من دفتر الوطن

مجدرة بتهوفن!

| عبد الفتاح العوض

البحث سويسري في جامعة مرموقة.
يمكن تلخيصه بأن الأشياء تستمع إلى الموسيقا، الدارسون صنعوا جبنة بنكهة الموسيقا.. فقد نقلت رويترز أنه تم عزف موسيقا ذات موجات صوتية منخفضة ومرتفعة ومتوسطة إلى جانب أقراص الجبن، وقد أخذ الجبن طعم الموسيقا الذي استمع لها.
الباحثون عزفوا للجبن موسيقا «هيب هوب» كما عزفوا مقطوعة لموزارت، وموسيقا روك.
أحد أعضاء لجنة التحكيم قال: «الاختلافات كانت واضحة للغاية في الملمس والمذاق والشكل».
ببساطة يقول هؤلاء يتغير مذاق الطعام حسب الموسيقا التي تعزفها له.
لو أتيح لكم أن تختاروا أي نوع من الموسيقا فلا ترددوا، تلك التي استمعت لفيروز.. سيكون شهياً جداً مذاق الفيروزيات.. ربما آخرون يفضلون أصوات وموسيقا أخرى، كل شيء مباح حتى جبنة بنكهة «شعبولا»!
إذاً هي دراسة في جامعة أوروبية، بمعنى آخر علينا أن نتعامل معها بشيء من الاهتمام.
طبعاً هناك دراسات سابقة حول تأثير الموسيقا في الإنسان والنباتات وكذلك في الحيوانات، لكن هذه دراسة تحوّل الموسيقا إلى طعم ونكهة ومذاق.
ما لدينا في هذا الموضوع له علاقة بالأديان، ففي الدين الإسلامي وإن لم يرد عن الرسول إلا أنه يتم عند قراءة آيات من القرآن على الماء ومن بعدها يتم شربه أو الاغتسال به. وما زال البعض يقوم بذلك بنية الاستشفاء من أمراض ليست نفسية فقط بل من أمراض عضوية.
في أديان أخرى هناك ما يسمى الزيت المقدس والخبز المقدس، حيث يتم قراءة أجزاء من الكتب المقدسة، ومن يأكل الخبز أو يدهن نفسه أو يدهنه آخرون بالزيت المقدس فإن في ذلك حالة خاصة، منها ما له علاقة بالشفاء.
سأنتقل معكم إلى مستوى آخر.
علماء نفس يعتبرون أن القراءة بحد ذاتها تكون علاجاً لبعض الأمراض النفسية، بعضهم يعتقد أن روايات غارسيا ماركيز تمثل دواء للاكتئاب، ورواية لديستوفسكي تعالج الشراهة في الطعام، وكتاب الأمير الصغير يساعدنا على أن نكون بسطاء.
وهناك كتب حول ما يطلقون عليه «البيليوثرابي»، (Bibilio therapy) وهو العلاج الذي يتم بالمكتبة وليس بالعيادة.
إلى أي درجة يعتبر هذا الكلام صحيحاً؟
طبعاً لا يوجد جواب محدد وقاطع، فبعض الأشخاص لديهم الإيمان بذلك ولديهم قناعات بأن مثل هذه الأشياء صحيحة مثل تأثير الموسيقا أو تأثير قراءة الكتب المقدسة أو الكتب بشكل عام، وآخرون لا يؤمنون بذلك ويعتبرون أن هذه الدراسات هي مجرد دراسات ترف فكري يعيشه هؤلاء، مثل هؤلاء يفكرون بنكهة الجبنة وليس بالجبنة ذاتها، وعلينا أن نأخذ هذه الأبحاث من باب التسلية لا أكثر ولا أقل.
شخصياً أنا مع هذا الرأي! فيما يخص هذا النوع من الأبحاث، لكنني أميل بشدة إلى أن العلاج بالقراءة ممكن.
تخيلوا، مجرد خيال كيف سيكون طعم المجدرة لو عزفت عليها سيمفونية لبتهوفن!

أقوال:
• إذا كنت لا تستطيع الرقص على إيقاع الآخرين نفسه، فربما كان ذلك لأنك
تسمع موسيقا أخرى.
• الموسيقا تجعلنا تعساء بشكل أفضل.
• الموسيقا تأتي في المرتبة الثانية بعد الصمت، عندما يتعلق الأمر بما لا يوصف.
• النجاح أحياناً معلم سيّئ إذ إنه يجعل الأذكياء يظنون أنهم لا يخسرون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن