سورية

عبد الهادي أكد تصميم الشعب الفلسطيني على استرداد حقوقه.. والسنداوي: المقاومة المسلحة هي الحل الوحيد لمواجهتها … شعبان لـ«الوطن»: «صفقة القرن» ليست قدراً وستفشل وسورية كسرت شوكة أميركا وأكثر من 137 دولة

| موفق محمد

أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية –سورية بثينة شعبان، أن مخطط «صفقة القرن» الذي تنوي أميركا تنفيذه لتصفية القضية الفلسطينية «سيفشل» كما فشلت المخططات السابقة. وبينما أكد مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سورية السفير أنور عبد الهادي، أن الصفقة، «مؤامرة لن يستطيعوا تنفيذها لأن شعبنا (الفلسطيني) مصمم على استرداد حقوقه مهما دفع من تضحيات»، اعتبر مسؤول «حركة الجهاد الإسلامي» في الساحة السورية إسماعيل السنداوي، أن استمرار المقاومة المسلحة هي الحل الوحيد لمواجهة هذه الصفقة وإسقاطها. ورداً على سؤال لـ«الوطن»، حول ما سربته وسائل إعلام أميركية مؤخراً بأن «صفقة القرن» تنص على توطين اللاجئين الفلسطينيين في دول عربية منها الأردن ومصر والعراق، قالت شعبان: «من الواضح أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس كان هو شرارة البداية لمحاولة تنفيذ المخططات التي ينوون تنفيذها في الصراع العربي الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وضد الشعب العربي بشكل عام».
وأضافت شعبان التي كانت تتحدث على هامش الاجتماع السنوي لمجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية: «لكن المسألة لا تتعلق بهم فقط. تتعلق بنا نحن العرب ولا أعتقد أنهم كانوا سيتجرؤون على هذه الخطوات لولا هذا الوضع العربي المزري الذي قامت به بعض الدول العربية والذي لا يتفق بأي شكل مع حقوق الشعب الفلسطيني ومع حقوق الشعب العربي». ولفتت شعبان إلى أن «ما تقوله الولايات المتحدة ليس قدراً، وقد برهنت سورية على أنها بصمودها وبصلابتها وتضحيات جيشها مع حلفائها وأصدقائها استطاعت أن تكسر شوكة الولايات المتحدة في سورية، وأكثر من 137 دولة كانوا يسمون أنفسهم أصدقاء سورية».
وشددت على أن «ما يتحدثون عنه من «صفقة القرن» أو غير (ذلك) ليست قدراً لهذه الأمة، وهذه الأمة قادرة إذا ما استجمعت قواها وإذا ما وضعت خريطة طريق واتخذت الطريق الصحيح من قبل الشرفاء في هذه الأمة على أن تقوض هذا المخطط وكل المخططات ولكن هذا يحتاج إلى عمل».
وقالت: «يجب أن نتذكر أن العدو الصهيوني والولايات المتحدة يحاولون أن يكسبوا معركتهم قبل أن تبدأ من خلال الإعلام، فهم يهولون لمراكز قوتهم، ويهولون للناس الذين يعملون معهم، وأنا أقول لكم إن القيادات الشريفة والناس الشريفة في العالم العربي أقوى بكثير من العملاء والخونة ولكن إذا استجمعوا قواهم وخطوا طريقهم». وأضافت: «لا شك لدي أن صفقة القرن سوف تفشل، ولا شك لدي أننا نحن المنتصرون، فنحن أصحاب هذه الأرض ونحن الذين بقينا عليها عشرات آلاف السنين رغم كل الغزاة ورغم كل المحاولات لكي يزيحونا عنها، ولن يكون مصير «صفقة القرن» بأفضل من مصير ما سبقها من غزوات ومعتدين».
بدوره، وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، قال عبد الهادي: «شعبنا لن يقبل التوطين، ولن يقبل إلا بتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ولو استمر في النضال 100 سنة أخرى».
واعتبر عبد الهادي، أن الأميركيين «لم يعد لديهم عقول، لأن هدفهم فقط الحرب والسيطرة والهيمنة وإثارة المشاكل في المنطقة، وأيضاً للأسف الشديد هم يخرقون كل الشرعية الدولية التي يفترض أن يحافظوا عليها».
وبعدما اعتبر عبد الهادي، أن ما يتحدثون به عن «صفقة القرن»، هو «كلام بكلام»، قال: «صحيح أننا الآن في وضع عربي سيئ. في وضع عالمي غير مستقر بسبب الصراعات التي يفتعلها (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب مع روسيا والصين وأوروبا ومع الشعب الفلسطيني ومع الدول العربية كلها ويحاول فرض إملاءات وتوجيهات، لكن مهما نجحوا سيبقى (ذلك) مؤقتاً ولن يستطيعوا تنفيذ هذه المؤامرة لأن شعبنا مصمم على استرداد حقوقه مهما دفع من تضحيات».
ودعا عبد الهادي الأنظمة العربية التي تسارع إلى التطبيع مع كيان الاحتلال إلى أن «يعوا (مخاطر ذلك) لأنهم ينفذون أجندات أميركية وإسرائيلية ضد مصلحة الشعب الفلسطيني». وشدد على أن «أي علاقة لدولة عربية مع «إسرائيل» هي طعن في ظهر الشعب الفلسطيني وهي خيانة للقدس أولاً، لأنه للأسف الشديد ترامب «الأرعن» حول القدس عاصمة للاحتلال، ولكن نقول (له) «فشر» مهما حاول. صحيح هم حالياً يملكون القوة ولكن نحن نملك الحق والحق في النهاية سينتصر».
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، قال السنداوي: «هذه الصفقة ولدت ميتة والشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية يرفضون هذه الصفقة». ولفت السنداوي إلى أن هناك الكثير من الحلول والمشاريع التي طرحت لتوطين الفلسطينيين في سيناء و«كل هذه المشاريع سقطت بفضل المقاومة الفلسطينية وبفضل أيضاً محور المقاومة وخاصة سورية».
وأعرب السنداوي عن اعتقاده، بأن هذه المشاريع «لن تنجح»، وقال: «الدول العربية سوف ترفض توطين الفلسطينيين، والشعب الفلسطيني أيضاً سوف يرفض التوطين لأن الشعب الفلسطيني ما زال يعيش في مخيمات منذ عام 1948 ويحلم بالعودة إلى فلسطين».
واعتبر السنداوي، أن الحل الوحيد لمواجهة «صفقة القرن» هو «استمرار المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي لأنها الطريق الوحيد لإسقاط هذه الصفقة، وأيضاً مسيرات العودة في قطاع غزة والمسيرات الجماهيرية في الضفة الغربية. وأضاف: «الشعب الفلسطيني في أراضي الـ48 متمسك بالهوية الفلسطينية، حيث لا تزال تقام المهرجانات والاحتفالات في حيفا ويافا من أجل القدس وفلسطين».
وأضاف: «هذه الصفقة لن تنجح وهي صفقة تاجر، وباعتقادنا المطلوب الآن تصليب الموقف الفلسطيني».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن