ثقافة وفن

ممدوح قشلان في معرض استعادي … عماد كسحوت لـ «الوطن»: فنان مستحق للتكريم لكونه يقدم للعالم بفنه صورة بهيّة عن سورية الوطن

| سوسن صيداوي- ت: أسامة الشهابي

تكريماً لمسيرة أكاديمية انطلقت منذ عام1952، لقامة أضافت للتشكيل السوري الكثير من الدعم على كل الصعد، أقامت غاليري جورج كامل بدمشق، معرضا استعادياً للتشكيلي الرائد ممدوح قشلان، حيث ضمت الصالة 24 لوحة، كان آخرها ما رسمه خلال عامي 2015 و2016، جاءت ممثلة أهواء الفنان وطموحاته ورؤياه المتقدمة بالخبرة والعطاءات عبر سنوات، بأسلوب عُرف به الفنان قشلان وميّز نتاجه عن باقي التجارب الفنية بالواقعي مع حلل جديدة، تتراوح ما بين الاتجاه التكعيبي والاتجاه التعبيري، تمسّك فيها بريشته وألوانه الفرحة المشرقة الباعثة بكل تفاؤل، ومع التثبّت بأهم مضامين الحياة في أعمال تدور في ثلاثة محاور: الوطن، دمشق، والأمومة. الفنان التشكيلي ممدوح قشلان اعتذر قبل دقائق من افتتاح معرضه عن الحضور، لكن الزوار الوافدين للمعرض استمتعوا برؤية اللوحات، وتقدموا للفنان بالحديث عن الأعمال والمسيرة بالكثير من الحب. وحول تفاصيل أكثر نحيطكم بالمزيد.

دمشق الملونة
أبدى عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة عن سعادته بهذه المبادرة بعرض أعمال الفنان قشلان، مؤكداً الأهمية بالاسم والقيمة «الفنان ممدوح قشلان هو من أهم الأسماء المهمة في التشكيل السوري، وطبعا بصمته واضحة من خلال اللوحات التي يقدمها لنا، وأهميتها تكمن من خلال تعبيرها عن مدينة دمشق بكل تفاصيلها، من حيث سطوحها وحاراتها وعمارتها، وفق نمط مختلف تماما، وبأسلوب يميّز الفنان عن غيره منذ أن يقع نظرنا على اللوحات.
ومن خلال افتتاح هذا المعرض الاستعادي الذي يقدم لنا عطاءات الفنان القديمة وحتى الأعمال التي نفذها منذ وقت قريب والتي كان آخرها عام2016، فغاليري جورج كامل مشكور على هذا المعرض لكونه يذكرنا -سواء للجمهور أم للفنانين الشباب- بالدور الذي يقدمه عمالقة الفن التشكيلي على العموم والفنان قشلان على وجه الخصوص، بالدور الذي قدموه للمشهد التشكيلي السوري منذ الستينيات وحتى الوقت الحاضر، وبالطبع وزارة الثقافة كرّمت الفنان ممدوح قشلان، وهو فنان مستحق لكونه يقدم للعالم من خلال لوحاته وفنه، صورة بهية عن سورية وطنه». مشيراً إلى أن أسلوب الفنان مميز «اللوحات فيها الكثير من الفرح من خلال الألوان، وما قدمه كصورة عن دمشق هو مختلف عن واقعها، ففي لوحاته اللون الأخضر والأزرق والكثير من الإشراق، بمعنى نرى عنده مدينة دمشق ملونة، وكأنه يرسل للعالم رسالة عبر لوحاته، بأن دمشق هي مدينة الفرح ومدينة الأمل، وخصوصاً أنه دمشقي الأصل والهوى، لهذا تفاصيله الحياتيّة الدقيقة عن دمشق ممزوجة ومقدمة لنا مع الكثير من الحب والأمل والحلم».
فنان بذاكرة جميلة

من جانبه اعتبر الناقد غازي عانا أن شهادته بالفنان التشكيلي قشلان مجروحة، بسبب العلاقة الوطيدة التي تربطه به على الصعيد الشخصي والمهني «قشلان هو فنان وإنسان يملك ذاكرة جميلة جداً وهي حاضرة وتشرح لنا المشهد التشكيلي منذ الخمسينيات، فكيف سيكون الحال بحديثه عن دمشق التي يوثقها بلوحاته وبألوانه، عبر العديد من الحارات التي تربطه بعلاقة وطيدة، حيث يبرز أجمل تفاصيلها من خلال زحمتها الحياتية وعمارتها والكثير من التفاصيل، عبر ألوان هو سيد التدرّج فيها عبر تفاوت في درجات الضوء جدّ رائع، حتى إنه يعمل بأسلوب انطباعي خاص يميزه عن الآخرين من الفنانين التشكيليين، بل قد عمل بكل الأساليب، فنراه أحياناً يميل إلى التجريد الخفيف، وفي أعماله الأخرى نرى الواقعي والتشخيص. وأخيراً المعرض الحالي يقدم بانوراما لا بأس بها من مسيرة الفنان حيث يضم أعمالاً أنا شاهدتها في الستينيات والسبعينيات والتسعينيات حتى عام2016، الأعمال الأخيرة التي نلحظ فيها شيئاً من الاختزال حيث نجدها ككتلة من اللون، حتى التفاصيل الدقيقة التي كان يهتم بها، لم تعد موجودة، لكنه في النهاية يبقى الفنان ممدوح قشلان الصوت المميز في الفن التشكيلي وأتمنى من اللـه أن يمدّه بطول العمر».

أسلوب ومثابرة
على حين تمسّك الفنان التشكيلي إدوار شهدا بالقيمة الفنية العالية التي يقدمها الفنان قشلان لمتابعيه عبر مسيرته «الفنان قشلان هو من رواد الفن التشكيلي السوري، ولقد اعتمد في أعماله على رسم العمارة الدمشقية والأزياء الشعبية لقرى دمشق، وثابر على هذا الأسلوب منذ زمن بعيد ولا يزال. وبالنسبة لي أنا أعتبر أن اللون في أعماله القديمة أنضج أكثر من الأعمال الجديدة، وهذا الأمر لا ينقص أبداً من قيمة ما يغنينا من عطاءاته -بالطبع مشكور- لكونه يقدم لنا أعمالاً حاضرة بأهميتها، وفي النهاية ممدوح قشلان هو اسم كبير لمجموعة قليلة من الفنانين التشكيليين السوريين أصحاب البصمة الرائدة في الفن التشكيلي السوري».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن