شؤون محلية

عشرون سنة.. أليست كافية لوضع نهاية سعيدة لمشروع السمرلاند السياحي بطرطوس؟!

طرطوس- الوطن

قلة منّا يعرفون قصة مشروع «السمرلاند» السياحي الواقع إلى الشمال من مدينة طرطوس وتحديداً إلى الشمال من مصب نهر الحصين.. لكن أكثرنا لفتت نظره تلك الأبنية المشادة على الهيكل والموزعة قرب الشاطئ وكأنها شواهد أثرية من عصور مضت وليست مشروعاً سياحياً ولد وتم الترخيص له في منتصف تسعينيات القرن الماضي ليكون بعد اكتماله أكبر مشروع سياحي على شاطئ البحر في ذلك الوقت «800 شاليه بطابقين ضمن أبراج وفندق أربعة نجوم بطاقة استيعابية 226 سريراً وبمساحة طابقية مقدارها 7029 متراً مربعاً ومطاعم وملاه وخدمات أخرى» وكأن القصة طالت إلى يومنا هذا وما تزال قصته مرشحة للإطالة أكثر.
والمنتجع تملكه شركة سمرلاند طرطوس أو أراضي الصيف السياحية وهي بالكامل لمجموعة من الشركاء في القطاع الخاص.. أول عقبة اعترضت سير المشروع كانت باكتشاف وجود طبقة من (الخث) وهو عبارة عن مواد عضوية ضعيفة جداً ولا تصلح للبناء عليها وعلى ضوء ذلك تم التعاون مع جامعة البعث لإعداد دراسة حول واقع التربة التي أكدت وجود (الخث) في معظم الأرض وفي بعض الأماكن يصل ارتفاعها إلى 20 متراً بالإضافة لوجود مياه جوفية عالية تصل إلى مستوى سطح الأرض وبعد ذلك تم أخذ عينة من هذا (الخث) إلى بريطانيا لتحليلها والتعرف على خواصها وبينت الفحوص المخبرية وجوب إزالة هذه الطبقة تحت جميع الأبنية وإعادة ردمها من جديد بتربة صالحة للبناء ما يعني زيادة في الأعمال وزيادة كلفة المشروع بشكل كبير وعند ذلك تم اتخاذ القرار ببناء المشروع على مراحل والبدء بالأماكن الأكثر ملاءمة للبناء بعد أن تمت إعادة تحضير المخططات والدراسات التنفيذية وتم إزالة (الخث) من تحت الأبنية بشكل كامل وبالأعماق المطلوبة.
ولتمويل الكلف الإضافية تم عرض جزء كبير من الشاليهات المبنية في المرحلة الأولى للبيع وبالفعل تم نقل حقوق استثمار عشرات الشاليهات لمستثمرين من خارج الشركة ومغتربين في بريطانيا ونتيجة لذلك تم إشادة 162 شاليهاً بين طابق واحد ودوبلكس وبرجية خلال الفترة من 1996 حتى 1999 إلا أن التمويل لم يعد يكفي لإنهاء المرحلة بالكامل وفي الوقت نفسه امتنع بعض الشركاء عن تمويل حصصهم ما أدى لحصول خلافات بين الشركاء وفي عام 2003 تم انتخاب مجلس إدارة جديد للشركة واتخاذ قرار بإعداد دراسة اقتصادية ودفتر شروط جديد خاص بعملية نقل حقوق استثمار وتملك ما تبقى من الشاليهات في المشروع وتم عرضها على مستثمرين خارجيين ليتم تأمين التمويل اللازم للانطلاق بالمشروع مجدداً وفي حال تم التعاقد سيتم إنهاء عملية إكساء الأبنية المشيدة على الهيكل لحمايتها من العوامل الجوية وتنفيذ بقية الشاليهات وتسليمها.. ولكن هذه القرارات لم تؤد إلى الغاية المرجوة منها ولم يتقدم مستثمرون جدد.. وحتى هذه اللحظة لا يزال المشروع متوقفاً ولا حديث عن معلومات جديدة.
إلى الآن يبدو أن مدينة الأحلام هذه عصية على التحقق والخروج إلى أرض الواقع رغم كل ما كتب عنه في الصحف.
والسؤال هنا ما دور وزارة السياحة في حل مشكلة هذا المشروع الذي يبدو أنها مستعصية ولا يمكن حلها بالانتظار فقط..؟!
أليس المطلوب منها وضع خاتمة سعيدة لهذه القصة المؤلمة لمشروع سياحي طال انتظاره في بقعة من أجمل بقاع الشاطئ من بلدنا الحبيب عوضاً عن التفكير باستخدامه بطريقة لا سياحية كما يجري حالياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن