سورية

مطالب المجلس وجناحه المسلح تراجعت مع تخلي الاحتلال الأميركي عنهم … مرعي: «مسد» يمكن أن يقبل بـ«أقل من الإدارة الذاتية» في حوار مع الحكومة

| موفق محمد

كشف أمين عام «الجبهة الديمقراطية السورية» المعارضة محمود مرعي، أن تيارات سياسية وميليشيات مسلحة في شمال وشمال شرق سورية يهيمن عليها الأكراد، يمكن أن تقبل بـ«أقل من الإدارة الذاتية» في المناطق التي تسيطر عليها من خلال حوار مع الحكومة السورية، وذلك بعد تخلي الولايات المتحدة الأميركية عنها.
ويسيطر «مجلس سورية الديمقراطية –مسد» الذي هيمن عليه أحزاب كردية، وجناحه المسلح «قوات سورية الديمقراطية –قسد» التي تعتبر «وحدات حماية الشعب» الكردية عموده الفقري على أجزاء واسعة من شمال وشمال شرق سورية، بدعم من «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
واستغل حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي- با يا دا» الذي تعتبر «حماية الشعب» جناحه المسلح، الأزمة التي اندلعت في البلاد، وأنشأ في الأعوام الأولى للأزمة ما سماه «الإدارة الذاتية» في مناطق عديدة في شمال وشمال شرق البلاد، ويقوم «التحالف الدولي» وأميركا بتقديم الدعم لها.
وعقدت مؤخراً عدة لقاءات في دمشق بين ممثلين عن الحكومة ووفود من «مسد» للتوصل إلى اتفاق يفضي بعودة سيطرة الدولة السورية على المناطق التي يسيطر عليها «مسد» و«قسد» إلا أن تلك اللقاءات لم تفض إلى اتفاق مع إصرار «مسد» و«قسد» على إبقاء ما يسمى «الإدارة الذاتية».
وفي تصريح لـ«الوطن»، ذكر أمين عام «الجبهة الديمقراطية» المعارضة التي تنشط في الداخل، أن اللقاءات بين «مسد» و«قسد» من جهة والحكومة من جهة ثانية متوقفة حالياً، لكنه أوضح أن اللقاءات بين تيارات معارضة ومنها جبهته وتيارات كردية مستمرة ولم تتوقف.
وأوضح، أنه «منذ عدة أيام عقد لقاء تشاوري بالقامشلي بدعوة من رئيس الحزب التقدمي الكردي عبد الحميد درويش وشاركنا به من خلال ئائب الأمين العام للجبهة عبد العزيز داود وأعضاء فرع الجبهة بالحسكة، وحضر في اللقاء أحزاب كردية ومنظمات مجتمع مدني وممثلين عن العشائر العربية وشخصيات وطنية تمثل التنوع السوري الموجود بالقامشلي».
وذكر مرعي، أن البيان الختامي للقاء «أكد على الثوابت الوطنية وضرورة الحوار مع الحكومة السورية ويؤكد على سيادة سورية على الجغرافية السورية ويرفض الاحتلال التركي والأميركي لأراض سورية».
ووجهت أميركا صفعة لـ«مسد» و«قسد» بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل عدة أشهر قرار بسحب كامل وسريع لقوات بلاده من سورية، الأمر الذي يعني فيما يعنيه تخلي واشنطن عن أدواتها، التي بدت تائهة وراحت تستجدي بقاء قوات الاحتلال إلى أعلنت واشنطن أنها تنوي إبقاء 400 جندي من قواتها المحتلة في سورية.
وقال مرعي: «حتى الآن «مسد» و«قسد» تنسقان مع الأميركيين وتعملان من أجل الحصول على المنطقة الآمنة برعاية وحماية دولية، وأعتقد أن ذلك لن يحدث وسوف تغادر أميركا الأراضي السورية وتتخلى عن «قسد» و«مسد».
وأضاف: «نحن من خلال التواصل مع «قسد» و«مسد» نتمنى عليهم أن يعملوا لمصلحة سورية والشعب السوري وأن يبتعدوا عن أميركا وأن الحل في دمشق عبر الحوار السوري السوري»، موضحاً أنه «عندما تنتهي مصلحة أميركا في المنطقة وتنسحب من سورية فسوف تتخلى عن «قسد» وعن غيرها».
وأوضح، أن رد «قسد» و«مسد» على تمنيات الجبهة وغيرها من القوى المعارضة في الداخل يأتي بـ«التأكيد على أنها ليست حركة انفصالية، وهم يؤمنون بوحدة سورية لكن لهم مطالب عند الحكومة السورية وهم مستعدون للحوار مع الحكومة».
وقال «لا مانع لديهم من أن تكون قوات «قسد» ضمن الجيش السوري لكن لهم خصوصية ولهم مطالب تتعلق بالإدارة الذاتية وإدارة مناطقهم».
وأضاف «هم يقولون أنه ليس لديهم مشروع انفصالي. هم يطرحون ذلك ضمن سورية وأنهم جزء من سورية. هم يقرون بوحدة سورية وسيادتها على كامل الأراضي السورية ووحدة الجيش والعلم والنقد والسياسة الخارجية».
وذكر مرعي، أن مطالبهم «تتعلق باللغة الكردية ويطالبون بأن يتم التعليم في مناطقهم باللغة العربية واللغة الكردية للأكراد»، وأضاف: إن مطالبهم «تتعلق بتوسيع الإدارة وتطوير قانون الإدارة المحلية رقم 107».
وإن كان المقصود بذلك هو الإقرار بما يسمونه «الإدارة الذاتية»، قال مرعي: «من خلال الحوار ممكن أن يكون أقل من الإدارة الذاتية».
وحول ما يعنيه بـ«أقل من الإدارة الذاتية»، أوضح مرعي أنها «أشياء تتعلق بتنمية المناطق وإدارتها من قبل ممثلين منتخبين من أبناء المناطق نفسها».
وإن كان «مسد» و«قسد» هم من يقول إنهم يقبلون بـ«أقل من الإدارة الذاتية»، قال مرعي: «طبعاً أنا لا أطرح رأيي الشخصي ورأي الجبهة. هم حالياً لديهم رغبة بالوصول إلى اتفاق يصل للإدارة الذاتية لكنني لمست من الحوار معهم إمكانية القبول بأقل من ذلك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن