عربي ودولي

انتقادات للإعلام الغربي على طريقته في تغطية المجزرة … نيوزيلندا لن تسلم «سفاح المسجدين» لأستراليا وتظاهرات في ألمانيا ضد اليمين المتطرف

| روسيا اليوم - سانا - وكالات

أعلنت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن أمس الأحد أن منفذ الهجوم الإرهابي على مسجدي مدينة كرايست تشيريش سيحاكم في نيوزيلندا ولن يتم تسليمه لأستراليا بلده. وأضافت في مؤتمر صحفي: «نراجع قوانين حيازة السلاح وهذه القوانين يجب أن تتغير، وسنبحث الإثنين «اليوم» القوانين الجدية لحيازة السلاح».
وأشارت إلى أن جثامين الضحايا ستسلم لذوي أصحابها بدءاً من أمس، على أن تسلم جميعها لغاية غداً الثلاثاء.
وأكدت أن مكتبها تلقى الجمعة «بياناً» من المسلح قبل دقائق من حصول الاعتداء، وقالت: «كنت واحدة من أكثر من 30 متلقياً للبيان الذي أرسل قبل تسع دقائق من حصول الاعتداء، لم يتضمّن البيان أي موقع أو تفاصيل محددة»، وتم إرساله إلى أجهزة الأمن خلال دقيقتين من استلامه. وأعلن مفوض شرطة نيوزيلندا مايك بوش السبت ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم إلى 50 شخصاً، مؤكداً اعتقال شخص واحد فقط على ذمة التحقيق. وتم توجيه تهمة القتل إلى المواطن الأسترالي برينتون تارانت الموقوف حتى الـ5 من نيسان.
وفي السياق تظاهر الآلاف في عدة مدن ألمانية ضد العنصرية والأحزاب اليمينية المتطرفة والشعبوية بعد الاعتداء الإرهابي البشع على المصلين في نيوزيلندا.
وذكر موقع قناة «دويتشه فيله» الألماني أن العاصمة برلين شهدت تجمعاً للآلاف في مظاهرة حاشدة حملت عنوان «مسيرة ضد العنصرية» نظمها اتحاد «الوقوف في وجه العنصرية» في شوارع المدينة.
وحمل المتظاهرون لافتات تندد بالعنصرية والتطرف كتب على إحداها «العنصرية ليست بديلاً» وأخرى «لا مكان للنازيين» ووقع على الدعوة لهذه التظاهرة كل من أحزاب الخضر واليسار والاشتراكي الديمقراطي إضافة إلى المركز الإسلامي الألماني في برلين. وأعرب عمدة برلين ميخائيل مولر العضو بالحزب الاشتراكي الديمقراطي عن تأييده للمظاهرة وقال: إن «مهمتنا وواجبنا كأشخاص ديمقراطيين أن نواجه الكراهية والتحريض في كل وقت وكل مكان».
كما شهدت مدن كولونيا وأيزناخ وكيمنيتس وفرانكفورت مظاهرات مماثلة ضد العنصرية في حين دعا رئيس اتحاد شباب الاشتراكيين كيفين كونرت في كيمنيتس إلى «مزيد من الشجاعة» في مكافحة العنصرية والتحريض اليميني.
إلى ذلك تعرضت بعض وسائل الإعلام الغربية ولاسيما قناة «بي بي سي» البريطانية لانتقادات لاذعة على طريقتها في تغطية مجزرة المسجدين ومتابعة تطوراتها.
فقد أعربت وزيرة حقوق الإنسان الباكستانية شيرين مزاري عن استيائها لأسلوب «بي بي سي»، وقالت عبر تويتر: «أتابع حالياً قناة «بي بي سي»، وأنا مصدومة بعدم وصف مراسلها في نيوزيلندا الهجوم بالإرهابي»، وأضافت: «بدلاً من ذلك، يصفون الهجوم الإرهابي بالقتل الجماعي شيء مقزز».
بدوره، كتب رفعت جاويد الذي عمل محرراً في «بي بي سي» لـ12 سنة: «كمحرر سابق في الشبكة، أشعر بخيبة أمل لا تصدق إزاء افتتاحياتكم المتحيزة بشكل واضح. لقد وصف كل من رئيسي وزراء نيوزيلندا وأستراليا مجزرة كرايس تشيرش بالهجوم الإرهابي، لكن بالنسبة لمحرري قناتكم وموقعكم هذا مجرد هجوم المسجد! عيب عليكم!».
وشاطر هذا الرأي كثيرون من رواد «تويتر»، مشيرين إلى أن «بي بي سي» لم تتردد في استخدام كلمة «الإرهاب» لوصف الهجوم الذي أوقع 6 قتلى قرب مبنى البرلمان البريطاني في آذار 2017. ولفت بعض رواد الإنترنت والصحفيين إلى عناوين صحيفة «ديلي ميل» البريطانية كمثال على الازدواجية في تغطية الإعلام الغربي للهجمات الإرهابية التي استهدفت المدن الأوروبية من جهة، ومجزرة المسجدين في نيوزيلندا من جهة أخرى، حيث ركزت الصحيفة على «الجانب الإنساني» لسفاح المسجدين وسرد شهادات أقربائه وأصدقائه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن