في العام المذكور لم يقرأ العرب للأسف تبعات نتائج المؤتمر الذي حدد معالم تآمر الحركة الصهيونية على مستقبل فلسطين، فكان العام 1917 المثبت لأبعاد التآمر على فلسطين والمنطقة عموماً، الأمر الذي حمل العرب المعنيين بالقضايا الوطنية على دفع الثمن، وكان الثمن غالياً كما هو معروف، كما حمل البعض من العرب على جعل مقاومة الاحتلال الصهيوني لفلسطين هاجسهم اليومي، وكان خيار المقاومة شعارهم في سياق قراءة أدبياتها.
من مظاهر اتضاح هذا الخيار، على سبيل المثال، «التجمع العربي والإسلامي لدعم المقاومة» الذي يرأس أمانته في لبنان الدكتور يحيى غدّار وهو لا يتخطى مناسبة وطنية تذكر بقضية فلسطين إلا ويجند أتباع التجمع لإلقاء الضوء على القضية حتى لا تنسى بفعل مرور الزمن، وخصوصاً أمام أبناء الجيل الجديد، جيل ما بعد عام التقسيم وحتى اليوم.إن التجمع المذكور، كما يلاحظ من تسميته لم يقتصر على ذكر عرب المنطقة العربية وحدهم، لأن فلسطين، بما تحويه من أماكن دينية، تعني الإسلام خارج حدود الوطن العربي كأرض مقدسة كما هي لدى عرب المنطقة من مسلمين ومسيحيين على حد سواء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن