سورية

قبيل «بروكسل 3».. مصدر أوروبي يحرض على عدم «التطبيع» مع سورية

| الوطن- وكالات

في مؤشر على تصعيد الاتحاد الأوروبي من سياسته العدائية تجاه سورية، حرض مصدر أوروبي الدول على عدم «التطبيع» مع دمشق، بزعم أن الوقت «لم يحن لذلك»، وذلك قبيل يومين من انعقاد مؤتمر بروكسل الثالث.
وذكرت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، أن مصدراً أوروبياً مطلعاً، طلب عدم الكشف عن هويته، عبر في إيجاز صحفي، عن قناعته بأن «الوقت لم يحن للتطبيع مع دمشق»، وادعى أن الدولة السورية «لم تقدم إشارة إيجابية تشجع على المضي بهذا الاتجاه». ونقلت الوكالة عن المصدر قوله: إن الاتحاد الأوروبي «لم ولن يغير موقفه حالياً» من الحكومة السورية، وكشف عن أن الاتحاد «يتحدث مع الدول كافة التي تفكر في التطبيع مع سورية»، وقال: «لا نريد الوقوع في هذا الفخ» على حد زعمه.
وأشارت «آكي» إلى أن كلام المصدر يتطابق مع ما يتم تداوله من «معلومات» عن أن بروكسل تمارس ضغوطاً على بعض عواصم الدول العربية المجاورة من أجل منعها إعادة علاقاتها مع دمشق تحت طائلة إجراءات مشددة ضدها.
وذكرت، أن المصدر «بدا حذراً لدى الحديث عن نية دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا واسبانيا إعادة فتح سفارتيهما في دمشق»، وأشارت إلى أنه «اكتفى بالقول: إن الموقف الأوروبي الجماعي يُتخذ بعد مشاورات واتصالات».
يأتي حديث المصدر الأوروبي في وقت من المقرر أن تشهد بروكسل خلال الفترة من 12 إلى 14 آذار الحالي فعاليات ما يسمى «مؤتمر دعم سورية والمنطقة» في نسخته الثالثة، التي تتضمن حواراً يستغرق يومين داخل البرلمان الأوروبي، بينما ينعقد في اليوم الثالث الاجتماع الرئيسي بحضور ممثلي 85 دولة ومنظمة إقليمية على المستوى الوزاري في مقر المجلس الأوروبي لمناقشة كل جوانب الأزمة السورية السياسية والإقليمية والإنسانية.
ومطلع الشهر الماضي، أوضح نائب وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، أن دمشق ضد مؤتمر بروكسل، وقال: «هم يعقدون هذه المؤتمرات لفرض المزيد من القيود على أي مساعدة يمكن أن تقدم لسورية».
وأضاف: «فهم يفرضون على الأمم المتحدة ألا تقدم مساعدات إنسانية تساهم في تحسين سبل العيش والتنمية في سورية، والمساعدات التي يقدمونها الآن من خلال الأمم المتحدة هي المساعدات المنقذة للحياة».
وذكرت مصادر أوروبية في بروكسل بحسب «أكي»، ان المؤتمر سيؤكد من جديد دعم المجتمع الدولي السياسي والمالي للدول المجاورة لسورية، ولا سيما لبنان وتركيا والأردن وأيضاً جهود العراق ومصر في هذا الصدد والإعلان عن أحدث التبرعات لسورية والمنطقة لعام 2019 ، علماً أن تلك التبرعات تذهب للمجموعات المسلحة.
يأتي عقد مؤتمر بروكسل بنسخته الحالية بعدما وسع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية من عقوباتهم ضد سورية، وبالترافق مع تجديد إعلانهم الربط بين المشاركة بإعادة الإعمار والحل السياسي الذي يناسبهم.
على صعيد متصل، قال بيان لوزارة التنمية الدولية، أمس وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: «المملكة المتحدة ستتعهد بمساعدات إغاثية ضمن خطة الاستجابة للأزمة السورية للعام 2019 تبلغ في الإجمالي 400 مليون جنيه إسترليني لمساعدة الأشخاص الأكثر احتياجاً».
وأوضحت الوزارة، أن «التعهد يشمل 100 مليون جنيه إسترليني، تضاف إلى 300 مليون إسترليني تم تخصيصها سابقاً»، مشيرة إلى أن المبلغ الإضافي سيتم الإعلان عنه خلال مؤتمر «دعم مستقبل سورية والمنطقة».
على خط مواز، نشرت مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، تقريراً حول ما اسمته التقدم المحرز في الوفاء بتعهدات الأطراف المشاركة في الاجتماع الذي استضافته بروكسل نهاية نيسان الماضي.
وأظهر التقرير، بحسب مواقع الكترونية معارضة، أن «المجتمع الدولي» تجاوز ما نسبته 40 في المئة من المساعدات التي جرى التعهد بها في مؤتمر بروكسل الثاني، مشيراً إلى مساهمة الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بمبلغ 4.7 مليارات دولار، وهو ما يساوي 56 في المئة أكثر من تعهداتهم الأصلية.
وخلال مؤتمر العام الماضي، تعهد المجتمع الدولي بتمويل قدره 4.3 مليارات دولار، لدعم ما يسمى «الأنشطة الإنسانية وتحقيق الاستقرار والتنمية» لعام 2018، وأيضاً تعهد بتمويل قدره 3.5 مليارات دولار لعام 2019، كما أعلنت المؤسسات المالية والجهات المانحة عن قروض بقيمة تزيد على 21 مليار دولار، خلال الفترة من 2018 إلى 2020.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن