عربي ودولي

روسيا رفضت أي تدخل خارجي … جزائريون يتظاهرون وقادة الاحتجاج يطالبون الجيش بعدم التدخل

| وكالات

خرج آلاف من الطلاب وأساتذة الجامعات والعاملين بالقطاع الطبي في الجزائر أمس لمطالبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالتنحي فيما دعت مجموعة جديدة سياسية يقودها نشطاء ورموز المعارضة، الجيش إلى عدم التدخل في الشأن السياسي، في وقت حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من مغبة محاولات زعزعة الاستقرار في الجزائر مؤكداً رفض موسكو القاطع لأي تدخل خارجي في الشؤون الجزائرية قائلاً: «نتابع تطورات الأحداث في الجزائر باهتمام ونشاهد محاولات لزعزعة الوضع هناك ونعارض بشكل قاطع أي تدخل فيما يجري في الجزائر» مؤكداً أن الشعب الجزائري هو من يقرر مستقبله بناء على الدستور.
وفي أول رسالة مباشرة إلى الجيش من قادة أفرزتهم الاحتجاجات قالت «التنسيقية الوطنية من أجل التغيير»: إنه يتعين على الجيش «ضمان مهامه الدستورية من دون التدخل في خيارات الشعب». وأصدر قادة الاحتجاج بيانهم الذي حمل عنوان «أرضية من أجل التغيير في الجزائر» في وقت متأخر يوم الإثنين، طالبوا فيه بوتفليقة بالتنحي قبل نهاية فترته الرئاسية في 28 نيسان والحكومة بالاستقالة على الفور.
هذا ولم توقف هذه التحركات من الاحتجاجات التي بلغت ذروتها يوم الجمعة المضي بخروج مئات الآلاف إلى الشوارع واستمرت هذا الأسبوع.
وظل الجيش ملازماً لثكناته أثناء الاحتجاجات حتى الآن لكن رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح لمح الإثنين إلى دور أكثر فاعلية قائلاً: إن الجيش عليه تحمل المسؤولية لإيجاد حل سريع للأزمة. وانطلق رمطان لعمامرة نائب رئيس الوزراء الذي عينه بوتفليقة في هذا المنصب في جولة خارجية للدول الحليفة لطلب الدعم، وزار أمس موسكو الحليف العسكري الوثيق للجزائر. هذا وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ترفض أي تدخل خارجي في شؤون الجزائر الداخلية مشدداً على أن الشعب الجزائري هو من يقرر مصيره وفق الدستور ومبادئ القانون الدولي.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع لعمامرة في موسكو أمس: «نتابع تطورات الأوضاع في الجزائر باهتمام ونحن ضد أي تدخل خارجي فيها وندعم خطط السلطات الجزائرية للاستقرار في البلاد على أساس الحوار واحترام الدستور».
وشدد لافروف على ضرورة التزام كل الدول بمبادئ وميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتها عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول وتسوية الأزمات سياسياً ودبلوماسياً لا عن طريق خطوات أحادية الجانب.
وأوضح لافروف أن العلاقات بين موسكو والجزائر تتطور بشكل مثمر بناء على إعلان الشراكة الإستراتيجية الموقعة في 2001 مشيراً إلى أن المحادثات كانت مثمرة وستساعد على دفع الاتصالات والعلاقات إلى الأمام.
بدوره أكد لعمامرة أن الجزائر وروسيا تعملان ضمن ميثاق الأمم المتحدة والعلاقات الدولية وتقفان ضد التدخل الخارجي في البلاد.
وأوضح لعمامرة أن الاحتجاجات التي تشهدها الجزائر تندرج في الشأن الداخلي والسبيل الوحيد للحل هو الحوار السياسي الداخلي معرباً عن ثقته في قدرة الجزائريين أنفسهم على إيجاد الحل.
ودافع لعمامرة عن مقترحات الحكومة للإصلاح، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف: إن بوتفليقة وافق على تسليم السلطة إلى رئيس منتخب وإنه سيكون مسموحاً للمعارضة بالمشاركة في الحكومة التي تشرف على الانتخابات.
وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أكد في كلمة أمس أن الندوة الوطنية للحوار ستعقد في القريب العاجل بمشاركة جميع الأطراف السياسية في البلاد لافتاً إلى أن الشعب الجزائري هو الذي يبت في التعديل الدستوري عن طريق الاستفتاء. وكان رئيس الأركان الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، أكد أن الجيش «يستلهم قدرته من الشعب»، وأنه سيظل الحصن الحصين للوطن، مشيرا إلى إن أي وضع صعب من شأنه أن يستغل من أطراف أجنبية.
وقال صالح خلال زيارته إلى الناحية العسكرية الثالثة في بشار جنوب غربي البلاد: إن «الجيش والمؤسسة العسكرية ملتزمان بإيجاد الحلول المناسبة للأزمة في الجزائر، وهما مسؤولان عن ذلك».
وأضاف: «لقد تخلل تاريخ الجزائر العديد من الأزمات والمحن ومر بفترات صعبة تعرض الشعب عبرها لأبشع صور الإجرام المقترفة في حقه طوال فترة الاحتلال الفرنسي الغاشم، وعانى بعد ذلك بجلد وصبر شديدين من ويلات الإرهاب الهمجي لأكثر من عشرية من الزمان».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن