عربي ودولي

المشهد في تركيا يوحي بأنها ستشهد فصلاً ساخناً قبيل موعد الانتخابات المبكرة…مقتل 17 جندياً تركياً بينهم «عقيد» في هجوم للكردستاني

أعلن الجيش التركي أن مقاتلاته الحربية استهدفت ثلاثة عشر هدفاً لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرقي البلاد، بعد مقتل نحو سبعة عشر جندياً تركياً بينهم ضابط برتبة عقيد في هجوم للحزب الكردستاني على قافلة عربات مدرعة في ولاية هكاري الحدودية.
وقتل قرابة سبعة عشر جندياً تركياً بينهم ضابط برتبة عقيد في أعنف هجوم لحزب العمال الكردستاني عندما هاجم حزب العمال قافلة عربات مدرعة في منطقة داغليجة التابعة لمدينة شمزينان بولاية هكاري الحدودية، واندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاتلين الكرد والجيش التركي عقب الهجوم.
والخوف من انفلات الوضع الأمني يقلق المسؤولين الأتراك حيث سارع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى عقد اجتماع أمني طارئ في أنقرة مع أبرز السلطات المدنية والعسكرية، ومن جهته عبر الرئيس رجب طيب أردوغان عن صدمته الشديدة إزاء الهجوم متوعداً برد حاسم وخاص جداً.
وتتنقل الأحداث الأمنية في عدة مناطق تركية، حيث شنت قوات الأمن عملية واسعة النطاق ضد أنصار الحزب الكردستاني في منطقة ديار بكر بعدما أقام الناشطون متاريس وحفروا خنادق حيث قتل شرطيان، عندما هاجم ناشطون كرد آليتهم بقاذفة قنابل فاندلعت مواجهات كبيرة بين الجانبين.
وتتزامن مواجهات الجيش وحزب العمال مع حراك شعبي في عدة مناطق تركية تندد بسياسات الحكومة، حيث فرقت الشرطة تظاهرات في ديار بكر على خلفية القتال الدائر بين الجيش وحزب العمال جنوب شرق البلاد، وعززت قوات الأمن إجراءاتها الأمنية في المدينة. مشهد يوحي بأن تركيا ستشهد فصلاً ساخناً قبيل موعد الانتخابات المبكرة.
وفي السياق اعتدى نحو 200 شخص من مؤيدي حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الأحد على مقر صحيفة حرييت التركية في مدينة اسطنبول بالعصي والحجارة بذريعة تحوير تصريحات لرئيس النظام التركي رجب أردوغان.
وذكرت الصحيفة أمس الإثنين أن المعتدين اخترقوا الحاجز الأمني الموجود أمام مبنى الصحيفة وقاموا بتحطيمه وحاولوا الدخول إلى المبنى وحطموا الزجاج والباب الأمامي بالعصي والحجارة مشيرة إلى أن حراس الأمن العاملين في الصحيفة تعرضوا لإصابات بعد محاولتهم منع المعتدين من الدخول إلى المبنى مبينة أن المهاجمين رددوا شعارات مؤيدة لأردوغان وقاموا بإحراق لافتة مكتوب عليها اسم الصحيفة.
وأكدت الكاتبة الصحفية أزجي باشاران من موقع راديكال في تغريدة نشرتها على حسابها في «تويتر» عقب الهجوم على صحيفة حرييت أن المعتدين ألحقوا أضرارا مادية في الحواسيب الموجودة في الطابق الأرضي من المبنى، فيما رفضت قوات الأمن التركية إرسال تعزيزات أمنية إلى مكان الحادث.
من جهة أخرى أكد موقع «أودا تي في» التركي أن عبد الرحيم بوينو كالين النائب عن حزب العدالة والتنمية ورئيس التنظيم الشبابي للحزب كان بين المجموعة المعتدية على مبنى صحيفة حرييت، مشيراً إلى أنه قام بتلاوة بيان صحفي أمام مبنى الصحيفة زعم فيه «أنها قامت بنشر أخبار كاذبة».
وكان أردوغان اعتبر الأحد معلقاً على أعمال العنف التي شهدتها تركيا مؤخراً أن الوضع كان سيصبح مختلفا لو فاز حزب العدالة والتنمية بـ400 مقعد في البرلمان في الانتخابات التي جرت في حزيران الماضي ما كان قد مكنه من تعديل الدستور التركي.
وألمحت الصحيفة في تغريدة لها على موقع تويتر إلى أن هذا التصريح يشير إلى الهجوم المسلح الأحد الذي قتل فيه نحو 14 من الجنود الأتراك في بلدة داغليجا التابعة لمحافظة هكاري جنوب شرق تركيا كتبت «تعليق أردوغان حول داغليجا.. لما كان حصل لو فاز حزبه بـ400 مقعد في البرلمان».
وسبق أن انتقد أردوغان مراراً مجموعة داغان الإعلامية التي تملك صحيفة حرييت نظرا لمعارضتها لسياساته وقيامها بنشر العديد من الفضائح التي ارتكبها فيما يأتي هذا الاعتداء على الصحيفة في ظل مخاوف متزايدة على حرية الصحافة في تركيا حيث يتعرض الصحفيون الذين ينتقدون أردوغان لملاحقات قضائية.
(الميادين- سانا- أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن