الأولى

الكمأة تحصد المزيد من أرواح قرويي الشمال

| حلب- خالد زنكلو

لقي 29 قروياً حتفهم خلال أسبوعين أثناء جمعهم الكمأة من الأراضي التي تزدهر بها، في انفجار ألغام من مخلفات الإرهابيين بريفي حماة الشمالي الشرقي وحلب الشرقي، الذي خسر أمس 5 من أبنائه في العملية التي غدت ظاهرة مؤرقة لأبناء الريف من الفقراء، ومرشحة لحصد مزيد من أرواحهم.
وبينت مصادر أهلية في قرية «تيارة ماضي»، التابعة لمنطقة دير حافر على بعد 40 كيلو متراً شرقي حلب، لـ«الوطن» أن 5 قرويين لقوا مصرعهم أمس، أثناء بحثهم عن الكمأة في انفجار لغم من مخلفات تنظيم «داعش».
وكشفت المصادر عن أن الكمأة قد تصبح المتهم الأول في قتل أبناء الريف، في ظل انتشار كميات كبيرة منها، إثر موسم مطري وفير وعدم تطهير جميع الأراضي الشاسعة، والبعيدة من التجمعات السكنية المأهولة من الألغام والعبوات الناسفة.
ويعمد أبناء القرى والبلدات الواقعة على امتداد البادية السورية، الممتدة بين محافظات الرقة حلب وحماة وحمص، إلى جمع الكمأة التي ليس لها بذار أو جذور، بل تتشكل نواتها من اتحاد النتروجين والهيدروجين بفعل الشرارة الكهربائية الناتجة عن البرق والتي تدور فوق التراب جاذبة إليها الأملاح المختلفة التي تهبها قيمة غذائية تضاهي اللحوم.
وأشار متسوقون للكمأة في حلب لـ«الوطن» بأن سعر الكيلو غرام منها في أسواق المدينة، انخفض في الموسم الجاري من 18 ألف ليرة إلى ألف ليرة سورية، للأصناف ذات الحجوم الصغيرة، بسبب العرض الزائد منها، على حين يرتفع سعر الأنواع الجيدة منها إلى 3 آلاف ليرة.
وكانت منطقة وادي العذيب بريف حماة الشمالي الشرقي جنوب منطقة أثريا، شهدت قبل أسبوعين مصرع 24 قروياً خلال جمعهم للكمأة في انفجار ألغام خلفتها «جبهة النصرة» الإرهابية قبل طردها من قبل الجيش السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن