عربي ودولي

بدء تنفيذ تفاهمات التهدئة مع وصول ميلادنوف إلى غزة … اشتية يبدأ مشاورات تشكيل حكومته وفصائل تقاطعها

| فلسطين المحتلة - محمد أبو شباب

بدأ رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف محمد اشتية أمس بمشاورات تشكيل حكومته الجديدة مع قيادات الفصائل الفلسطينية، وذلك بعد أن كلفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتشكيل الحكومة الفلسطينية 18 خلفاً لحكومة الوفاق الوطني الفلسطيني برئاسة رامي الحمد الله، التي شكلت عام 2014 بناء على تفاهمات المصالحة الفلسطينية، وقد أعلنت الجبهتان الشعبية والديمقراطية رفضهم المشاركة في الحكومة الجديدة، التي وصفتها حركة حماس بأنها غير دستورية وضربة جديدة لجهود المصالحة الفلسطينية، لأنها جاءت من دون توافق وطني، داعية إلى العمل على تشكيل حكومة إنقاذ وطني. وتعهد رئيس الوزراء المكلف اشتية بعد خطاب التكليف بالعمل على إجراء انتخابات عامة وتجاوز العقبات المالية إثر قرار الاحتلال بتجميد عائدات الضرائب الفلسطينية، والتي تسببت بأزمة مالية حادة دفع وزارة المالية الفلسطينية إلى صرف 50 بالمئة من رواتب الموظفين فقط لهذا الشهر.
بدوره طالب القيادي في حركة فتح أمين مقبول كافة الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني بالمشاركة في الحكومة الجديدة لمواجهة أخطر التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وعلى رأسها الحصار المالي والسياسي الذي فرض من قبل الاحتلال وواشنطن على السلطة الفلسطينية.
وأكد مقبول لــ«الوطن» أن السلطة الفلسطينية تواجه أزمة حقيقية خاصة خلال الأشهر الثلاثة القادمة في ظل شروع واشنطن في التسويق لصفقة القرن، وقرب الانتخابات الإسرائيلية.
ولفت مقبول أن اشتية سيدعو كافة القوى الفلسطينية للمشاركة في الحكومة الفلسطينية، لوضع خطة عمل مشتركة لتجاوز الأزمة الحالية.
في حين أعلنت الجبهتان الشعبية والديمقراطية رسمياً عدم مشاركتهما في الحكومة باعتبارها تكرس الانقسام، داعية إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني تشرف على الانتخابات العامة وتعيد توحيد المؤسسات الفلسطينية.
على صعيد آخر بدأت الفصائل الفلسطينية بتطبيق المرحلة الأولى من تفاهمات التهدئة مع الاحتلال، وتتمثل تلك المرحلة بوقف كافة الفعاليات الليلية لمسيرات العودة التي تنظم شرق قطاع غزة، والتي يطلق عليها «الإرباك الليلي»، وكذلك التوقف عن إطلاق البالونات الحارقة، مقابل أن تعمل الأطراف الإقليمية والأمم المتحدة على إجبار الاحتلال على رفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة.
وكشفت مصادر فلسطينية لــ«الوطن» أن المرحلة الثانية من تفاهمات التهدئة تتضمن توفير الأمم المتحدة لمبلغ 300 مليون دولار لتنفيذ مشاريع إنسانية وتشغيلية في قطاع غزة، وتوفير فرص عمل عاجلة لنحو عشرة آلاف خريج وعاطل عن العمل.
إلى ذلك وصل أمس إلى قطاع غزة منسق عملية السلام في الأمم المتحدة نيكولاي ميلادنوف وشرع بعقد سلسلة من اللقاءات مع الفصائل الفلسطينية بهدف تثبيت التهدئة والاشراف على مشاريع جديدة ستمولها الأمم المتحدة في قطاع غزة.
على صعيد متصل شيع الفلسطينيون أمس في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة جثمان الشهيد بسام صافي 22 عاماً الذي استشهد أمس متأثراً بجروح أصيب بها بنيران الاحتلال الشهر الماضي، خلال مشاركته في مسيرات العودة السلمية التي تنظم أسبوعياً شرق قطاع غزة، والتي استشهد فيها منذ انطلاقتها في الثلاثين من آذار العام الماضي 270 فلسطينياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن