سورية

حملت «المسؤولية» عن إراقة الدماء على من يضع شروطاً حول مصير الرئيس الأسد…طهران ترد على الجبير: على من يسعى للتدخل في سورية التخلي عن أحلامه

دعت إيران الدول الساعية للتدخل العسكري في سورية إلى التخلي عن أحلامها، وحملت من يضع شروطاً حول مصير الرئيس بشار الأسد «المسؤولية» عن إراقة الدماء السورية، معلنةً أن السلام في سورية لن يعود بشعارات بعض جيرانها بل بتوقفهم عن استخدام أراضيهم لتسلل الإرهابيين إلى هذا البلد، في حين أكدت إسبانيا سعيها لحل الأزمة السورية «على وجه السرعة»، داعيةً الاتحاد الأوروبي إلى بذل اهتمام أكبر بهذه القضية.
والشهر الماضي أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من العاصمة الإيطالية روما أن الحل للأزمة السورية «سياسي يؤدي إلى رحيل الرئيس الأسد أو عسكري ينتهي بهزيمته»، معيداً بذلك طرح الخيار العسكري على الطاولة.
وفي رد غير مباشر على مواقف الجبير، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الدول الساعية إلى تدخل عسكري في سورية إلى أن يتخلوا عن أحلامهم بإنهاء الأوضاع في هذا البلد بالطرق العسكرية، وجدد التأكيد أن حل الأزمة في سورية يتم بالطرق السياسية، مشدداً على أن الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبل بلاده فقط. وأكد ظريف في مؤتمر صحفي مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو بالعاصمة الإيرانية طهران أن من يحاولون فرض قرارهم على سورية ووضع الشروط حول انتخاب رئيسها يساهمون في استمرار الأزمة فيها، مشدداً على أن الشعب السوري هو صاحب القرار. وطالب الأطراف الخارجية بأن «تتخلى، وبسرعة عن أنانيتها، وتوكل اتخاذ القرار للشعب السوري، وأن تدعه يقرر مصيره عن طريق المؤسسات القانونية وباستخدام الأدوات السلمية والمصالحة الوطنية».
ولفت الوزير الإيراني إلى أن الأزمة في سورية «ستنتهي بشرط تخلي الأطراف الخارجية عن إجراءاتها، التي تهدف إلى تحقيق مصالح قصيرة الأمد على حساب دماء الشعب السوري، وأن تسمح (تلك الأطراف) لهذا الشعب بالعيش بأمن واستقرار»، مشيراً إلى أن السلام لن يعم في سورية بـ«الشعارات» التي تطلق هذه الأيام من بعض الدول المجاورة لها، وإنما بمنع استخدام أراضيها لتسلل الإرهابيين إلى داخل سورية.
من جهة أخرى لفت ظريف إلى أن مواقف إيران وإسبانيا متقاربة فيما يتعلق باستخدام الأساليب السلمية لتسوية الأزمة في سورية، مبيناً أنه تم التطرق خلال المباحثات إلى المواقف المشتركة لإيران وإسبانيا حول حقوق الإنسان ودعم حقوق الشعوب كما تناول البحث خطر التطرف والإرهاب في المنطقة، مشدداً على ضرورة «التصدي الحقيقي» لهذه الظاهرة.
وذكر أن النقاش مع الوزير الإسباني تطرق للأوضاع في العراق وأفغانستان واليمن، وقال: إن «إسبانيا باعتبارها عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، تتولى دوراً مهماً في دعم تسوية هذه الأزمات، كما أن بإمكانها القيام بدور مهم في معالجة الأزمات في المنطقة». وأعرب عن أمله بأن تسهم المحادثات في تعزيز أجواء التفاهم والتعاون للاستفادة من الفرص المشتركة والتصدي للتحديات المشتركة. بدوره شدد مارغايو على الحل السلمي للأزمة في سورية، وقال: «نسعى لحل الأزمة السورية سلمياً على وجه السرعة»، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى بذل اهتمام أكبر في هذا المجال وفقاً للمبادئ الأخلاقية الأساسية.
(سانا – روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن