سورية

أجرى مباحثات مع الملك السعودي … لافروف: موسكو والرياض توصلتا إلى تفاهم بشأن القضايا الرئيسية في سورية

| موفق محمد| وكالات

كشف وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن تفاهم بين موسكو والرياض حول القضايا الرئيسية المتعلقة بالأزمة السورية، وذلك بعد مباحثات أجراها في السعودية شهدت «اجتماعاً مغلقاً» مع الملك سلمان بن عبد العزيز، على حين اعتبر النظام التركي أنه مع القضاء على الجماعات الإرهابية في سورية، ستصبح الأخيرة بلداً آمناً!.
ووفق وكالة «سبوتنيك» أعلن لافروف اجتماعه مع وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير ووزير الخارجية السعودية إبراهيم العساف في الرياض، وذلك خلال جولته التي قادته من قطر إلى الرياض أول من أمس وتشمل أيضاً الكويت والإمارات، يناقش خلالها قضايا عديدة منها الوضع في سورية.
وقال لافروف خلال اللقاء بحسب الوكالة: «توصلت موسكو والرياض إلى تفاهم بشأن جميع الموضوعات الرئيسية في الأزمة السورية»، في حين أوضحت الوكالة أن اللقاء جرى في المبنى الملكي في مطار الرياض.
من جانبه ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن لافروف عقد اجتماعاً مغلقاً مع الملك سلمان في الرياض، لم يرشح عنه أي أنباء حتى مساء أمس.
كما التقى لافروف رئيس «هيئة التفاوض» المعارضة نصر الحريري في الرياض أيضاً، ودعا المعارضين لدعم جهود المجتمع الدولي في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين.
وفي مستهل اللقاء مع الحريري قال لافروف: «نقدر سعيكم لإيجاد حلول، ونعول على أن تساهموا مع غيركم من ممثلي المعارضة السورية في الإسراع بتشكيل «اللجنة الدستورية».
من جانبه، أشار المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقية نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى أن «هيئة التفاوض» المعارضة «كانت حريصة على انتهاز فرصة وجود لافروف في الرياض لتنشيط الحوار مع الجانب الروسي حول سير عملية التسوية السورية».
وأضاف بوغدانوف: إن المعارضة اتفقت على الأسماء في قائمتها من «اللجنة الدستورية» المنشودة، كما لا اعتراض لديها على الأسماء الواردة في قائمة الحكومة، وليس هناك خلاف إلا على نحو ستة مرشحين لشغل مقاعد في قائمة المجتمع المدني».
وأوضح بوغدانوف، أن وزير الخارجية الروسي رد على ما أبداه المعارضون السوريون من حرص على مواصلة الحوار مع روسيا، بتوجيه دعوة لهم لزيارة موسكو «في أي وقت».
وأشار بوغدانوف إلى أن ممثلي «الهيئة» يقرون بأن أهداف روسيا في سورية تتلخص في صون وحدة أراضيها، و«ليس لديهم أي شك في ذلك».
وأول من أمس عقد لافروف مؤتمراً صحفياً مع الجبير في الرياض عقب لقاء بينهما، وقال خلالها: إن روسيا تعمل على دعم «اللجنة الدستورية» في سورية، وتقديمها الدعوة لكافة الأطراف في سورية للتوصل إلى اتفاق كامل، وأن روسيا لن تغير وجهة نهجها في سورية، ونحرص أن يقرر السوريون مصيرهم، ونثمن دعوة السعودية للمعارضة السورية بالمشاركة في العملية السياسية، مشيراً إلى وجود دول تعمل على عرقلة العملية.
من جانبه قال الجبير في المؤتمر الصحفي: «نقدر حضور وحضارة روسيا في العالم، وبحثنا تعزيز التعاون في مكافحة التطرف والإرهاب في المنطقة».
وعن إعادة الرياض السفارة في سورية، ذكر الجبير أن الحديث عن عودة السفارة السعودية في سورية ما زال مبكراً، معتبراً أن «السعودية من أكبر الدول في العالم التي تقدم مساعدات، وقدمت دعما ماليا كبيراً لأكثر من 100 دولة في العالم خلال السنوات الماضية، ونعمل على إنجاح العملية السياسية في سورية، ودعم كافة الأطراف المتنازعة للتوصل إلى حل».
في شأن ذي صلة، زعم وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو، أنهم يكثفون جهودهم في الوقت الراهن على الحل السياسي في سورية بالتزامن مع وقف إطلاق النار فيها.
وبحسب وكالة «الأناضول» التركية، أشار جاويش أوغلو إلى أنهم سيحققون زخماً كبيراً مع تشكيل «الدستورية»، وزعم أن نظامه يبدي أهمية كبيرة لوحدة أراضي وحدود سورية، ونقدم دعماً كبيراً للحفاظ على وحدة التراب السوري».
وأشار إلى أنه مع القضاء على الجماعات الإرهابية في سورية، ستصبح الأخيرة بلداً آمناً، مبيناً أن اللاجئين السوريين في تركيا بدؤوا بالعودة إلى مناطقهم بعد تطهيرها من الإرهاب شمالي سورية.
ويعتبر النظام التركي أن «وحدات حماية الشعب» الكردية ذراعاً عسكرية لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنف لدى أنقرة كتنظيم إرهابي.
وبالعودة للتصريحات الروسية، ذكر المتحدث الرئاسي الروسي دميتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحثا في موسكو الأربعاء الماضي جملة من القضايا، بينها سبل التعاون على الصعيد السوري.
وقال بيسكوف بحسب «روسيا اليوم»: «ما الصيغة التي سيتم التوصل إليها، وما الأطراف التي ستشارك فيها؟.. من المبكر جداً التحدث حول هذا الأمر. هذه القضية ستخضع للبحث».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن