سورية

دولهم تدعم داعش و«النصرة» ولا تستطيع قبول لاجئين..!!!!…الخليجيون يرحبون بإخوانهم السوريين وحكوماتهم ترفضهم

 وكالات : 

مزقت صورة الطفل السوري آلان الكردي الغريق على أحد شواطئ تركيا منذ عدة أيام قلوب الملايين وسببت جدلاً حاداً في أوروبا. لكن اللافت في الموضوع هو موقف الأسر الحاكمة في الخليج العربي والتزامها الصمت تجاه ما يحصل للاجئين السوريين سواء من يغرق يومياً في مياه المتوسط أو ما يتعرض له اللاجئون في بلدان أوروبية من سياسات مجحفة بحقهم وهذا الأمر شكل مبعث قلق لكثير من مواطني دول الخليج حسب تقرير نشرته وكالة «رويترز» للأنباء. فقد امتلأت وسائل الإعلام الاجتماعي العربية بصور ورسوم كاريكاتورية عن موت الطفل آلان وصورت إحداها جثته أمام قبر مفتوح في حين يقف مجموعة من الرجال يرتدون الملابس الخليجية التقليدية وهم يحملون المعاول من دون أن يبدو عليهم التأثر، في حين أظهرت صورة أخرى رأس آلان مائلاً نحو شاهدة قبر كتب عليها «الضمير العربي». وفي وصفها لمسلك دول الخليج العربية عبرت سارة حشاش من منظمة العفو الدولية عنه بأنه «شائن تماما»، منتقدةً قطر والكويت والبحرين والسعودية والإمارات لأنها لم تقبل رسمياً أي لاجئين..
وبالنسبة لمنتقدي دول الخليج الغنية يبدو أن تلك الدول أحدثت تناقضاً في غاية القسوة فعندما اجتاح العراق الكويت عام 1990 سارعت دول الخليج إلى إيواء آلاف النازحين الكويتيين. وبعد 25 عاماً لم يجد السوريون الذين شردتهم الحرب مأوى يذكر لهم في الخليج خاصة أن العديد من هذه الدول بات تقريباً يشكل طرفاً في الحرب، وبالتالي فإن عليها أن تتحمل مسؤولية خاصة عن عواقب هذه الحرب.
لكن أنصار دول الخليج يردون على هذا الطرح بأن الأعداد في الأزمة السورية أكبر بكثير مما كانت أيام اجتياح الكويت. ويشيرون إلى التمويل الذي تقدمه دول الخليج لجهود الإغاثة في الدول المجاورة لسورية على حد زعمهم.
وفي مجال الدفاع عن تقصير الدول الخليجية بحق اللاجئين السوريين قال عبد اللـه العذبة رئيس تحرير صحيفة «العرب» القطرية: إن قطر بلد صغير يقدم بالفعل تبرعات للاجئين في الأردن وتركيا وشمال العراق وإنه لا يستطيع لأسباب لوجستية أن يقبل أعداداً كبيرة من اللاجئين ولهذا يختار أن يقدم الدعم مالياً، لكن التعاطف الشعبي الخليجي يتزايد مع اللاجئين السوريين، حسب «رويترز». وفي موقف متصل مما قاله العذبة أعلن المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخارجية بمؤسسة «عيد» الخيرية، علي خالد الهاجري، إن المؤسسة القطرية رصدت 30 مليون ريال قطري، ما يعادل نحو 8 ملايين و250 ألف دولار، في إطار تحضيرات لتخفيف المعاناة عن اللاجئين والنازحين السوريين في فصل الشتاء المقبل، تشمل توفير سلات غذائية، ومواد تدفئة، وإيجار شقق وبناء كرفانات. ومن الحقائق التي باتت ثابتة، أن مشيخة قطر من الدول الداعمة بشكل كبير للتنظيمات الإرهابية في سورية وفي مقدمتها تنظيمي داعش وجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية، وقد أكدت العديد من التقارير أن عناصر تنظيم داعش يسرحون ويمرحون في الدوحة، عدا عن تحدث العديد من التقارير الصحفية عن علاقة وطيدة بين مشيخة قطر وجبهة النصرة.
وفي الكويت، قال زيد الزيد في مقال بصحيفة «الآن»: «ما شهدناه في الأسابيع الأخيرة من حملات تعاطف وتضامن واسعة مع قضية اللاجئين السوريين من جانب حكومات وشعوب بعض دول القارة الأوروبية بعد حوادث غرق اللاجئين الأخيرة، يشعرنا ببصيص من الأمل، لكنه يشعرنا بالأسى -في الجانب الآخر- ويجعلنا نتساءل عن غياب التعامل الرسمي من جانب حكومات الدول العربية بالقدر المسؤول الذي تفرضه أواصر القربى والمصير المشترك، على الرغم من أن دولنا العربية أقرب جغرافيا لسورية من دول أوروبا وبالتالي سهولة تقديم المساعدات للاجئين، إلا أننا نشهد صمتاً مخزياً ومستنكراً». من جهته قال المعلق سلطان سعود القاسمي في دولة الإمارات إنه يظن أن دول الخليج تخشى السماح بدخول أعداد كبيرة من العرب ممن تعودوا على الجهر بآرائهم السياسية لأنهم قد يؤثرون بشكل ما على مجتمع جرى فيه العرف ألا يشارك أفراده في السياسة. لكنه استدرك قائلاً: «إن على دول الخليج أن تفتح أبوابها أمام اللاجئين».
وفي نقد في محله لسياسات البلدان الخليجية نبه القاسمي إلى أن دول الخليج كثيراً ما تشكو من ضعف استخدام اللغة العربية وتعرض الثقافة العربية للخطر بسبب ضخامة عدد الوافدين الأجانب. وبالتالي فإن الأزمة الحالية تتيح فرصة لاستضافة مجموعة من الناس بما يخفف من حدة هذه المخاوف ويسهم في مساعدة اللاجئين الفارين من حرب طاحنة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن