عربي ودولي

بعدما أحرقها المستوطنون هي وزوجها وأبناءها…استشهاد ريهام دوابشة في يوم عيد ميلادها وحداد على روحها في الأراضي الفلسطينية.. وتأجيل اجتماع المجلس الوطني

 فلسطين المحتلة – محمد أبوشباب : 

لفظت ريهام حسين دوابشة أنفاسها الأخيرة فجر أمس لتعلن انتهاء حياتها في يوم عيد ميلادها بعد أن أحرقها قطعان المستوطنين قبل نحو 40 يوماً داخل منزلها في قرية دوما بنابلس بالضفة الغربية حيث استشهد حينها على الفور ابنها علي ثم زوجها، وها هي تلحق بهم شهيدة شاهدة على جرائم الاحتلال ومستوطنيه الذين يعيثون فساداً بحق الفلسطينيين. ريهام غادرت الدنيا دون أن تودع طفلها أحمد الذي ما زال يرقد في سرير المشفى يتلقى العلاج وهو الشاهد الوحيد على جريمة بشعة ارتكبها عدد من المستوطنين. وأعلن عن استشهاد ريهام في عيد ميلاها السابع والعشرين ولحقت بزوجها ونجلها علي الذي استشهد فور عملية الإحراق. وفي موكب مهيب شيع آلاف الفلسطينيين في قرية دوما أمس جثمان الشهيدة ريهام دوابشة وتعالت الأصوات الغاضبة الداعية للانتقام من المستوطنين في كل مكان في الضفة الغربية. وفي سياق ردود الفعل الفلسطينية قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، على روح الشهيدة ريهام دوابشة التي ارتقت فجر أمس متأثرة بالحروق التي كانت أصيبت بها جراء قيام مستوطنين بإلقاء زجاجات حارقة سريعة الاشتعال داخل منزل عائلتها في قرية دوما جنوب نابلس.
على حين أكدت حكومة التوافق الفلسطيني أن استشهاد ريهام دوابشة متأثرة بجراحها ولحاقهما برضيعها وزوجها الشهيدين علي وحسن دوابشة، دليل إضافي على مدى فجاعة جريمة حرق المستوطنين لهذه العائلة، التي بقي منها الطفل أحمد الدوابشة الذي يعاني حروقاً خطرة، ويثبت استهتار الحكومة الإسرائيلية بحياة الفلسطينيين بتساهلها مع المتطرفين الجناة وعدم محاسبتهم على جريمتهم البشعة، ويثبت تورطها في جريمة الحرب هذه بحق عائلة كاملة.
وشددت الحكومة على أن القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس يتابعون قضية عائلة الدوابشة في المحافل الدولية، لتحقيق العدالة لهم، ومعاقبة الجناة على جريمتهم البشعة، إلى جانب محاسبة إسرائيل ومستوطنيها على جرائمها بحق المواطنين الفلسطينيين العزل. وجددت الحكومة مطالبتها المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن بالتدخل الفاعل والجدي لتوفير حماية دولية لأبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة في وجه جرائم الكراهية التي يرتكبها المتطرفون الإسرائيليون بحق المواطنين الفلسطينيين والتي تستهدف في أغلبيتها الأطفال والنساء.
في السياق قال النائب قيس عبد الكريم نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: إن «جريمة عائلة دوابشة ستبقى وصمة عار على جبين المجتمع الدولي والأمم المتحدة اللذين يقفان صامتين أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة التي تتكرر يومياً كما حدث قبل عام في جريمة حرق الطفل محمد أبو خضير دون محاسبة. وأوضح القيادي في الجبهة الديمقراطية: «هذه ليست الجريمة الأولى التي ترتكب من مجموعات المستوطنين المتطرفين، الذين يتلقون الدعم والحماية من جيش الاحتلال، داعياً في الوقت ذاته إلى تصعيد المقاومة للاحتلال ومستوطنيه وتشكيل لجان حماية شعبية في الأرياف والقرى للتصدي لهجمات المستوطنين.
في الغضون أفاد تقرير صدر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن سلطات الاحتلال تخطط لهدم 17000 بناء تقع أغلبيتها على أراض فلسطينية وخاصة في الضفة الغربية.
وأشار التقرير إلى أن الإدارة المدنية للاحتلال، أصدرت 14 ألف أمر بالهدم، منها أكثر من 11 ألف أمر لا تزال معلقة، ويمكن أن تؤدي إلى هدم ما يصل إلى 17 ألف مبنى للفلسطينيين في المناطق المسماة (ج)، حيث تشمل منازل، وبركسات، وحظائر للمواشي، حيث تتحكم إسرائيل في المناطق المسماة (ج) بالجانب الأمني وتنظيم الأراضي، وتتصرف في المنطقة بما يلاءم احتياجاتها الخاصة.
وسياسياً أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية غسان الشكعة، أن اللجنة التنفيذية رفعت كتاباً لرئيس المجلس الوطني توصيه بتأجيل الاجتماع المزمع عقده منتصف الشهر الحالي.
وأوضح الشكعة أن اللجنة التنفيذية عقدت اجتماعاً أمس وكان هناك وجهات نظر واعتراض من الأعضاء على عقد الاجتماع الوطني دون حضور الكل الفلسطيني من الجبهة الشعبية إلى الحركات الإسلامية المتمثلة بحركة الجهاد الإسلامي وحماس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن