الأخبار البارزةشؤون محلية

عملية تطوير المناهج تصطدم بعقلية تحتاج إلى سنوات لإقناعها … طباع: نعمل على مواكبة العالم بالتحول من العملية الحفظية إلى الحالة الإبداعية .. الكتب الجديدة للشهادات بين يدي الطلاب في الأول من حزيران القادم ونموذجان للأسئلة في امتحان الشهادات لعامين فقط

| محمود الصالح

المناهج الجديدة، مالها وما عليها، وكيف يتم وضعها، وما الملاحظات التي وردت على المرحلة الثالثة، وكيف سيتم تطبيقها على أرض الواقع. هذه الأسئلة وغيرها كانت محور الحديث مع مدير المركز الوطني لتطوير المناهج في وزارة التربية دارم طباع.

أين أصبحنا في عملية تطوير المناهج، وما أعداد الكتب الجديدة؟
خطة تطوير المناهج بدأت في عام 2015 ضمن ثلاث مراحل، الأولى تأليف الكتب الانتقالي الأول والرابع والسابع والعاشر، والثانية الثالث والخامس والثامن والثاني عشر. وهذا العام الثالث والسادس والتاسع والبكالوريا وهي المرحلة الأخيرة من التأليف، وبعد اجتماعات مكثفة مع مؤسسة الطباعة تم اعتماد تقديم مسودات هذه الكتب وخصوصاً الشهادات أي التاسع والبكالوريا في بداية شباط لأخذ رأي الجمهور والطلاب والمعلمين بها قبل إخراجها وتصميمها ووضعت لمدة 15 يوماً على صفحة المركز الوطني لتطوير المناهج وعبر وسائل الإعلام لأخذ رأي الجميع وستكون هناك ورشات عمل مع الطلاب والأهالي لأخذ رأيهم في الكتب وستبدأ الطباعة في أول نيسان القادم وستكون هذه الكتب بين أيدي الطلاب في بداية حزيران القادم وأما الكتب الأخرى فستكون جاهزة قبل بداية العام الدراسي القادم.
أما بالنسبة لأعداد الكتب المطلوب طباعتها فهذا تحدده المؤسسة العامة للطباعة وحسب حاجة مديريات توزيع الكتب المدرسية، ومهمتنا تسليم المؤسسة النسخة الإلكترونية للكتب ولا يجوز تنفيذ طباعة أعداد كبيرة من الكتب ووضعها في المستودعات، وفي حال كان هناك تعديل على الكتب بعد التداول للعام الأول يتم إجراء تصحيح في الطباعة الثانية.

في المرحلة الثانية هل سيكون هناك نموذجان للأسئلة؟
نعم سيكون هناك نظام امتحان جديد ونظام قديم ولمن يرسب سيعطى مرحلة أخرى للتقدم وفق المنهاج القديم وستكون المناهج المطورة لجميع المحافظات في العام بعد القادم من التأليف.

ما أولويات وأسس تأليف الكتاب؟
الخطة هي إستراتيجية دائمة وتم اعتماد النظام التربوي السوري بالتوافق مع المنظمات الدولية ومنها اليونسكو وكذلك مع المجتمع المحلي وتمت إعادة النظر في وضع المناهج ولكل مادة على حدة بالتعاون مع المنظمات الدولية لتكون متناسبة مع التطور العالمي ولكنها بالتأكيد وطنية مئة بالمئة، ونعمل بالتعاون مع نخبة من المفكرين والمؤلفين السوريين، واليوم العملية التربوية تحقق الأسس التي وضعت عليها المعايير التي تم اعتمادها حول نظام جديد في التعليم.
سابقاً كانت المناهج توضع على الأهداف وتبين فيما بعد أن الأهداف غير قابلة للتحقيق فقط من خلال الكتب وتطور النظام التعليمي إلى نظام الكفايات وأيضاً لم يثبت جدواه لذلك قرر التربويون على مستوى العالم أن يكون هناك نظام اسمه معايير التعليم وبدأت في عام 2006 حيث وضعت المعايير الأولية ونحن في عام 2015 أعدنا النظر في هذه المعايير ووضعنا لكل مادة مخرجات مضبوطة لكل مرحلة عمرية.

هل تتابعون مدى تحقق هذه المعايير؟
عندما وضعت هذه الإستراتيجية درست كل العوامل المؤثرة في تطبيقها وهناك لجنة مشتركة تضم المديرين تدرس آليات نقل هذه المناهج إلى الميدان وتأخذ تغذية راجعة لأن ما يصنع في المركز يحتاج إلى ما يثبت موجوديته على الصعيد المدرسي ومن ثم وحدها التصورات يمكن أن تعطي حقيقة العملية التربوية أي إنه لن يكون هناك دور للمعلم والمعلمة.
وإذا حققنا من 20 إلى 40 بالمئة نكون قد حققنا مسألة جيدة، وهذه العملية التصاعدية تحتاج إلى 3 سنوات لتغيير عقلية المعلم والمجتمع فهناك الكثير من المفاهيم لا تتناسب مع تطور المناهج اليوم في مجتمع ينظر إلى المتعلم أنه يجب أن يكون طبيباً أو مهندساً وكل المهن الأخرى مجبر عليها وهذا مفهوم خاطئ، المفهوم الآخر أن التعليم لدى أكثر المعلمين هو نقل المعرفة وهذا المفهوم انتهى اليوم لأن المعرفة متوافرة وبالتالي لا يمكن لأي شخص في العالم أن يحيط بالمعرفة ويحتاج من هذه المعرفة إلى الاستفادة منها في منظومة التعليم ويستطيع أن يحقق مراحل عمل ويوفر مستلزمات ومن ثم فإن احتياجات كل متعلم تختلف عن احتياجات المتعلم الآخر هذه المفاهيم حتى تغييرها بالنسبة للتعليم والمعلم تحتاج إلى وقت والحقيقة أننا وجدنا تقبلاً وتفهماً لهذه المناهج بسرعة أكبر مما كنا نتوقع وكانت نسبة التنفيذ أعلى بكثير مما خططنا له اليوم، وأغلب المدرسين يؤمنون بهذه المناهج ويعملون على تطبيقها.

ماذا ورد إليكم من التغذية الراجعة؟
للمرة الأولى تم عرض المناهج للرأي العام، وما يأتي إلينا أكبر بكثير مما كنا نتوقع، عندما نضع الكتاب للتجريب تأتينا ملاحظات مهمة جداً من الجميع ( مفكرين وباحثين وأهالي ومعلمين وطلاب) في السنوات السابقة عندما كنا نرسل الكتاب بعد الطباعة لا تأتي الملاحظات على الكتاب من المدارس إلا في العام التالي، اليوم تأتينا التغذية الراجعة من كل المجتمع مباشرة، لأنه معروف أن هناك أخطاء تحصل أثناء التأليف والطباعة، والملاحظات عبارة عن أخطاء بسيطة حول ورود جملة غير واضحة، أو عدم تناسب الجمل، وكذلك بعض المفاهيم غير الواضحة للمعلم، فيتم توضيحها، وأحياناً يقول الطلاب إن هناك كماً كبيراً من الأسئلة في الرياضيات مثلاً، وكان رأي لجنة أن هذه الأسئلة عبارة عن نماذج ويترك للطالب التمرين على هذه النماذج، وهي عملية ذهنية لتحفيز الطالب من حفظ المعادلة إلى التفكير في حلها.

إلى أي مدى نسبة الأخطاء قياساً إلى العالم؟
نحن أقل بكثير مما هو في العالم ونلاحظ أن الدول الأخرى فيها أخطاء كبيرة لأن المناهج فيها تضعها مراكز عالمية تباع لها أو تضعها مراكز الأبحاث، نحن نقوم بالتأليف بإشراف نخبة شاملة من أساتذة الجامعات والمدرسين ومن المجتمع المحلي، وكل الملاحظات يتم الأخذ بها قبل الطباعة.

ما الملاحظات التي وردت إليكم حتى الآن؟

وردت إلينا ملاحظات في التاريخ والعلوم
والفلسفة والفيزياء والكيمياء، ويتم تجميع هذه الملاحظات يومياً وترسل إلى منسق المادة ومن ثم تقدم إلى لجنة التأليف لدراسة الملاحظات وما هو جدي منها ومفيد يتم تعديله وما هو عكس ذلك يتم ذكر أسباب عدم الأخذ به وتوضع كل هذه الملاحظات في جداول وتنشر على صفحة المركز الوطني لتطوير المناهج حتى يعرف كل من أرسل ملاحظة نتيجة ما آلت إليه ملاحظته. وردت إلينا 182 ملاحظة في مواد علم الأحياء للثالث الإعدادي والثالث الثانوي واللغة العربية للثالث الإعدادي والفيزياء والكيمياء للثالث الإعدادي والكيمياء في الثالث الثانوي والتاريخ في الثالث الإعدادي، وبعد إحالة هذه الملاحظات على اللجان المختصة تم الأخذ بـ88 ملاحظة وعدلت في المناهج على المسودة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن